جاء ذلك في إفادة صحفية للمتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس، اليوم الأربعاء، في ظل توقف المفاوضات النووية التي تحتضنها العاصمة النمساوية فيينا، بعد الحديث عن إعلان وشيك عن اتفاق نووي، على ما نقلت وكالة "رويترز".
ومضى برايس بقوله: "لأن العودة المتبادلة إلى الامتثال لخطة العمل الشاملة المشتركة أمر غير مؤكد إلى حد كبير، فإننا نعد الآن بشكل متساوٍ لأي من السيناريوهين".
وأمس الثلاثاء، نفى وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، توقف المفاوضات النووية في فيينا، مؤكدا أنها مستمرة عبر تبادل رسائل مكتوبة مع الأمريكيين من خلال الوسيط الأوروبي، بهدف رفع العقوبات المفروضة.
وقال عبد اللهيان، في تصريحات مع قناة "المسيرة" التابعة لجماعة "أنصار الله" اليمنية، إن "المفاوضات الرامية لإحياء الاتفاق النووي الموقع عام 2015 بين إيران وقوى دولية كبرى، لم تتوقف بل مستمرة بوتيرة أخرى عبر تبادل الرسائل المكتوبة مع الأمريكيين بواسطة ممثل الاتحاد الأوربي لرفع العقوبات الأحادية المفروضة علينا".
وأشار إلى أن الهدف من المفاوضات هو التوصل إلى اتفاق قوي ودائم، مؤكدا دعوة طهران إلى الجانب الأميركي ليكون واقعيا، متابعا: "رفع العقوبات في جميع القطاعات وأخذ الضمانات الاقتصادية من أهم النقاط على جدول أعمالنا التفاوضية... أعتقد أن الطرف الأمريكي أدرك جيدًا خطوط إيران الحمراء ونحن مستمرون في المباحثات".
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده، قال في مقابلة مع قناة المنار اللبنانية، إن "الولایات المتحدة لم تستطع اتخاذ القرار السیاسي بخصوص الاتفاق"، معربا عن أسفه لتمسك إدارة بایدن بالنهج الذي سلكه سلفه دونالد ترامب بدلا من إثبات أنها صادقة في ما تقول.
وأعلن خطيب زاده عن "استعداد إیران للعودة إلی مفاوضات فیینا إذا اتخذت أمریكا القرارات السياسية اللازمة في المواضيع القلیلة العالقة"، مضیفا: "ننتظر أن تثبت مجموعة 4+1، أن أمریكا قادرة علی الالتزام بتعهداتها".
ولفتت تقارير إعلامية إلى أن القضية الرئيسية التي تمنع إبرام صفقة هي مطالبة طهران واشنطن بإزالة الحرس الثوري من القائمة الأمريكية للمنظمات الإرهابية الأجنبية.
ورفض المسؤولون الإيرانيون العديد من المقترحات الأمريكية بشأن هذه القضية، في حين أوضحت إدارة بايدن أنها لن تتخذ مثل هذه الخطوة من جانب واحد.
وتستضيف فيينا محادثات مكثفة لإحياء الاتفاق الخاص ببرنامج إيران النووي، الموقع في 2015، بين طهران من جهة، وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وألمانيا من جهة ثانية؛ والذي انسحبت واشنطن منه بشكل أحادي، في مايو/ أيار 2018.
وتوقفت المفاوضات الآن حيث تلوم طهران وواشنطن بعضهما البعض على عدم اتخاذ القرارات السياسية اللازمة لتسوية القضايا المتبقية.
وقد يؤدي فرض مثل هذه الشروط في وقت حاسم إلى عدم التوصل إلى اتفاق نهائي في المستقبل القريب.