هل تقبل "أنصار الله" فك الحصار عن تعز وفتح الطرق والمعابر إذا ما تم تمديد الهدنة

في تلك الأثناء يواصل المبعوث الأممي لليمن هانز غروند برج اجتماعات مع أطراف الصراع للتوصل إلى توافق جديد لتمديد الهدنة، حيث يرى مراقبون أنها ستلقى موافقة كل الأطراف لما حققوه من مكاسب خلال الهدنة الجارية.

تعليقا على ما يجري الآن يقول الخبير العسكري والاستراتيجي اليمني، العميد عزيز راشد، إن حكومة الإنقاذ في صنعاء لا تضع أي عراقيل في طريق تنفيذ بنود الهدنة التي تم الاتفاق عليها وقاربت على الانتهاء، والحقيقة أن الطرف الآخر هو من لم يلتزم بتلك البنود ولم ينفذها حتى من الناحية العسكرية.

وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، كان يفترض أن يتم وقف كامل للعلميات العسكرية من كل الأطراف، وهو ما قمنا بتنفيذه من جانبنا، أما العدوان فلم يكف عن الاختراقات اليومية منذ بدْ سريان الهدنة وحتى اليوم، وهذا ليس ادعاء من جانبنا وإنما هو وقائع مسجلة كان آخرها إسقاط طائرتي استطلاع وتجسس في العاصمة صنعاء واليوم في محافظة الحديدة، كما أن هناك خروقات كانت بالأمس القريب تزامنا مع وصول اللجنة الأمنية العسكرية التابعة لصنعاء إلى المملكة الأردنية، حيث ارتكب العدوان أكثر من 60 خرقا للهدنة.

وأكد راشد، ليس لدينا أي مانع من تنفيذ البنود الواردة في الهدنة الأممية كاملا، وهناك شكر من المبعوث الأممي إلى السلطة في صنعاء على التزامها ببنود الهدنة الحالية، مشيرا إلى أنه لا يوجد حصار على محافظة تعز كما يزعمون في وسائل الإعلام، بل هناك تنظيمات لم تلتزم بفتح الطرقات لكي تستمر عملية "السطو" على المسافرين اليمنيين من الشمال إلى الجنوب أو إلى المحافظات الأخرى، كما يتم في تلك الطرقات عمليات تصفية بالهوية والأسم للمارين عبر تلك الطرقات، ونؤكد أننا على استعداد لفتح جميع الطرقات، بينما طرف العدوان يريد تنفيذ مواضيع تمثل الجانب العسكري، دون الجانب الإنساني سواء في تعز أو مأرب أو أي مكان آخر.

وحول فتح منافذ تعز وفك الحصار عنها والذي يتحدث عنه العدوان يقول الخبير العسكري، هناك طرق ومنافذ مفتوحة بشكل كامل وطرق إلى عدن ولا يوجد أي حصار على المحافظة، وهم من يفرضون الحصار على أنفسهم، ومحافظة تعز ليست هى الوحيدة المحاصرة، بل كل الشعب اليمني محاصر بالكامل، وكذلك المناطق المحتلة في الجنوب محاصرة أيضا من جانب دول العدوان، علاوة على المطارات والموانئ التي لم يكن يدخل منها أي شىء سوى في الأيام الأخير بعد سريان الهدنة.

في المقابل يرى الباحث اليمني، الدكتور عبد الستار الشميري، أن المفاوضات التي تجري الآن في الأردن بين الشرعية والحوثيين "أنصار الله" تنصب حول نقطتين أساسيتين أولهما، إمكانية تمديد الهدنة مع أفق مطروح بأن تكون ستة أشهر أو ثلاثة أشهر أو شهرين، أما النقطة الثانية فتتعلق بفتح معابر تعز، بالإضافة إلى بعض القضايا الإنسانية التي تخص الأسرى وكذا الاقتصادية.

وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أرى أن الحوثي سوف يقبل بفتح معابر تعز وتمديد الهدنة، وهذا يرجع إلى أنهم استفادوا بالفعل من الهدنة واستثمرها خير استثمار وحقق مجموعة من المكاسب ليست سهلة، من بينها فتح مطار صنعاء ودخول السفن النفطية وتسفير بعض قياداته وصفقة أسرى ودخول كمية من النقد المحلي.

