الجرائم ضد الإنسانية
جاء في وثائق محكمة نورنبرغ إن غالبية هذه الجرائم نجمت عن فكرة الحرب الشاملة التي تبناها النازيون لشن الحروب العدوانية غير عابئين بالاتفاقيات والمعاهدات التي لا تجيز إجراء العمليات الحربية بشكل همجي.
ووصفت محكمة نورنبرغ النازية بأنها وسيلة أيديولوجية وسياسية لارتكاب الجرائم ضد العالم والإنسانية، ورفع كل القيود عن استخدام العنف ضد الناس من أجل السيطرة على الشعوب.
محاكمات نورمبرغ، المتهمون في قفص الاتهام، فترة 1945-1946
في الصف الأمامي، من اليسار إلى اليمين: هيرمان غورينغ، رودولف هيس، يواكيم فون ريبنتروب، ويلهلم كيتل (في الصف الثاني، من اليسار إلى اليمين): كارل دونيتس، إريخ رايدر، بالدور فون شيراش، فريتز ساوكيل.
© Photo / Public domain
النازية الأوكرانية
وتبنت السلطة الأوكرانية الجديدة التي تشكلت عقب وقوع الانقلاب في العاصمة الأوكرانية كييف في عام 2014، أيديولوجيا النازية "البينديرية" (نسبة إلى ستيبان بينديرا، قائد الحركة العنصرية المتطرفة غربي أوكرانيا خلال الحرب العالمية الثانية). وتبنى القابعون في المؤسسة الحاكمة العليا الأوكرانية، النازية البينديرية باعتبارها أيديولوجيا رسمية لأوكرانيا، وأقبلوا على غرس أفكارها وطروحاتها اللاإنسانية في نفوس شباب البلاد.
وبعدما بدأت ألمانيا النازية حربها ضد روسيا وغيرها من الجمهوريات السوفيتية المتحدة بما فيها جمهورية أوكرانيا، وقعت تنظيمات التطرف القومي في الغرب الأوكراني اتفاقية التعاون مع ألمانيا النازية. وجاء في الاتفاقية أو المذكرة الصادرة في 14 أغسطس/ آب 1941 أن أوكرانيا ستتوسط بين ألمانيا وشعوب الاتحاد السوفيتي التي يجب أن تناضل ضد "تسلط موسكو".
وتعهد بينديرا بموجب اتفاقية التعاون مع ألمانيا بإنشاء الجيش الأوكراني الذي "سيقاتل إلى جانب ألمانيا".
وجاء في مذكرة التعاون أن الحكومة الأوكرانية ستنشئ "السلطة المسلحة التي ستناضل بصورة مشتركة مع ألمانيا حتى انتصار ألمانيا ونظامها الجديد في أوروبا بشكل نهائي".
وكشفت مذكرة التعاون أن تنظيمات التطرف القومي الأوكرانية تريد أن تكون أداة تحركها ألمانيا لتدمير الاتحاد السوفيتي وروسيا والاستيلاء على أراضيهما وإبادة الشعب الروسي.
ووفق وثائقها وتطبيقاتها، تستند الأيديولوجيا البينديرية إلى المبدأ القائل بضرورة نبذ كل شيء يحظر أو يقيّد جريمة القتل بجميع أشكالها.
الإرهاب
وأقدم الذين سيطروا على المؤسسة الحاكمة الأوكرانية عبر الانقلاب في فبراير/ شباط 2014 عندما لم يُقتل الرئيس الأوكراني الشرعي بمحض الصدفة، على ممارسة العنف ضد المدنيين الناطقين باللغة الروسية في منطقة دونباس، واستمروا في إرهاب سكانها حتى 24 من فبراير 2022 عندما بدأت قوات جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين عملية تحرير دونباس من قوات نظام العنصرية النازية الأوكراني، بمساعدة القوات الروسية. وبالتزامن مع إرهاب السكان في دونباس أعد النازيون الجدد الأوكرانيون عدتهم لغزو شبه جزيرة القرم والمقاطعات الجنويبة الروسية، متطلعين إلى تخريب وتدمير روسيا.
ولم يكف النازيون الجدد الأوكرانيون عن ممارسة العنف ضد المواطنين الآمنين في دونباس حتى بعدما بدأت قوات الجمهوريتين الشعبيتين عملية طردهم من المنطقة، بل لجأوا إلى استخدام المواطنين الآمنين كدروع بشرية في محاولة لتجنب الضربات التي يوجهها محررو المنطقة لهم.
وهدف النازيين الأوكرانيين هو جعل أوكرانيا عدوا لروسيا. ومن أجل تحقيق هذا الهدف سعوا إلى السيطرة على أوكرانيا ضمن حدود جمهورية أوكرانيا السوفيتية التي ضُمت إليها أجزاء من أراضي روسيا، وفقا لقرارات السلطة السوفيتية.
واستمر المتطرفون القوميون الأوكرانيون على هذا الخط منذ زمن الإمبراطورية النمساوية حسب توجيهات الغرب.