تخليدا لفنه وأغانيه… أكاديمية مغربية تحمل اسم الفنان عبد الحليم حافظ وتجمع أعماله

لم يغب عبد الحليم ورغم مرور كل هذه السنوات، قررت الطبيبة البروفسيرة المغربية آمال بورقيبة تخليد أعمال العندليب، لكن هذه المرة ليست في مصر، بل في المغرب بمدينة الدار البيضاء، حيث دشنت مساء أمس، أكاديمية الفنان المغربي عبد الحليم حافظ، بالعاصمة الاقتصادية، تخليدا لذكراه وإحياء فنه وأغانيه.

وبحسب بورقية التي اختارت أن تكون الأكاديمية باسم الفنان المصري الراحل عبد الحليم حافظ، يعود ذلك لكونه قدوة وملهما لكل الشغوفين بالطرب الجميل بعدما رسخ لنفسه مسارا خاصا به مما جعله مدرسة رائدة في عالم الفن والطرب، خاصة في ظل وجود قاعدة شعبية كبيرة من محبيه في المغرب.

وحول الأهداف التي وضعتها الأكاديمية توضح بورقية، أنها تتمثل في تشجيع وتنظيم اللقاءات الثقافية والعلمية حول تراث عبد الحليم حافظ، ونقل المعرفة وتبادلها ارتباطا بهذا الهرم الفني. وأن هذه اللقاءات تتناول ما يتعلق بحياته أو بإنجازاته، بهدف تقديم إنتاج فني يساعد على فهم أفضل لمسار هذا الفنان الرائد، ومسيرته الفنية الكبيرة.

وتسعى الأكاديمية أيضا لتقديم المواهب الشابة في المغرب والتعريف بمبادراتهم في كافة الأشكال الفنية المختلفة، مع دعمها قدر الإمكان لنجوم الغد من أجل شقّ طريقهم الفني الذي يستلهم إبداعاته من التراث الفني لعبد الحليم حافظ.

وأشارت إلى أن الأكاديمية تعمل على إتاحة الفرصة للملايين من محبيه للالتقاء والتواصل وتقاسم المعرفة وإطلاق مشاريع في إطار الأكاديمية.

وتنظم الأكاديمية مجموعة من المبادرات، كما هو الحال بالنسبة لإطلاق موقع إلكتروني هو الأول من نوعه، الذي يحاول تجميع أعمال عبد الحليم حافظ، وقناة على "يوتيوب" تقدم مقاطع فيديو لأغانيه التي تم تسجيلها صوتيا دون صور مشاهد أو أفلام، مع إنشاء صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي.

وتسعى أكاديمية حليم، من خلال البرامج التي ستسطّرها إلى التقريب بين كل محبي وعشاق الفن الجميل والطرب الأصيل، الذي يتجسد في مدرسة عبد الحليم حافظ، هذا الاسم الكبير الذي تحمله هذه المبادرة النوعية.

ولد عبد الحليم علي شبانة ( عبد الحليم حافظ) 21 يونيو/حزيران 1929، في قرية الحلوات بمحافظة الشرقية.

كان عبد الحليم هو الابن الأصغر بين أربعة إخوة هم إسماعيل ومحمد وعلية.

وتوفيت والدته بعد ولادته بأيام، فيما لحق بها والده ليعيش يتيم الأب والأم، ثم انتقل للعيش مع خاله الحاج متولي عماشة.

التحق عبد الحليم حافظ بعد ذلك بكتاب الشيخ أحمد ومنذ دخول العندليب الأسمر للمدرسة تجلى حبه العظيم للموسيقى حتى أصبح رئيسا لفرقة الأناشيد في مدرسته.

التحق حافظ بمعهد الموسيقى العربية قسم التلحين عام 1943، ورشح للسفر في بعثة حكومية إلى الخارج لكنه ألغى سفره وعمل 4 سنوات مدرسا للموسيقى بطنطا ثم الزقازيق وأخيرا بالقاهرة ثم قدم استقالته من التدريس والتحق بعدها بفرقه الإذاعة الموسيقية عازفا على آلة الأبواه عام 1950.

أجيز في الإذاعة بعد أن قدم قصيدة "لقاء" كلمات صلاح عبد الصبور ولحن كمال الطويل عام 1951، فيما تشير مصادر أخرى إلى أن إجازته كانت في عام 1952 بعد أن قدم أغنية "يا حلو يا أسمر" كلمات سمير محجوب وألحان محمد الموجي، كما قدم عبد الحليم أكثر من مئتين وثلاثين أغنية، كما قدم العديد من الأفلام السينمائية.

توفى عبدالحليم حافظ يوم 30 مارس/ آذار 1977 في لندن عن عمر يناهز 47 عاما، وتم تشييع جثمانه في جنازة مهيبة لم تعرف مصر مثلها سوى جنازة الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر والفنانة الراحلة أم كلثوم.