يستخدم جسم الإنسان الكوليسترول لإنتاج وبناء الخلايا السليمة من جهة، لكن الكثير من هذا المركّب قد يهدد حياته من جهة أخرى، لذلك يعتبر الخبراء والعلماء أن القاعدة الذهبية هي عدم الإفراط والاعتدال، حيث يحتاج الجسم للكوليسترول بنسب معتدلة ومتوازنة جدا.
ونقلت المجلة عن الطبيبة وخبيرة التغذية، إيمي جودسون، مؤلفة كتاب "The Sports Nutrition Playbook" التي أشارت إلى وجود عدة آثار جانبية لارتفاع الكوليسترول في الدم بعد سن الخمسين وكيفية رصد هذه الآثار بهدف إحداث تغيير جذري لخفض مؤشرات الارتفاع قبل فوات الأوان.
أشارت الخبيرة إلى أن الإنسان الذي يعاني من ارتفاع نسب الكوليسترول في الدم، يعاني بمرور الوقت، من "زيادة تراكم اللويحات في الشرايين بسبب نسب الكوليسترول المرتفعة، مما قد يحد من تدفق الدم إلى الدماغ والقلب، الأمر الذي قد يؤدي إلى عواقب وخيمة مثل النوبة القلبية والسكتة الدماغية".
ووفقا لجمعية القلب الأمريكية، فإن تراكم اللويحات أو ما يطلق عليه اسم تصلب الشرايين؛ "لا يمكن أن يؤدي فقط إلى تقييد تدفق الدم، ولكن يمكن أيضا أن تنفصل اللويحات (الملتصقة على الجدران) وتعلق في مجرى الدم، وهي طريقة أخرى يمكن أن تسد الشريان".
2- ارتفاع الكوليسترول يزيد خطر "الموت الخاطف"
بيّنت الخبيرة أن المشكلات المرتبطة بتصلب الشرايين كثيرة، على سبيل المثال، تؤدي اللويحات المتراكمة بمرور الوقت إلى مشاكل خطيرة في القلب والدماغ، "لكن للأسف لا توجد أعراض يمكن اكتشافها" لتجنب هذه المشاكل الخطيرة.
وتقول جودسون: "إذا انفصلت قطعة من اللويحات، يمكن أن تتسبب في تكوين جلطة دموية حولها، مما يحد من تدفق الدم إلى القلب ويتسبب بنقص الأكسجين والمواد المغذية الضرورية، وهو ما يسمى نقص التروية". وبينت الخبيرة أن "هذه المشكلة يمكن أن تؤدي إلى نوبة قلبية حادة".
الجدير بالذكر أن الكثيرين حول العالم يعانون من مشكلة تصلب الشرايين خصوصا كبار السن، والتي تسبب الموت المفاجئ الذي يصدم الكثير من العائلات، بسبب عدم رصد الأعراض، حيث يصف الكثيرون هذه الفاجعة بعبارة "خطفه الموت"، حيث يخطف الموت الكثير من الأشخاص في سن مبكرة بعد الخمسين بسبب هذه المشكلة.
وشددت الخبيرة على ضرورة أن يكون الأشخاص في هذه المرحلة على علم ودراسة بأعراض النوبة القلبية، حيث قد يجنب رصد الأعراض المبكرة بالحصول على رعاية صحية طارئة قبل فوات الأوان وحصول الكارثة السابقة.
وتقول جودسون: "تشمل هذه الأعراض الشعور بالضيق، والضغط والامتلاء والألم أو الوجع في الصدر أو الذراعين، وضيق التنفس، والقلق وصعوبة التنفس والدوخة والإرهاق المفرط".
ويعاني الكثيرون من بعض هذه الأعراض، لكنهم قد يربطنها بالحالة الاجتماعية أو ظروف العمل أو الإرهاق وغيرها من الحالات الأمر الذي قد يوقعهم بفخ الموت المفاجئ.
3- ارتفاع الكوليسترول "الصامت" يزيد خطر السكتة الدماغية
للأسف، فإن هذه الحالة أيضا هي ناتجة عن التراكم "الصامت" للويحات على جدران الأوعية الدموية، ومن هنا تنبع ضرورة الفحص الدوري للكشف عن نسب الكولسترول في الدم ومعالجته.
وتقول جودسون إن "هذا التراكم (للويحات الدموية) بمرور الوقت يمكن أن يؤدي إلى السكتة الدماغية".
وبينت الخبيرة أن قائمة الأعراض التي يمكن رصدها قبل حدوث السكتة الدماغية تشمل "فقدان التوازن والتنسيق، والدوخة المفاجئة، والارتباك، وتنميل الوجه أو الذراع أو الساق، خاصة في جانب واحد من الجسم، أو عدم وضوح الرؤية".
وحذرت الخبيرة من ضرورة طلب الرعاية الصحية بشكل سريع عند رصد هذه الأعراض وضرورة التحقق من نسب الكوليسترول في الجسم بشكل دائم لتجنب حدوث هذه المشكلات الخطيرة.
ملحوظة مهمة حول المعلومات الطبية
© Sputnik