الخلاف الحاصل في المشهد الآن ترتب على العرض العسكري الذي نظمه الجيش الليبي منذ أيام ولم يحضره أي من أعضاء المجلس الرئاسي أو الحكومة، فيما حضر عضو المجلس الرئاسي عبد الله حسين اللافي، الاحتفال الذي أقيم مساء أمس السبت بمناسبة تخريج الدفعة (51) بكلية الدفاع الجوي مصراتة، والدفعة الثالثة لخريجي الجامعات، برفقة رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، ما أثار ردود فعل داخل المؤسسة العسكرية في الشرق.
وأوضح مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الليبي، اللواء خالد المحجوب، في تصريحات صحفية، أن ما تم مشاهدته في المنطقة الغربية من تخريج مزيد من العناصر المليشياوية بعضهم له سوابق إجرامية، خطوة بعيدة كل البعد عن بناء مؤسسة عسكرية حقيقية تتحلّى بالانضباط والتدريب الراقي، مضيفا أنه أمر حزّ في نفس العسكريين الميدانيين والمحترفين الذين تهمهم أن تكون المؤسسة العسكرية منضبطة.
من يعرقل توحيد المؤسسة؟
من ناحيته قال طلال الميهوب، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب الليبي، إن من يعرقل توحيد المؤسسة العسكرية هم تيار الإسلام السياسي.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن المواقف الأخيرة لعضو المجلس الرئاسي عبد الله اللافي ورئيس الحكومة عبد الحميد دبيبة تشير إلى أن المؤسسة لن توحد، وأن الرسائل تشير إلى جر البلاد إلى مزيد من الحرب والدمار.
حضور دون دلالة
في المقابل قال محمد معزب عضو المجلس الأعلى للدولة بليبيا، إن حضور ما يدعى أنها عروض عسكرية لا قيمة له ولا يعطي أي دلالة أو مؤشر لتوحيد المؤسسة العسكرية.
وأضاف في حديثه لـ "سبوتنيك":
.حفتر لن يسلم قيادة قواته ما لم يستلم موقعه السياسي الذي يتطلع إليه، مشيرا إلى أن الأوضاع قد تصل إلى ديسمبر والمرتزقة في مواقعهم، وأن الميليشيات ستستمر تصول وتجول في البلاد، وأن الشيء الوحيد الذي سيصلون إليه هو فتح الطريق الساحلي، وحرية الحركة بين مختلف المدن الليبية.
ويرى أن القيادة الحالية (الرئاسي) ضعيفة للغاية، ولا يتوقع منها خطوات حاسمة في اتجاه ملفي المصالحة الوطنية، وتوحيد المؤسسة العسكرية، وهما اختصاصان أصيلان للرئاسي.
سلطة محدودة
فيما قال عضو الأعلى للدولة ناجي مختار، إن رئيس الحكومة "عبد الحميد الدبيبة" ورث سلطة محدودة من حكومة الوفاق، لا تتجاوز المنطقة الغربية، والتي تعترف ضمنيا بحكومة الوحدة الوطنية.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك" أن رئيس الحكومة لا يملك إلا أن يحضر العرض لتمثيل هذه السلطة.
وبشأن عملية توحيد المؤسسة العسكرية يرى مختار أن الأحداث والمناسبات توحي بتأجيل المشروع لما بعد الانتخابات.
فرق ما بين "الاستعراضين"
من جهته قال عادل كرموس، عضو المجلس الأعلى للدولة، إن الفارق بين الاستعراضين في الشرق والغرب، أن الاستعراض العسكري الذي دعا له "حفتر" في الشرق، انطلق من إرادته الشخصية دون مراعاة التراتبية، دون أخذ الإذن من القائد الأعلى المتمثل في المجلس الرئاسي، أما في مصراته، فإن الاستعراض أجري بعد الحصول على قرار القائد الأعلى، وترتب عليه حضور رئيس الحكومة.
ويرى أن المؤسسة العسكرية لن توحد في ظل وجود المشير خليفة حفتر، وأن الأزمة كبيرة على عكس ما يتصوره البعض.