في طولكرم شمالي الضفة الغربية صادرت إسرائيل فقط في قريتين هما رامين وبيت ليد 1240 دونما لمصلحة مستوطنة عناب المقامة على أراضي القريتين ورغم محاولات أهالي القريتين من استعادة أراضيهم عبر القضاء لكن جهودهم باءت بالفشل، ويقول حيران حمادة رئيس بلدية بيت ليد إن المستوطنات جاثمة في مناطق المصنفة (ج)، وفقاً لاتفاق أوسلو، وهي مناطق ممرات بين غرب ووسط جدار الفصل، وإسرائيل تريد تعزيز الاستيطان في هذه المناطق، لضمها داخل الجدار وبالتالي خسارة المزارعين لمصدر رزقهم الوحيد.
أصاب المناطق المصادرة عزل جغرافي وتم فصلها عن محيطهما الفلسطيني، ويقول ساجد حمد من أهالي رامين إن الخطر لا يتوقف عند مصادرة الأراضي البالغة مساحتها (1240) دونماً، وإنما البدء بعملية شق الطرق الالتفافية التي تربط بين المستوطنات، وهذه الطرق تلتهم مئات الدونمات من أراضي الفلسطينيين، ولا يتم الإعلان عنها ضمن المساحات المصادرة للتمدد الاستيطاني، إلى جانب البناء العشوائي لمئات البؤر الاستيطانية، حيث نفقد مئات الدونمات بسبب ذلك، وحتى الأراضي التي لم يعلن عن مصادرتها لا نستطيع الدخول إليها فالسلطات الإسرائيلية أوقفت جميع الاذونات لدخول المزارعين إلى أراضيهم والعناية بها، تمهيدا لمصادرتها هي الأخرى.
قال عدنان موسى مزارع من بلدة رامين وهو يطالع أرضه المصادرة متذكرا ما قاله أجداده، عن خصوبة هذه الأراضي وكيف كانت مصدرا رزقهم الوحيد والآن تم مصادرتها ومنعه من الوصول إليها، ويقول لم تنجح كل المساعي التي بذلناها من خلال المحامين بإيقاف المشروع الاستيطاني فمنذ أن أعلن عن المخطط الجديد لبلدتنا ونحن نحاول لكن الحكومة الإسرائيلية تباشر في البناء وإقامة توسيعات استيطانية على أراضينا وتحرمنا الأرض ومصدر الدخل، ولا نجد حيلة سوى المقاومة السلمية من خلال فعاليات الإرباك الليلي.
غالبية الأراضي المصادرة مزروعة بشجرة الزيتون، وتعد مصدر رزق للمزارعين، ومع هذه المصادرات والمخططات الإسرائيلية من خلال مصادقات الحكومة الجديدة ينتهي حلم الدولة الفلسطينية بعد تحويلها إلى أجزاء متناثرة ويمهد للقضاء على المناطق المصنفة ج والتي تتعدى 60 بالمئة من مساحة الضفة الغربية.