أفغانستان.. ثاني أكبر مدن البلاد تسقط تحت سيطرة طالبان وباكستان تساعد الراغبين في المغادرة

كثفت حركة طالبان من معاركها للسيطرة على المزيد من مراكز الولايات في طريقها إلى العاصمة كابول، في وقت قالت باكستان إنها تنسق لتسهيل مغادرة الأفغان والأجانب للبلاد مع تصاعد المعارك بين الحركة والقوات الحكومية.
Sputnik

القاهرة- سبوتنيك. وقالت الحركة (المحظورة في روسيا)، اليوم السبت، إنها سيطرت على مدينة مزار الشريف، ثاني أكبر مدن البلاد وأكبر المدن في الشمال، عاصمة ولاية بلخ، "بشكل كامل"

طالبان تعلن السيطرة على معبر حدودي مع باكستان

كما أكدت سيطرتها على مدينة ميمنة، مركز ولاية فارياب شمالي البلاد، "بما فيها مقر الولاية (مكتب الوالي)، والسجن المركزي، وجميع المقرات الحكومية".

كما قالت الحركة إن "قوات الإمارة الإسلامية سيطرت على معبر انغور اده بولاية بكتيكا [شرق]"، على الحدود مع باكستان.

ومع تصاعد الأحداث، قالت باكستان إنها تعمل على تسهيل سفر الراغبين في مغادرة أفغانستان إلى أراضيها. وقال سفيرها في أفغانستان، منصور أحمد خان، عبر (تويتر)، إن "سفارة باكستان في كابول خدماتها القنصلية للباكستانيين والأفغان ومواطني الدول الأخرى"، مبينا، "يتم تمديد التأشيرات والخدمات القنصلية على وجه السرعة ودون فرض أي أموال غير قانونية أو ابتزاز".

وبحسب السفير، تقوم السفارة أيضًا بالتنسيق مع الخطوط الجوية الباكستانية والسلطات الباكستانية لرحلات إضافية لمساعدة الراغبين في السفر إلى باكستان، كما تقوم بتسهيل طلب البعثات الأجنبية والمنظمات الدولية ووسائل الإعلام لنقل موظفيها مؤقتًا إلى باكستان.

واجتمع الرئيس الأفغاني أشرف غني مع عدد من القيادات العسكرية، على رأسهم نائب وزير الدفاع. وقالت الرئاسة إن رئيس أركان وزارة الدفاع عرض "خطة عمله لضمان أمن كابول والمحافظات المجاورة لها، وصدرت التعليمات اللازمة لذلك".

فيما عقد غني لقاء منفصلا مع عدد من القادة السياسيين و"الجهاديين"، وفق الرئاسة. وأيد الاجتماع "موقف الرئيس القائل بأنه يتعين على البلاد منع المزيد من أعمال العنف وعدم الاستقرار وتشريد الأفغان، وتقرر أيضا أن تقوم حكومة جمهورية أفغانستان الإسلامية بتعيين وفد كفؤ في أقرب وقت ممكن وإعداده للمفاوضات".

دوليا، دعت قطر، والتي تستضيف مكتبا سياسيا لحركة طالبان، الأخيرة إلى خفض التصعيد ووقف إطلاق النار مع إعلان سيطرتها على المزيد من مراكز الولايات مقتربة من العاصمة كابول.

وجاء في بيان للخارجية القطرية أن نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، التقى اليوم مع الملا عبد الغني برادر، رئيس المكتب السياسي لحركة طالبان والوفد المرافق له.

وفد حكومي أفغاني يتوجه إلى قطر لإجراء محادثات مع "طالبان"

وجرى خلال الاجتماع مناقشة آخر التطورات الميدانية في أفغانستان بشقيها الأمني والسياسي، ومتابعة مفاوضات السلام الأفغانية الجارية في الدوحة، وفقا للبيان.

وقالت الوزارة إن وزير الخارجية القطري حث طالبان على "خفض التصعيد ووقف إطلاق النار، بما يسهم في تسريع الجهود للتوصل إلى تسوية سياسية شاملة من شأنها ضمان مستقبل مزدهر لأفغانستان حكومةً وشعباً".

فيما ذكرت حركة طالبان في بيان أن رئيس المكتب السياسي، الملا بردار أخوند، والوفد المرافق له، أكدا رغبة الحركة في "التعامل والعلاقات الإيجابية مع العالم والمجتمع الدولي، وحل المشاكل من خلال الحوار المتبادل"، مؤكدا أن "الجهود التي تبذل في هذا الصدد يجب أن تراعي الحقائق على أرض الواقع في البلاد وينظر إليها بعين الاعتبار"، وفق تعبيره.

وبهذه التوسعات التي تحققها طالبان ميدانيا، فقد نجحت الحركة المتشددة [المحظورة في روسيا]، في فرض سيطرتها على أكثر من 20 ولاية أفغانية، من أصل 34، بعد اندلاع القتال خلال أكثر من أسبوع.

وبهذه الانتصارات، تقترب الحركة أكثر من العاصمة، كابول، والتي استقبلت عشرات الآلاف من الفارين من المناطق التي تشهد أعمال قتال، وتلك التي وقعت في يد طالبان.

وبوقت سابق من اليوم السبت، أكد الرئيس الأفغاني، أشرف غني أن إعادة تنظيم القوات الأمنية والدفاعية هي الأولوية القصوى له، مشيرا إلى أنه لن يترك إنجازات تحققت على مدى عشرين عاما تذهب سدى.

وبين الرئيس أن الحرب المفروضة على الأفغان تجلب مزيد من القتل للأبرياء والدمار للمرافق العامة وعدم الاستقرار، مشيرا إلى أن مشاورات واسعة تجرى داخل الحكومة ومع شيوخ وقادة سياسيين وممثلين شرائح مختلفة من الشعب الأفغاني وكذلك شركاء دوليين.

ويأتي التصعيد متزامنا مع انسحاب القوات الأمريكية وقوات حلف الناتو، الذي بدأ في أيار/مايو الماضي، والمقرر اكتماله في أيلول/سبتمبر.

ووصفت وزارة الخارجية الروسية الانسحاب الأمريكي من أفغانستان بأنه إقرار بفشل مهمة واشنطن في هذا البلد.

مناقشة