لكن العلم يؤكد أن فترة عام كافية للغاية لظهور أي أعراض جانبية للقاحات، حتى وإن كانت بعيدة المدى، وفق تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".
ويستند العلماء في ذلك إلى التجارب السابقة مع لقاحات مختلفة، وكذلك آلية قيام لقاحات كورونا بتحفيز جهاز المناعة في الجسم البشري.
بكلمات أخرى، تبدأ عدة أعراض في الظهور لدى بعض الناس بعد 15 دقيقة من تلقي اللقاح.
تشمل الأعراض الأولية هذه حساسية جلدية وحكة، وتحدث لسببين إما نتيجة تفاعل الجسم مع أحد مكونات اللقاح نفسه، أو الأجسام المضادة التي يحفز اللقاح جسدك على إنتاجها.
في عملية تبدأ فور تلقي اللقاح وتستمر من عدة ساعات إلى يومين، يبدأ جسدك في التفاعل مع اللقاح نفسه، من خلال التعرف على وجود جسم غريب، ومن ثم مهاجمته باستخدام الخلايا المناعية.
قد تحدث خلال هذه الفترة أعراض جانبية نتيجة هذه العملية، أكثرها شيوعا تورم الذراع، وأعراض مشابهة للإنفلونزا.
وترتبط لقاحات تقنية "إم أر إن إيه" مثل لقاح "فايزر"، و"مودرنا"، بظهور عرض جانبي آخر خلال تلك المدة الزمنية، متمثلا في التهاب عضلة القلب، والذي لم يتوصل العلم إلى سبب حدوثه حتى الآن بشكل مفصل.
يحتاج جهازك المناعي 10 أيام على الأقل للبدء في إنتاج خلايا مصممة خصيصا لمهاجمة الفيروس، وهي الفترة ذاتها التي يحتاجها اللقاح ليبدأ في توفير الحماية لك من الفيروس.
تستمر عملية إنتاج الأجسام المناعية الجديدة، بحد أقصى 28 يوما، قد يحدث خلالها عرضا آخر مرتبط بلقاح "أسترازينيكا"، وهو الإصابة بجلطات، وهو عرض نادر يحدث بسبب الخلايا المناعية الجديدة خلال فترة أقصاها شهر من تلقي اللقاح.
تقول "بي بي سي": "بعد انتهاء المرحلة الثانية بمرور 28 يوما، تموت الخلايا المناعية الجديدة، ويبقى في الجسم ما يسمى بخلايا الذاكرة المناعية، التي تكفل لجسدك الحماية، لمدة أشهر أو سنوات، ولا توجد أي أعراض جديدة بعد ذلك حسب ما تقول، فيكتوريا مايل، أستاذة المناعة، في لندن".
وتقول مايل، إنه "لو لم يحدث لك عرض جانبي خلال شهرين، بعد تلقي اللقاح، فإنه وبشكل شبه مؤكد، لن تتعرض لشيء في وقت لاحق، بسبب اللقاح".
مع ذلك، يخلص التقرير إلى القول: "في مجال العقاقير، ليس هناك شيء مضمون بنسبة 100 في المئة، لذا لا يمكن ضمان عدم ظهور أي أعراض أخرى في المستقبل.. رغم أن العلماء لا يتذكرون في تاريخ الطب الحديث وقوع أي عرض جانبي لأي لقاح، بعد مرور ستة أشهر، من تلقيه".