ويعتبر النوم ضرورة حقيقية للإنسان لإعادة شحن طاقة الجسم وتوفير استراحة حقيقية للدماغ وللحواس الأخرى، والغوص في عالم بعيد عن الواقع بجميع همومه ومشاكله.
لكن مجلة علمية أشارت إلى أن أسرتنا التي ننام عليها بهدف أخذ استراحتنا اليومية الطويلة ما هي إلا "طبق دسم من البكتيريا والجراثيم" أو طبق "بتري" وهو الطبق الذي يولد فيه العلماء البكتيريا والجراثيم في المخابر.
بحسب المقال المنشور في مجلة "سيانس أليرت" العلمية بعنوان (يشرح علم الأحياء الدقيقة سبب كون سريرك عبارة عن طبق بتري كبير)، يعتبر سرير الإنسان بمثابة مجمع كبير لمزيج من العرق واللعاب والقشرة وخلايا الجلد الميتة وحتى جزيئات الطعام، وكل ذلك يجعلها البيئة المثالية لنمو مجموعة كاملة وكبيرة من الجراثيم مثل البكتيريا والفطريات والفيروسات وحتى الحشرات الصغيرة.
تحذير شديد... كائنات تختبئ تحت لحافك
البكتيريا: تلعب أسرة النوم دور المضيف لمجموعة كبيرة ومتنوعة من الأنواع البكتيرية، ووجدت الأبحاث التي درست واقع أغطية أسرة المستشفيات أن بكتيريا (Staphylococcus) الشائعة، والتي عادة تكون غير ضارة، ولكنها في بعض الحالات يمكن أن تسبب مرضًا خطيرًا عند دخولها الجسم من خلال جرح مفتوح، حيث تسبب أنواعا معينة من المكورات العنقودية.
المكورات العنقودية الذهبية: وهي عبارة عن نوع من البكتيريا الدائرية، وهي معدية إلى حد ما، وقد تسبب عدة أمراض، منها التهابات الجلد والالتهاب الرئوي وتفاقم مشكلة حب الشباب. وبعضها مقاوم للمضادات الحيوية في المستشفيات.
الجرثومة الإشريكية القولونية: أو (العصيات القولونية) وتظهر الأبحاث وجود جرثومة (الإشريكية القولونية) وبعض أنواع البكتيريا المماثلة، المعروفة باسم البكتيريا سالبة الغرام، وهي بكتيريا شائعة أيضًا في أسرة المستشفيات. تعد البكتيريا سالبة الجرام مشكلة صحية حقيقية وخطيرة لأنها شديدة المقاومة للمضادات الحيوية المستخدمة ويمكن أن تسبب التهابات بشرية خطيرة، مثل التهابات المسالك البولية والالتهاب الرئوي والإسهال والتهاب السحايا والإنتان إذا دخلت الجسم بطريقة ما.
سلالات من الجراثيم الإشريكية القولونية: وهي شديدة العدوى، وقد تسبب في بعض الأحيان التهابات المسالك البولية والإسهال والالتهاب الرئوي.
ويحمل حوالي ثلث الأشخاص في العالم المكورات العنقودية الذهبية في أجسامهم، ويطرحها حاملوها بشكل كبير مما يعني أنها من الممكن أن تنتقل إلى سريرك بكل بساطة.
جراثيم منزلية: تحمل مناشف الحمام والمطبخ مجموعة متنوعة من الأنواع البكتيرية، لذلك من الممكن أن يؤدي الغسيل غير السليم والصحيح إلى نشر هذه الجراثيم إلى عناصر أخرى، مثل سرير النوم.
الإنفلونزا: تستطيع الإنفلونزا أن تعيش على الأقمشة والأنسجة لمدة تصل إلى 8-12 ساعة.
البق (عث الغبار المجهري): يتخلص الجسم من حوالي 500 مليون خلية من خلايا الجلد يوميًا أثناء النوم، الأمر الذي يجعل السرير بيئة جاذبة لعث الغبار المجهري الذي يتغذى عليها. وتسبب فضلات هذا العث الحساسية وحتى الربو.
بق الفراش: على الرغم من أن هذه الحشرات صغيرة جدا (التي يبلغ طولها حوالي 5 مم)، إلا أنها يمكن أن تسبب علامات لدغة حمراء مثيرة للحكة والحساسية، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من آثار التي تسببها على الصحة العقلية، بما في ذلك القلق والأرق والحساسية نتيجة النوم غير السليم.
قدم المقال عدة نصائح للقضاء على هذه الميكروبات والجراثيم، على سبيل المثال، يجب غسل وتجفيف بياضات الأسرة على درجة حرارة عالية (حوالي 55 درجة مئوية على الأقل) لقتل عث الغبار، ولكن قد يحتاج بق الفراش إلى القضاء عليه بشكل احترافي من خلال المبيدات.
وشدد المقال على أن المفتاح لضمان عدم تطور الجراثيم الت تشكل تهديدا حقيقيا هو الغسل السليم والمنتظم (مرة في الأسبوع على الأقل)، بالإضافة إلى التهوية اليومية للفراش كل صباح لمنع الرطوبة.
ونوه المقال إلى ضرورة تنظيف السرير والمكان المحيط به وتغيير الفرشات (الاسفنجية أو غيرها) مكرة كل 10 سنوات على الأقل وتغطيتها بإحكام.
ويجب غسل جميع بياضات الأسرة في درجات حرارة مرتفعة أو عالية (حوالي 40-60 درجة مئوية أو أكثر) من أجل قتل الجراثيم بشكل فعال ومضمون والحصول على نتائج صحيحة واسرة صحية.