بداية يقول الرئيس السابق لشرطة جنوب دارفور، الفريق فتح الرحمن عثمان، إن ما صدر عن بعض رجال الشرطة في السودان، جاء بسبب عدم رضاهم عن وضعهم المادي، والذي يؤثر بشكل كبير على وضعهم الاجتماعي وقدرتهم على آداء عملهم.
وضع معيشي صعب
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن الوضع المادي هو المحرك الأساسي لما تم التصريح به من بعض أفراد هيئة الشرطة، وهذا الوضع المادي ليس مقصور فقط على هيئة الشرطة بقدر ما ينسحب على الوضع في البلاد بشكل عام وعلى جميع الموظفين، في ظل الوضع المعيشي الصعب والمعاناة اليومية.
وتابع رئيس شرطة جنوب دارفور، ورغم ما تناقلته وسائل الإعلام عن إضراب عام للشرطة غدا في ذكرى ثورة 30 يونيو/حزيران، إلا أنه لم يظهر بشكل واضح أمام الشعب حتى الآن، أن هناك ترتيب لهذا الإضراب غدا الأربعاء.
الداعين للتظاهر
وحول علاقة نظام البشير بدعوات التظاهر في 30 يونيو قال عثمان، دعوات التظاهرات ليست قاصرة على الإسلام السياسي أو حزب المؤتمر الوطني، بل هناك الكثير من القوى الثورية وحتى الأحزاب المشاركة في السلطة ومنها الحزب الشيوعي، وعدد من الأحزاب وشباب الثورة، جميعهم غير راضين عن الوضع الراهن، ويرون أن الثورة سرقت منهم، وحتى الحزب السابق قد يكون مشترك في دعوات التظاهر من موقع المعارضة.
تفاوت طبقي وعنصرية
من جانبه، قال رئيس الحركة الشعبية بالسودان، الدكتور محمد مصطفى، صحيح أن هناك ضائقة في متطلبات الحياة، وقد تعثرت الحكومة الإنتقالية كثيرا والأسباب واضحة، أولها أن الإرادة الوطنية ما زالت غائبة في أغلب الساسة السودانيين، وكذلك قد غلب عليهم حب السلطة والمال.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، بجانب الأسباب السابقة، نجد سيطرة التفاوت الطبقي والعنصرية على تفكير أغلب هؤلاء الساسة ما أثر في السياسة العامة للدولة، علاوة على ذلك نجد أن القرار أصبح مرهون بمصالح وتقاطعات إقليمية ودولية بعيدا عن السيادة الوطنية، لكن مهما كانت الأسباب وجيهة للخروج إلى الشارع، لابد أن نتريث جميعا ونفكر في التحديات الماثلة أمامنا، ومنها تحقيق الاكتفاء الاقتصادي والذي ينسحب بالضرورة على تحقيق السلام العادل والشامل، لأنه يحقق الاستقرار ويفتح المجال للاستثمارات الأجنبية والمحلية، وهذا هو المدخل الوحيد للإستفادة من طاقاتنا الاقتصادية.
نصيحة للمتظاهرين
وتابع رئيس الحركة الشعبية، يجب أن يخرج الناس إلى الشارع مطالبين باستكمال عملية السلام، حتى يتحقق السلام والمصالحة العامة، والمطالبة بتسليم كل المتهمين المطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية، وإعلان نتائج التحقيق في قضية مجزرة فض اعتصام القيادة العامة، هذه هي المطالب التي يجب أن يخرج الناس من أجلها، لأنها فعلا تحقق الاستقرار والاكتفاء الاقتصادي، لكن أي أسباب اخرى تعتبر غير منطقية، وليست موضوعية ولا تعني الشعب السوداني الصابر في شيء، خاصة أولئك الذين يخرجون لقضايا فكرية وايديولوجية عفى عليها الدهر ولفظها الشعب السوداني.
وقدم نصيحة للثوار بأن لا يتهاونو مع كل من أجرم في حق الشعب السوداني، ويحاول استخدام معاناة الشعب وخروجهم للشارع يوم غد، من أجل الإساءة للثورة وأهدافها، وذلك بمراقبة كل المواكب بصورة دقيقة جدا، ولا أعتقد أن تنضم أي جهة نظامية لتظاهرات الغد، لكن الشرطة سوف تقوم بواجبها في حماية التظاهرات، تحسبا لتدخل أي قوة متهورة ضدهم من أجل الوقيعة بين أبناء الوطن.
صرح اللواء شرطة د. عمر عبدالماجد بشير الناطق الرسمي بإسم قوات الشرطة في منشور على الصفحة الرسمية للوزارة اليوم الثلاثاء، أن الاجتماع الذي عقد اليوم تطرق أيضا إلى مجمل الأوضاع الأمنية بالبلاد، ووصف الحالة الأمنية بالبلاد بالجيدة.
وأضاف أن الاجتماع ناقش مظاهر عدم الانضباط الشرطي من مجموعة محدودة ومحددة إبان العرض الشرطي الكبير الذي شهدته ساحة الحرية صباح اليوم، وتم التعامل مع هذا الحدث المعزول وفقا للنظم الشرطية المعروفة، كما أكد أن عرض معينات الشرطة الجديدة كان مميزا ومعبرا عن جاهزية وتماسك قوات الشرطة، التي ترتكز على تاريخ تليد وناصع، وأنها تتشرف بخدمة المواطن السوداني الأبي.
ومنذ 21 أغسطس/آب من العام 2019، يشهد السودان، فترة انتقالية تستمر 39 شهرا تنتهي بإجراء انتخابات، ويتقاسم السلطة خلالها كل من المجلس العسكري، وقوى "إعلان الحرية والتغيير"، قائدة الحراك الشعبي والجبهة الثورية التي تضم عدد من الحركات المسلحة بعد توقيعها اتفاق السلام مع الحكومة السودانية في جوبا.