وأثارت عمليات نقل وترحيل موقع اعتقال الإرهابيين من مسلحي تنظيم "داعش" شكوكا عميقة إزاء أهدافها، إذ أن سجن الثانوية الصناعية كان قد شهد قبل أقل من شهرين هجوماً عنيفا أدى لهروب عدد كبير من المعتقلين بعد تدمير أجزاء واسعة منه، بفعل الغارات الجوية الأمريكية التي استهدفته آنذاك.
وشبهت مصادر محلية في محافظة الحسكة الخطوة الأمريكية غير المنطقية "بلعبة الكرة والكؤوس السحرية"، مشيرة إلى أنها "تأتي في ضوء تزايد أنشطة الجيش الأمريكي في ترحيل ونقل مجموعات من التنظيمات الإرهابية المرتبطة به في سوريا، إلى جبهات القتال ضد الجيش السوري والروسي في البادية السورية، وإلى جبهات أوكرانيا بمواجهة الجيش الروسي".
وكشفت مصادر محلية شرقي سوريا لوكالة "سبوتنيك" أن "الجيش الأمريكي بالتعاون مع تنظيم قسد الموالي، له قاموا بنقل المئات من معتقلي وسجناء تنظيم داعش من الصف الأول، من عدد من السجون التي تقع تحت سيطرته وهي سجن كامب البلغار، وسجن معمل الغاز، وسجن القاعدة الأمريكية في مديرية حقول الجبسة، والتي تضم الآلاف من المسلحين الأجانب والعرب، في مدينة الشدادي النفطية جنوبي الحسكة".
وتابعت المصادر أن "عدد المعتقلين الذين تم نقلهم إلى سجن في مركز مدينة الحسكة، يترواح بين 400 إلى 450 معتقل، وهم من معتقلي الصف الأول في داعش، ويحملون جنسيات أجنبية وعراقية".
وقال المصدر أن "عملية النقل تمت بواسطة 4 حافلات وتسع شاحنات جميعها تم تعتيمها بالكامل، مع إتباع إجراءاتٍ أمنية مشددة وشوهدت الحافلات وهي تدخل مبنى سجن الثانوية الصناعية في حي غويران بمدينة الحسكة".
وأوضحت المصادر أن "قيادة تنظيم قسد الخاضعة للجيش الأمريكي، بررت نقل المعتقلين من سجون مدينة الشدادي بتزايد عمليات التهديد من قبل تنظيم داعش الإرهابي بتنفيذ عمليات هجوم على هذه السجون مشابهة لهجوم التنظيم على سجن الثانوية الصناعية".
وأبدت المصادر تشكيكها بهذه الروايات من قبل الجيش الأمريكي والمسلحين الموالين له، كاشفة النقاب بأن "الهدف من هذه العمليات هو تجهيز دفعات جديدة من مسلحي ومعتقلي التنظيم من الجنسيات الأجنبية تمهيدا بنقلهم إلى بلدان أوروبية، وعلى رأسها أوكرانيا، تمهيدا للانخراط في جبهات القتال إلى جانب النازيين الجدد والقوى القومية هناك، بمواجهة الجيش الروسي وعرقلة تقدمه".
لعبة الكرة والكؤوس
واعتبرت المصادر أن هذا التكتيك الذي يعتمده الجيش الأمريكي، يشبه إلى حد بعيد تكتيكات "لعبة الكرة والكؤوس السحرية"، حيث يتم تمويه موضع الكرة عبر الحركات العشوائية للكؤوس لإخفاء مصيرها والتعمية على اللاعب المراقب.
ووفق المصادر، فقد "شن التنظيم في الوقت نفسه، حملة اعتقالات في حي غويران بمدينة الحسكة، بعد إغلاق مداخل ومخارج الحي من جميع الاتجاهات مع استقدام تعزيزات عسكرية ومدرعات إلى الحي، وذلك بهدف التغطية على عمليات النقل وترحيل المعتقلين".
وأضافت المصادر أن "المسلحين الموالين للجيش الأمريكي فرضوا حظرا للتجوال في مدينة الشدادي النفطية جنوب الحسكة، والتي تضم أكبر القواعد الأمريكية غير الشرعية في المحافظة، وهي قاعدة مديرية حقول نفط الجبسة، مع تنفيذ حملات اعتقالات استهدفت العشرات من ابناء القبائل العربية في الشدادي والحسكة وريفها".
وتشهد مناطق وبلدات شرقي سوريا حالة من الغضب الشعبي مع توسع المقاومة الشعبية العشائرية ضد تواجد الاحتلال الأمريكي وتنظيم "قسد" وممارساتهما التي تتركز على سرقة النفط والقمح الثروات الباطنية وحرمان الشعب السوري منها.