لدينا جميعا صوت صغير في رؤوسنا يدعونا لتناول الطعام الحلو - وبقدر الإمكان. هذا الدافع متأصل فينا لأنه ساعد أسلافنا الذين عانوا من الجوع الشديد، على البقاء على كل شجرة فاكهة وتناول الطعام دون توقف، لتحسين فرصهم في البقاء على قيد الحياة.
اليوم، في عصر الوفرة، يتسبب ذلك بشكل رئيسي في السمنة والسكري وقائمة طويلة من المشاكل الصحية.
أفضل نصيحة يمكن أن نقدمها في هذا الصدد هي ببساطة التوقف عن تجويع نفسك، والحفاظ على قائمة متنوعة ومتوازنة - وتجنب "نوبات الجوع" التي لن تؤدي إلا إلى تعميق الرغبة في تناول وجبة خفيفة.
بعد القيام بذلك، يجب أن تتأكد أيضا من حصولك على ما يكفي من العناصر الغذائية التي تقلل من الجوع وتحديدا النهم الشديد للسكريات.
من أهم المعادن التي ستساعدك في هذه المهمة هو المغنيسيوم. لقد وجدت الدراسات أن الأشخاص الذين يعانون من نقص في هذا المعدن الأساسي سيكونون أكثر عرضة للمعاناة من زيادة الرغبة في تناول الحلويات، بحسب healthy.walla.
ولكن ما العلاقة بين المغنيسيوم والرغبة في تناول الحلويات؟
يقدر الخبراء أن هذه العلاقة الغريبة مرتبطة بدور المغنيسيوم في توازن السكر في الدم.
وجدت دراسة حول هذا الموضوع نشرت في عام 2019، في مجلة Nutrients، أن المغنيسيوم يمكن أن يساعد بشكل كبير في موازنة السكر لدى مرضى السكري.
تنضم هذه الدراسة إلى سلسلة من الأوراق الأكاديمية التي توصلت إلى نتيجة مماثلة.
وعندما تكون مستويات السكر أكثر توازنا، فإنها تقلل "القفزات" في مستويات السكر التي تسبب الضعف والجوع المفاجئ والرغبة الجامحة في تناول وجبة خفيفة.
في السنوات الأخيرة، هناك أدلة كثيرة على المساهمة الكبيرة للمغنيسيوم في صحتنا الجيدة بشكل عام.
من بين أمور أخرى، وجد أنه يسهم في تنظيم ضغط الدم، ويساعد على تقوية العظام، والحفاظ على النبض الطبيعي، ويسهم أيضا في صحة العضلات.
يعتبر المغنيسيوم الآن مكملا شائعا بين الرياضيين، بعد الدراسات التي وجدت، من بين أمور أخرى أنه يساعد في تحسين الأداء في النشاط البدني.
في الواقع، يرتبط أحد أسباب فعالية المغنيسيوم في تحسين الأداء الرياضي أيضا بتأثيره على الرغبة الشديدة في تناول الحلويات.
وجدت دراسة أجريت عام 2014، أن المغنيسيوم يساعد في الحصول على المزيد من السكر من مجرى الدم إلى العضلات بينما يزيل المزيد من أحماض اللاكتيك التي تسبب آلاما وضعفا في العضلات بعد التمرين.
إذا لم يكن ذلك كافيا، فهناك أدلة تثبت أن المغنيسيوم يمكن أن يساعد في محاربة الاكتئاب. وجدت إحدى الدراسات، على سبيل المثال، أن 450 ملغم من المغنيسيوم في الاستهلاك اليومي ساعد في تقليل أعراض الاكتئاب مع تأثير مماثل لتأثير الأدوية المعروفة في هذا المجال.
يمكن أن يساعد المكمل أيضا في منع الصداع النصفي وتخفيف آلام الدورة الشهرية وحتى تقليل الالتهاب.
لا حاجة لتناول المكملات
اختار العديد من الأشخاص في السنوات الأخيرة تناول المغنيسيوم عبر المكملات الغذائية، ولكن هذا المعدن الأساسي موجود في العديد من الأطعمة - والتي ربما نكون أيضا مغرمين بها جدا.
على سبيل المثال، تحتوي 100 غرام من الشوكولاتة الداكنة مع 70 إلى 85% من الكاكاو على نحو 33 % من الكمية اليومية الموصى بها من المغنيسوم. ستوفر حفنة من الكاجو أو اللوز نحو 25%من الكمية الموصى بها وسيوفر 200 غرام من الأفوكادو 15%.
كذلك، تحتوي الأسماك مثل السلمون والماكريل وكذلك السبانخ والكينوا والفول وأوراق البنجر على كمية جيدة من المغنيسيوم وستضمن وصولك إلى الحصة اليومية التي تحتاجها.
وعلى عكس المكملات الغذائية، فإن هذه الأطعمة ستطيل بشكل طبيعي الشعور بالشبع وتقلل بشكل أكبر من فرصة آلام الجوع المفاجئة التي تدفعك إلى الجنون.