وقال ابن سلمان إن "مشروع "تروجينا" سيسهم في إعادة تعريف مفهوم السياحة الجبلية العالمية عبر توفير منظومة سياحية صديقة للبيئة في كل أبعادها، تنسجم مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 لتعزيز جودة الحياة، وتوفير حياة آمنة وصحية للجميع، وتؤكد سعينا لتفعيل الجهود العالمية في الحفاظ على عناصر الطبيعة.
وأضاف أن المشروع يشكل إضافة مهمة ونوعية للمشاريع السياحية في المنطقة انطلاقا من الاستثمار الأمثل للتنوع الجغرافي والبيئي لمختلف مناطق المملكة وفق رؤى عصرية متقدمة، وبما يسهم في تنويع مصادر الدخل الوطني والاستفادة من الثروات الطبيعية وتنميتها وحفظها للأجيال القادمة.
وقال مراقبون إن المشروع يعد رافدا جديدا للاقتصاد الوطني، حيث يوفر آلاف فرص العمل، ويدعم تحقيق رؤية 2030، مؤكدين أن المشروع تجربة سياحية فريدة في دول الخليج.
رافد وطني جديد
اعتبر ماجد بن أحمد الصويغ، المستشار المالي والمصرفي والاقتصادي السعودي، أن إعلان العاهل السعودي محمد بن سلمان عن إنشاء مدينة "تروجينا"، في مدينة نيوم جاء للتأكيد على المضي قدما في تحقيق رؤية المملكة 2030.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، تلعب المدينة الجديدة دورا مهما في الرؤية، حيث تم إقامتها لتكون رافدا سياحيًا واستثمارا آمنا للبيئة الجبلية التي تتميز بها المملكة، فكما تم استثمار الصحراء بالمملكة يتم الآن استثمار الجبال، بأفكار ومفاهيم ووعي جديد كليا، من أجل أن تصبح المملكة وجهة سياحية وثقافية ورياضية واجتماعية للعالم.
وأكد أن المدينة الجديدة تضم العديد من الفنادق والمنتجعات والقصور وكذلك المنازل والمحال التجارية والملاعب، والمجمعات السكنية، حيث تكون المدينة ترفيها لجميع الشرائح دون استثناء، ومن المتوقع أن يتم الانتهاء من إقامتها في 2026، على أن تحقق معدل زيارات قد يصل إلى 700 ألف زائر بحلول عام 2030، فيما سيكون هناك 7 آلاف نسمة من السكان الدائمين، و10 آلاف وظيفة جديدة، على أن تحقق 3 مليارات دولار كدخل إضافي للناتج المحلي الإجمالي.
ويرى الصويغ أن المدينة الجديدة تمثل دعما ورافدا وطنيا من أجل تحقيق المستهدفات المالية للناتج المحلي، لتعزيز الدخول غير النفطية، معتبرا أن مضي المملكة في هذه المشروعات رغم وصول برميل النفط إلى 120 دولارا، يؤكد أن المملكة لا تزال تدعم رؤيتها لإيجاد داعم ورافد إضافي للنفط لدعم الناتج المحلي، بما يعود بالنفع على المواطن والمقيم، واستثمارها في البنية التحتية، حتى تصبح المملكة وجهة سياحية وترفيهية للمواطن والمقيم ولجميع دول العالم.
تحفيز النمو الاقتصادي
بدوره اعتبر يحيى التليدي، المحلل السياسي السعودي أن التزلج على الجليد في الهواء الطلق أهم مميزات مشروع "تروجينا" على مستوى المنطقة عموما ودول الخليج العربي تحديدا في سبيل تقديم تجربة لا مثيل لها لاسيما في المناخ الصحراوي الذي تتميز به دول الخليج.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، يمكن للهواة والمحترفين الاستمتاع بشبكة من مسارات تزلج مختلفة الصعوبات وتمر بإطلالات رائعة ومتعددة تشمل زرقة مياه البحر الأحمر وجمال التضاريس لجبال نيوم إضافة إلى الكثبان الرملية للصحراء ليحصل المتزلجون على تجربة هي الأولى من نوعها بهذه الفرادة في بيئة متنوعة تجمع بين الجبال والماء والصحراء الأمر الذي يعد تكوينا جماليا هو الأول من نوعه.
ويرى التليدي أن مشروع "تروجينا" سيكون محفزا للنمو الاقتصادي وتنويع مصادر الدخل في السعودية وفقا لأهداف رؤية 2030 حيث سيوفر المشروع أكثر من 10 آلاف فرصة عمل ويضيف 3 مليارات ريال سعودي للناتج المحلي الإجمالي بحلول 2030.
وتابع: "كما أن التطورات الحالية التي تشهدها نيوم على صعيد المشاريع الحيوية الجديدة تعد ركيزة محورية لتحقيق تطلعات السعودية المستقبلية المتمثلة في تطوير قطاعات جديدة وبناء مجتمع نابض بالحيوية والابتكار وتعزيز الرخاء الاقتصادي".
ويعد مشروع "تروجينا" ابتكارا هندسيا فريدا لا مثيل له على مستوى العالم بأكمله، تتناغم فيه الطبيعة الساحرة لجبال نيوم مع المواقع السياحية المطورة فيها، لتقدم تجربة جديدة غير مسبوقة في العالم تعكس الأسلوب المستقبلي للمعيشة والعمل والترفيه في نيوم، وفقا لشبكة "العربية".
ويتكون مشروع "تروجينا" من ستة أحياء، هي: البوابة، والاكتشاف، والوادي، والبحث، والاسترخاء، والمرح، وتم تصميمها جميعا بغرض تقديم أنشطة تلبي مختلف الأذواق والاحتياجات.
وسيتم تطويرها وفق مواصفات معمارية تراعي الاستدامة البيئية، وتحافظ على الكائنات الحية باختلافها، وأيضا تحافظ على الطبيعة واستدامتها.
وتتمركز "تروجينا" في وسط نيوم على بعد 50 كيلومتراً من ساحل خليج العقبة، في المنطقة التي تتميز بمجموعة من أعلى القمم الجبلية في السعودية بارتفاع يصل إلى حوالي 2600 متر فوق سطح البحر.