ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) عن قناة "الواقع" الجزائرية أن الجزائر بدأت رسمياً تشكيل طاقم أفريقي لرفض قرار إدخال إسرائيل في الاتحاد الأفريقي للحفاط على مبادئ الاتحاد ودعم الدولة الفلسطينية العربية.
وأكد مراقبون أن تحركات الجزائر تأتي في سياق العمل الوطني القومي، مؤكدين إمكانية نجاح هذه المساعي في طرد إسرائيل من عضوية الاتحاد الأفريقي، نظرًا للعلاقة القوية بين دول أفريقيا وفلسطين.
تحركات جزائرية
وأكدت القناة أن من بين الدول التي تسعى في تحقيق هذا الأمر: جنوب أفريقيا، تونس، أريتريا، السنغال، تنزانيا، النيجر، جزر القمر، الجابون، نيجيريا، زمبابوي، ليبيريا، مالي، جزر سيشل.
وباركت هذه الدول أي خطوة تتخذها الجزائر ضد إسرائيل، بحسب تقرير القناة عبر "يوتيوب".
وجاء في بيان للخارجية الجزائرية أن "القرار الأخير لرئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي بقبول مراقب جديد (إسرائيل)، لن يؤثر على الدعم الثابت والفعال للمنظمة القارية تجاه القضية الفلسطينية العادلة".
وتابع البيان أن "القرار، الذي اتخذ دون مشاورات موسعة مسبقة مع جميع الدول الأعضاء، لا يحمل أية صفة أو قدرة لإضفاء الشرعية على ممارسات وسلوكيات المراقب الجديد".
مساع ناجحة
واعتبر الدكتور فايز أبوعيطة، نائب أمين سر المجلس الثوري لحركة "فتح"، المساعي التي تقوم بها دولة الجزائر لطرد إسرائيل من عضوية الاتحاد الأفريقي تأتي في سياق العمل الوطني القومي، الذي يربط الجزائر بفلسطين.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، فإنها: "خطوة إيجابية وفلسطين تشجع هذا العمل الذي تقوم به دولة الجزائر، وتعتقد أن رفضها لعضوية إسرائيل في الاتحاد الأفريقي يعبر عن موقف معظم الدول الأفريقية التي ترفض إسرائيل كعضو في هذا الاتحاد حتى لو كانت عضوية مراقب".
ويرى أبوعيطة أن: "هذه المساعي يمكن أن تتكلل بالنجاح، لأن هناك قناعة راسخة بأن أغلب الدول الأفريقية تؤيد وتناصر الحق الفلسطيني وترفض عضوية إسرائيل كدولة احتلال -وما زالت تتمسك باحتلالها للأراضي الفلسطيني- في الاتحاد الأفريقي".
وفاء عربي
بدوره اعتبر المستشار زيد الأيوبي، عضو المجلس الثوري لحركة "فتح"، أن تصدي دولة الجزائر ومن معها من الدول لعضوية إسرائيل في الاتحاد الأفريقي دليل على وفاء القوى الحية والشعوب الحرة للقضية الفلسطينية.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك": "هذا الموقف المشرف للجزائر ومن معها والرافض للوجود الإسرائيلي في الاتحاد الأفريقي هو موقف يفتخر به الشعب الفلسطيني وهذا ما تعودناه على الجزائريين والذين يناصرون فلسطين وشعبها بكل المحطات والمنصات والتي كان آخرها انسحاب اللاعب الجزائري فتحي نوردين من مواجهة أحد اللاعبين الإسرائيليين في طوكيو وذلك احتجاجا على جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني والقدس".
ويرى الأيوبي أن: "تحرك الجزائر ومن معها من الدول لطرد إسرائيل من الاتحاد الأفريقي هو تحرك مهم وسيعيق تمدد إسرائيل في أفريقيا والمطلوب احتضان هذا التحرك من كل الشعوب العربية والإسلامية والقوى الحرة على مستوى العالم لعزل إسرائيل سياسيا واستراتيجيا ودبلوماسيا للضغط عليها للانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة ووقف جرائمها بحق المقدسيين والمصلين في المسجد الأقصى".
واعتبر الأيوبي أن "تكاتف الدول الأفريقية الرافضة لدخول إسرائيل في الاتحاد الأفريقي يجب أن يعمم ويبنى عليه، لأن ذلك يعني أن إسرائيل لا يمكن أن تمارس حياتها بشكل طبيعي إلا بالوصول للسلام العادل والشامل مع العرب على أساس قرارات الشرعية الدولية وهذا الموقف من الحزائر ومن معها من الدول هو رسالة سياسية قاسية وعنيدة لهذا الكيان الاحتلالي الذي أدار الظهر للمجتمع الدولي وحقوق الأنسان من خلال المشاريع الاستيطانية وجرائمه اليومية في فلسطين".
وكانت إسرائيل قد أعلنت في وقت سابق، أنها حصلت رسميا على صفة عضو مراقب في الاتحاد الأفريقي، وهو هدف عمل الدبلوماسيون الإسرائيليون عليه منذ نحو عقدين لتحقيقه.
وقدم السفير الإسرائيلي لدى إثيوبيا، أليلي أدماسو، أوراق اعتماده كمراقب في الاتحاد الأفريقي إلى رئيس مفوضية الاتحاد، موسى فقي محمد، في مقر المنظمة في أديس أبابا.
في حين، قال وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد، إنه يوم للاحتفال بالعلاقات الإسرائيلية الأفريقية، لافتا إلى أن إسرائيل تقيم حاليا علاقات مع 46 دولة أفريقية.
يذكر أن فلسطين تتمتع أيضا بصفة عضو مراقب في الاتحاد الأفريقي، وغالبا ما كان الاتحاد يدين الانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين وهو ما كان يشكل مصدر إزعاج لإسرائيل.