وتداولت وسائل التواصل الاجتماعي فيديو لملثم يزعم تبني كتائب "شهداء الأقصى" الهجوم. ولم يتسنَّ التأكد من صحة التسجيل ولم تورده وسائل الإعلام الفلسطينية الرسمية.
وطرح البعض تساؤلات بشأن العملية الأخيرة وتداعياتها على فلسطين، في ظل تبنيها من قبل كتائب شهداء الأقصى الذراع المسلح لحركة فتح، ومدى مساهمتها في توحيد المقاومة الفلسطينية للرد على الانتهاكات الإسرائيلية.
تحرك إسرائيلي
قال الجيش الإسرائيلي إنه طوق بلدة سلفيت وسط الضفة الغربية عقب عملية إطلاق النار التي أدت لمقتل حارس أمن بمستوطنة أرئيل.
وقال بيان للناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، اليوم السبت: "ترأس قائد القيادة الوسطى العسكرية وقائد فرقة يهودا والسامرة اجتماعا لتقييم الوضع بمشاركة الشاباك (جهاز الأمن العام) والشرطة في المكان الذي وقع فيه الهجوم الإرهابي بإطلاق النار في مدخل مدينة أرئيل. تواصل القوات مطاردة المخربيْن الفلسطينييْن وتطويق مدينة سلفيت، وتجري أعمال تفتيش في مدخل ومخرج المدينة".
قال المحلل السياسي والقيادي في حركة فتح، زيد الأيوبي، أن عملية أرئيل التي نفذتها كتائب شهداء الأقصى الذراع العسكري لحركة فتح، في شمال الضفة الغربية، تأتي في سياق الرد الطبيعي على جرائم إسرائيل وانتهاكاتها المتكررة.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، كتائب شهداء الأقصى تعمل وتخطط وتنتقي أهدافها بهدوء، وبعيدًا عن الصخب الإعلامي، وهو الأمر الذي ساهم في إنجاح عملياتها في العمق الإسرائيلي وشوارع الضفة الغربية.
وتابع: "من الواضح أن كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح هي التي تقود المقاومة الفلسطينية الحقيقية على الأرض بعد أن اكتفت بعض الفصائل وعلى رأسها حماس بالنضال عبر السوشيال ميديا والفضائيات، إلا أن كتائب الأقصى حافظت على رسالتها لتكبد الاحتلال الإسرائيلي الخسائر تلو الأخرى".
ويتوقع الأيوبي "المزيد من العمليات الفدائية لكتائب شهداء الأقصى خصوصا في ظل التصعيد الإسرائيلي على المدن الفلسطينية وانتهاك حرمة المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين والاستمرار في المشاريع الاستيطانية التي تقوض فكرة حل الدولتين وتنهي كل أمل لإحلال السلام العادل والشامل وفقا لقرارات الشرعية الدولية".
وحدة المقاومة
في السياق، اعتبر مصطفى الصواف، المحلل السياسي المقيم في قطاع غزة، أن سواء أعلنت كتائب الأقصى أو السرايا أو القسام أو الجبهتين عن العملية، فالمهم أن منفذ العملية فلسطيني ردا على جرائم إسرائيل ودفاعا عن النفس.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، مشاركة كتائب الأقصى في العمليات ضد إسرائيل، هو دليل وحدة الشعب الفلسطيني حول المقاومة وهو دليل على أن طريق المقاومة هو أقرب الطرق نحو الوحدة التي تعتبر طريق التحرير.
وقال إن هذه الوحدة الميدانية حول المقاومة أول طريق السير لتحقيق الهدف، لأن الوحدة دليل القوة ومن المتوقع أن يبنى عليها الكثير من الإنجازات، ولذلك كانت تعمل على تزكية الفرقة والانقسام لأنها تدرك أن الوحدة الفلسطينية طريق النصر.
وتابع: "كل ما فعله الاحتلال وهذه الكتائب العشر التي نشرها في الضفة لم تمنع تنفيذ عملية عسكرية وأي إجراء آخر لن يمنع المقاومة من تنفيذ ما تسعى إليه، سبق وأن حاصرت جنين ولم يمنع المواجهات وعمليات المقاومة وأغلق معبر بيت حانون ثم عاد وفتح بعد يوم من الإغلاق، واليوم يغلق مدخل سلفيت، فكل ما يقوم به الاحتلال لن يجدي نفعا لأن الفلسطيني أدرك أن طريق المقاومة هو طريق الخلاص".
مسلحون فلسطينيون
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن منفذي العملية فرا تجاه الأراضي التابعة للسلطة الفلسطينية في الضفة.
وأوضحت أن أحد المسلحين أطلق النار من بندقية طراز كارل جوستاف، ونزل الآخر من السيارة وحاول طعن الحارس. وأضافت أنه باستثناء حارس الأمن القتيل، أصيب حارس آخر كان بجواره بالفزع بعد إطلاق النار.
وخلال الأسابيع الأخيرة، نفذ مسلحون فلسطينيون، بعضهم يحمل الجنسية الإسرائيلية، عمليات دهس وطعن وإطلاق نار ضد إسرائيليين أسقطت قتلى وجرحى.
وردت إسرائيل بتنفيذ عمليات اغتيال واعتقالات في الضفة الغربية بما في ذلك في مدينة جنين.