وتضم هذه المناطق الخمس أعلى نسبة من المعمرين في العالم وتعتبر أكثر الأماكن صحة، حيث يعد النظام الغذائي والحركة وتحديد الأهداف والتفاعل الاجتماعي، أهم الركائز التي من خلالها تحقق العديد من هذه المجتمعات طول العمر، بحسب موقع "eatthis".
ووفقًا للباحثين المرتبطين بالمناطق الزرقاء، فإن وجود علاقات وثيقة وتفاعل اجتماعي كافٍ على أساس منتظم، هي مؤشرات مهمة للتنبؤ بطول العمر الذي سيعيشه الشخص، وبذلك ليس من المستغرب أن كثيرا من الناس في مجتمعات المنطقة الزرقاء هذه يأكلون غالبية وجباتهم مع العائلة أو الأصدقاء.
وأشار الموقع إلى ثلاث من المناطق الزرقاء الخمس، وكيف يحقق سكان تلك المناطق من تكامل في الطعام والأسرة والصداقة.
أوكيناوا، اليابان
يزدهر مجتمع أوكيناوا على أساس تحديد الهدف في كل مجال من مجالات حياتهم، خاصة عندما يتعلق الأمر بالطعام والصداقات. عندما يتعلق الأمر بالأكل، يمارس سكان أوكيناوا عمدًا فن هارا هاتشي بو، مما يعني أنهم يأكلون فقط حتى يشبعوا بنسبة 80٪ في كل وجبة.
وعندما يتعلق الأمر بالصداقة، فإنهم يرون المجتمع كأحد الركائز الأساسية لحياة صحية، حيث يمارس العديد من سكان أوكيناوا تقليدًا يسمى مواي، وهي أنظمة دعم مجمعية صغيرة تبدأ منذ الطفولة وتمتد إلى بقية حياة الشخص، وتوفر هذه المجتمعات دعمًا عاطفيًا وعقليًا وجسديًا وحتى ماليًا في بعض الأحيان لبعضها البعض. وتُعرف مجموعات مواي أحيانًا بأنها عائلة ثانية، وغالبًا ما تشارك وجبات الطعام معًا وتجتمع على أساس منتظم، وهو أمر يساعد سكان أوكيناوا على العيش حياة أطول وأكثر صحة في مجتمع متعمد.
نيكويا، كوستاريكا
شبه جزيرة نيكويا هي منطقة زرقاء أخرى وموطن لبعض المعمرين في العالم. بينما عزا الباحثون صحة أهل نيكويا إلى أشياء مثل الحصول على الكثير من ضوء الشمس والوقت في الطبيعة، وتناول وجبات عشاء خفيفة وصحية، وشرب الكثير من الماء، اكتشفوا أيضًا أن التفاعل وجهاً لوجه يلعب دورًا كبيرًا أيضًا.
وفقًا لباحثي المنطقة الزرقاء، يركز الناس في نيكويا معظم حياتهم حول عائلاتهم ومجتمعهم، إذ غالبًا ما تعيش أجيال متعددة في منزل واحد معًا، وعادة ما يتبعون إلى حد ما سياسة "الباب المفتوح" عندما يتعلق الأمر بقضاء الوقت مع الجيران والأصدقاء. ويقدر النيكويون أيضًا أهمية الأسرة، ولهذا السبب، يتم رعاية معظم السكان المسنين في هذا المجتمع من قبل أطفالهم أو أحفادهم أو غيرهم من أفراد الأسرة.
سردينيا، إيطاليا
تعد سردينيا، وهي جزيرة تقع في إيطاليا، موطنا آخر لكثير من المعمرين في العالم. ووفقًا لباحثي "المناطق الزرقاء"، فإن سكان سردينيا يحققون طول العمر من خلال عادات مثل الأكل النباتي في الغالب، والمشي يوميًا وتوفير الوقت للحركة المنتظمة، وحتى شرب كوب أو كأسين من النبيذ الأحمر كل ليلة.
إلى جانب هذه العادات اليومية، يعلق سكان سردينيا أيضًا قيمة عالية على عائلاتهم وأصدقائهم وجيرانهم. كما وجد الباحثون أن سردينيا يضعون كبار السن في المرتبة الأولى، ويضعون عائلاتهم في المقام الأول، ويخصصون وقتًا يوميًا للضحك. وقد تكون مشاركة الوجبات مع أصدقائهم وعائلاتهم بشكل منتظم عاملاً أساسيًا لسعادتهم وطول عمرهم وصحتهم بشكل عام.