وتابع الشميري، كما حقق الحوثي مكسب مهم من تلك الهدنة تمثل في إعادة ترتيب صفوفه في الجبهات والحصول على بعض الدعم المهرب عبر بعض الموانئ الصغيرة في الحديدة، وتمثل الهدنة بالنسبة للحوثيين أفضل من الذهاب إلى مفاوضات سلام وبنود الحل النهائي والمصالحة الوطنية، كما أن الهدنة أفضل من الدخول في حرب استنزاف طويلة، لذا فإن الطرفين قد يتفقان في الأردن على تمديد الهدنة وفتح معابر تعز، لكن هذا لا يعني أنها سوف تصبح آمنة، بل سيعمل الحوثيين على إغلاق تلك المعابر في أي وقت يريد.

أعلنت الخارجية المصرية، أمس الاثنين، الموافقة على تسيير رحلات جوية بين مطاري القاهرة وصنعاء الدوليين، ضمن تنفيذ هدنة الأمم المتحدة السارية في اليمن.

كان رئيس الوفد المفاوض في جماعة "أنصار الله" اليمنية والناطق باسمها، محمد عبد السلام، اتهم الأربعاء الماضي، التحالف العربي بقيادة السعودية، بعدم الالتزام ببنود الهدنة فيما يخص تسيير رحلتين جويتين أسبوعيا عبر مطار صنعاء الدولي إلى عمّان والقاهرة خلال فترتها المحددة بشهرين، و"إضاعة شهر ونصف من زمن الهدنة دون أي رحلة جوية"، داعيا إلى "الإسراع في تسيير الرحلات المقررة والإفادة فيما تبقى من الوقت لتعويض ما فات منها".

وانطلقت أول رحلة تجارية من مطار صنعاء الدولي بعد 6 أعوام من التوقف، الأسبوع الماضي وذلك ضمن تنفيذ اتفاق الهدنة الأممية، بعد 44 يوما من بدء سريانها مطلع أبريل/نيسان الماضي.

جاء ذلك بعد موافقة الحكومة اليمنية، على استخدام الجوازات الصادرة من جماعة "أنصار الله" للسفر من مطار صنعاء الدولي، وذلك بعد أزمة بين الجانبين استمرت 18 يوما، أدت إلى تعثر أول رحلة تجارية كانت مقررة في 24 أبريل/نيسان الماضي من صنعاء إلى مطار الملكة علياء الدولي في الأردن.

وفي الثاني من أبريل/نيسان الماضي، أعلن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ، بدء سريان هدنة في اليمن لمدة شهرين قابلة للتجديد، تتضمن إيقاف العمليات العسكرية الهجومية برا وبحرا وجوا داخل اليمن وعبر حدوده، وتيسير دخول 18 سفينة تحمل الوقود إلى موانئ الحديدة غرب اليمن.

كما تتضمن الهدنة الأممية السماح برحلتين جويتين من وإلى مطار صنعاء الدولي أسبوعيا، وعقد اجتماع بين الأطراف للاتفاق على فتح الطرق في تعز وغيرها من المحافظات لتحسين حرية حركة الأفراد داخل اليمن.

ويفرض التحالف العربي بقيادة السعودية، منذ التاسع من آب/أغسطس 2016، حظرا على حركة الطيران في مطار صنعاء، وأوقف جميع الرحلات المدنية باستثناء رحلات الأمم المتحدة والوكالات الإنسانية التابعة لها، التي يتطلب القيام بها تنسيقاً مع قيادة التحالف.

ويشهد اليمن منذ أكثر من 7 أعوام معارك عنيفة بين جماعة "أنصار الله" وقوى متحالفة معها من جهة، والجيش اليمني التابع للحكومة المعترف بها دولياً مدعوماً بتحالف عسكري عربي، تقوده السعودية من جهة أخرى لاستعادة مناطق شاسعة سيطرت عليها الجماعة بينها العاصمة صنعاء وسط البلاد أواخر 2014.

وأودى الصراع الدائر في اليمن منذ اندلاعه بحياة 377 ألف شخص، 40% منهم سقطوا بشكل مباشر، حسب تقرير للأمم المتحدة في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.