وأحرز العلماء في الفترة الأخيرة تقدما كبيرا في مجال تطوير عوامل محددة لعلاج الحالات الفردية المرتبطة بالتقدم بالعمر، مثل مرض السكري من الفئة الثانية، وهشاشة العظام، واختلال الأوعية الدموية.
وعلى الرغم من التطور الكبير لكن التأثير المشترك للأدوية المبتكرة كانت نتائجها متواضعة بالنسبة للحد من علاقة الوفيات بالأمراض المزمنة، خصوصا أن نسب الإصابة ترتفع بعد سن 70 من عمر الإنسان.
الشيخوخة الخلوية... المسبب الئيسي
وحدد العلماء العديد من العوامل الرئيسية التي تؤثر على فترة الصحة المرتبطة بالعمر من خلال الدراسات عبر مجموعة من الأنواع وتم تعريفها على أنها آليات الشيخوخة التي يمكن تصنيفها إلى تسع علامات مميزة.
وحظيت الشيخوخة الخلوية باهتمام كبير جدا، لأنها تمثل عملية تمنع أو تؤخر الأمراض المصاحبة للشيخوخة المتعددة. وهي تشير إلى حالة خلوية تتضمن توقفا تكراريا لا رجوع فيه بشكل أساسي، وتشمل تغيرات عميقة في الكروماتين، ومقاومة موت الخلايا المبرمج وزيادة تخليق البروتين، والتي غالبًا ما تبلغ ذروتها في الإفراط في إنتاج السيتوكينات المؤيدة للالتهابات، وهي ميزة تسمى "SASP"، والتي يُعتقد أنها دفع الأنماط الظاهرية للشيخوخة والأمراض المختلفة المرتبطة بالعمر.
وتشير بعض المصادر إلى أن استئصال الخلايا الشائخة الموجبة لعلامة الشيخوخة يخفف من تنكس الأنسجة ويطيل فترة صحة المخلوقات، مما يدعم الزعم بأن الخلايا الشائخة تلعب دورا مسببا في شيخوخة الكائن الحي.
مادة من بذور العنب قد تقلب الموازين
وبحسب المقال العلمي المنشور في مجلة "Nature Metabolism" وجد العلماء في دراسة جديدة أن مادة "procyanidin C1 -PCC1"، وهو مكون بوليفينول لمستخلص بذور العنب (GSE)، يزيد من فترة الصحة والعمر الافتراضي للفئران من خلال تأثيره على الخلايا الشائخة.
الفحوصات أشارت إلى أن مستخلص بذور العنب أو "PCC1" كان له تأثيرات محددة على الخلايا الشائخة، خصوصا عند التركيزات المنخفضة، حيث وجد أن مركب "PCC1" يثبط حدوث الشيخوخة الخلوية حيث يقتل بشكل انقائي الخلايا الشائخة بتركيزات أعلى، "ربما عن طريق تعزيز إنتاج أنواع الأكسجين التفاعلية والخلل الوظيفي في الميتوكوندريا".
واثبت العلماء دقة نتائجهم من خلال التجارب المطبقة على الفئران، حيث أدى منح الفئران مادة "PCC1" إلى التخفيف من الخلل الوظيفي الجسدي وإطالة فترة البقاء على قيد الحياة.
وقال العلماء في نتائج دراستهم أنهم حددوا مركب "PCC1" كعامل علاجي طبيعي له نشاط فعال لدى الجسم الحي وإمكانية عالية لمزيد من التطوير لجعله كنوع من التدخل سريري بهدف تأخير أو تخفيف أو منع الأمراض المرتبطة بالعمر.