وذكرت صحيفة "يسرائيل هايوم" العبرية، أمس الثلاثاء، أن الحكومة الإسرائيلية تعتزم إنشاء معابد يهودية في مستوطنات الضفة ومناطق أخرى في البلاد، وطرحها ضمن خطة "الأولويات الوطنية" للحكومة.
وقال مراقبون إن هذه الخطوة تؤكد إصرار إسرائيل على تكريس الاحتلال والاستيطان، ومن شأنها نسف محاولات السلام وإقامة الدولتين، الفلسطينية والإسرائيلية، مطالبين المجتمع الدولي بالتدخل.
معابد يهودية
ونشر وزير شؤون الأديان الإسرائيلي، ماتان كاهانا، تغريدة جديدة له بحسابه الرسمي على "تويتر"، أكد من خلالها دعم بلاده لإنشاء المعابد اليهودية في بعض المدن والبلدات الإسرائيلية، من بينها مستوطنات الضفة الغربية.
وأكد كاهانا أن حكومة بلاده قد أعطت الأولوية لذلك.
ومن المقرر توزيع 6.25 مليون دولار على 30 مستوطنة، بدعوى وجود نقص في المعابد أو المباني المخصصة لإقامة الطقوس اليهودية، وأن ميزانية العام الجاري ستخصص للمستوطنات.
إصرار إسرائيلي
اعتبر فايز أبوعيطة، نائب أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح، أن اعتزام إسرائيل بناء معابد يهودية في المستوطنات المقامة على الأراضي الفلسطينية بالضفة الغربية يؤكد تمسك إسرائيل بمشروع الاستيطان على حساب مشروع السلم والتسوية، وعلى حساب مشروع السلام.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، التوجه الإسرائيلي الجديد يؤكد أن إسرائيل تكرس للاستيطان ولا تريد أمن أو سلام أو استقرار في المنطقة، وتريد أن يستمر الصراع، فبناء هذه المعابد يؤكد على إصرار إسرائيل لمواجهة مشروع السلام وحل الدولتين، والتمسك بالاستيطان والاحتلال.
وتابع: "إسرائيل عندما فرض عليها الشعب الفلسطيني الانسحاب من قطاع غزة، خرجت من هذه المستوطنات بكل ما فيها، والشعب الفلسطيني لم يتوقف عن مواصلة كفاحه الوطني المشروع لترضخ إسرائيل لإرادة الحق والعدل، وقرارات الشرعية الدولية التي تضمن للشعب الفلسطيني إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية".
استيطان ديني
من جانبه، اعتبر أسامة شعث، أستاذ العلوم السياسية والمستشار الفلسطيني في العلاقات الدولية، أن قرار الحكومة الإسرائيلية لإنشاء معابد يهودية يعد تجاوزًا خطيرًا للقانون الدولي ومعاهدات جنيف الثالثة الخاصة بالأراضي المحتلة، كما تعد انتهاكًا واضحًا لكافة القوانين والقرارات الدولية، لا سيما قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2334/2016.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، تحاول إسرائيل فرض سياسة الأمر الواقع بتهويد الأرض واستيطانها، ببناء المعابد اليهودية وربط المستوطنين المتطرفين بتلك المعابد.
ويرى شعث أن هناك استيطانًا لأغراض عسكرية، أو أمنية أو لأهداف اقتصادية أو ديمغرافية، ولكن هذه المرة فإن فكرة بناء معابد هدفها تقديس الأرض والمكان عبر الاستيطان الديني، وهو أشد خطرًا من أي استيطان آخر.
ضربة لجهود السلام
وأكد أن استمرار إسرائيل بهذه السياسة التهويدية المتطرفة بقيادة بينيت أشد اليمينيين تطرفًا، والذي أعلن تأييده للاستيطان ولا يؤمن بأي سلام مع الفلسطينيين، لن يؤسس لأي استقرار أو أمن في فلسطين المحتلة، وفي المنطقة العربية برمتها.
وأوضح أن الصمت الدولي على الاستيطان بأشكاله غير مبرر، مطالبًا الإدارة الأمريكية والأمم المتحدة بالضغط على الاحتلال لوقف عدوانه واستيطانه المتواصل، مؤكدًا في الوقت نفسه أن الشعب الفلسطيني ثابت وصامد وسيواصل تصديه لإسرائيل، وسيظل يدافع عن أرضه ومقدساته.
بدوره اعتبر المستشار زيد الأيوبي، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، أن اعتزام إسرائيل إقامة معابد ومدارس دينية في مستوطنات الضفة ضربة حقيقية لجهود تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة وحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس الدولتين لشعبين، وفقا لقرارات الشرعية الدولية.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، إصرار حكومة إسرائيل على تكريس أمر واقع احتلالي في مناطق الضفة الغربية والقدس سيساهم بشكل أكبر في نسف حل الدولتين وأخذ المنطقة برمتها باتجاه تصعيد عسكري محتمل؛ لأن الشعب الفلسطيني لن يقبل بمحاولات الحكومة الإسرائيلية لضرب مستقبله.
جريمة حرب كاملة
ويرى الأيوبي أن إقامة المعابد اليهودية في المستوطنات جريمة حرب كاملة الأركان، لا تقل خطورة عن جريمة الاستيطان نفسها، وبذلك فإن محكمة الجنايات الدولية مطالبة اليوم بسرعة اتخاذ الإجراءات القضائية بحق المسؤولين الإسرائيليين عن هذه الجريمة التي تهدد السلم والأمن الدوليين.
ويعتقد الأيوبي أن نية إسرائيل في إقامة هذه المعابد هي الاستخفاف بالمجتمع الدولي والمنظمات والجهود الدولية التي بذلت جهدا واسعا وكبيرا من أجل إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
ودعا الأيوبي إلى ضرورة تفعيل كل مجهودات المقاومة الشعبية الفلسطينية وإنهاء الانقسام الفلسطيني وتوحيد الصف الفلسطيني لمواجهة المشاريع الاستيطانية الإسرائيلية قبل فوات الأوان.
وقبل أشهر، شهدت كل من نابلس وجنين في الضفة الغربية، مواجهات عنيفة مع قوات الجيش الإسرائيلي، الذي استدعى تعزيزات كبيرة، أطلقت النار على الشبان الفلسطينيين.