مؤخرا اتهمت الجزائر المغرب بقصف قوافل تجارية قرب حدودها مع موريتانيا، لكن المغرب التزم الصمت ولم يرد على الاتهامات الجزائرية، فيما يتبادل الخبراء الاتهامات بشأن من يسعى للتوتر.
يصف الخبراء من المغرب الموقف الجزائري بأنه الساعي لافتعال الأزمات مع الرباط، ارتباطا بملف "الصحراء". في المقابل يتهم الخبراء من الجزائر المغرب بأنه يسعى لجر الأولى لمواجهات عسكرية يمكن أن تحول لحرب إقليمية، ارتباطا بالعلاقات بين إسرائيل والمغرب مؤخرا.
وأعلنت نواكشوط الأربعاء 13 أبريل /نيسان الحالي، أن موريتانيين قُتلا الأحد 10 أبريل في منطقة تقع على الحدود مع الصحراء الغربية.
"فيما وصفت الجزائر في بيانها الواقعة بـ "الممارسات المغربية المتكررة" و"العدائية وإرهاب دولة".
ونص البيان الجزائري على أن "تعرض قوافل تجارية لقصف مغربي على الحدود الجزائرية - الموريتانية يمثل انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني".
وحذر الخبراء من ارتفاع منسوب التوتر، وأن أي مواجهات يمكن أن تتحول لحرب إقليمية تشكل مخاطر عدة على شمال إفريقيا والمنطقة.
اتهامات متبادلة
فيما قال أستاذ العلوم السياسية المغربي محمد الغالي، إن تحليل الخطابات الرسمية الجزائرية والمواقف التي اتخذتها بشأن قطع كافة قنوات التواصل مع المغرب تؤكد أنها هي من تسعى للتصعيد.
ولفت إلى أن الجانب المغربي لا يسعى للتصعيد وأنه يفضل الحوار، وهو ما أكدت عليه الخطابات الرسمية من المغرب على مستوى القصر الملكي أو الخارجية.
ويرى أن مواقف الجزائر غير واضحة بشأن دعم "جبهة البوليساريو"، وأنه عليها أن تقر بدعم الجبهة أو أن نتهج الحوار مع المغرب، خاصة أن القيادات الحالية في البلدين ليست مسؤولة عن الماضي وحرب الرمال التي تتحدث عنه الجزائر، حسب غالي.
اتهامات جزائرية
وأشار إلى أن الجزائر تطلق الاتهامات بحث المغرب في العديد من الوقائع، وهو ما يؤثر بشكل كبير على الأوضاع في المنطقة، وأن أي مواجهات تكون مدمرة على المنطقة والأجيال القادمة.
وبشأن التصعيد المتوقع بين البلدين، لفت غالي إلى أن كافة السيناريوهات واردة، مع إيقان كافة الأطراف خطورة الصدام المباشر، خاصة في ظل انعكاساته المدمرة على شمال أفريقيا وحدود أوروبا.
من يسعى للتصعيد؟
على الجانب الآخر يلقي الخبير الأمني الجزائري أكرم خريف باللوم على الجانب المغربي، ويرى أنه من يسعى للتصعيد، وهي الرؤية ذاتها التي ينظر بها الخبراء في الجانب المغربي للجزائر.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن الجزائر لن تنجر إلى أي تصعيد وأنها تحتفظ بحق الرد والإدانة، مع تأكيدها على سعيها لتغليب لغة الحوار بين الأطراف في المنطقة.
في الإطار قال الخبير الأمني المغربي محمد أكضيض، إن التوتر دائما يأتي من جانب الجزائر، في مقابل يد مغربية ممدودة من أجل الاندماج في وحدة مغاربية داخل إطار قومي عربي.
عقدة ملف الصحراء
ويرى أن التهديدات الجزائرية دائما ما ترتبط بأي تقدم يحرزه المغرب في ملف" الصحراء.
وأشار إلى أن محاولة الجزائر تغيير ديباجة القرار العربي للتنديد باعتداءات إسرائيل على الفلسطينيين، كانت بسبب الإشادة بدور ملك المغرب كرئيس للجنة القدس، حسب قوله.
فيما قال إدريس عطية الخبير الأمني الجزائري، إن التوتر بين البلدين مرتفع منذ استقلال الجزائر، إلا أن حدته زادت بعد قطع العلاقات الدبلوماسية.
تحركات دبلوماسية
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن التحركات الدبلوماسية التي يقوم بها المغرب، والحملات الإعلامية، والعمليات الأخرى هي محاولات لجر الجزائر لحرب، في حين أن الجزائر تبحث عن الاستقرار.
ويرى أن أي مواجهات تنعكس على الإقليم بالكامل، خاصة أنها يمكن أن تتحول لحرب إقليمية.
ويرى أن المغرب يصدر أزماته الداخلية عبر الاستفزاز واختلاق مشاكل خارجية، حسب نص قوله.
وقطعت الجزائر علاقاتها مع المغرب في أغسطس آب 2021، بعد أن اتهمت الرباط بالعمل للإضرار بأمنها القومي ودعم جماعة "الماك" الانفصالية، التي تصنفها السلطات الجزائرية ضمن قائمة الإرهاب.
وقبل يومين حذر المبعوث الجزائري الخاص المكلف بالصحراء الغربية ودول المغرب العربي عمار بلاني، المغرب، من احتمال توسع "الأعمال الحربية المغربية إلى الأراضي الجزائرية".
وتعهد بلاني في حديثه لموقع "الشروق أونلاين" الجزائري، بألا تمر هذه "الأعمال العدائية" دون عواقب، واصفا إياها بـ"بالاغتيالات المدبرة ببرودة من قبل الحكومة المغربية".