وأضافت الغامدي في تصريحات لـ" سبوتنيك"، أن ما يشهده العالم في الوقت الراهن من تحديات يتطلب توحيد الجهود وتطابق المواقف وتنسيق السياسات، وأن الركيزة التي يمكن أن تساهم في تقارب كافة الأوجه ترتبط بالاقتصاد بالمقام الأول.
ولفتت إلى أن إعادة "هندسة الشرق الأوسط" من خلال الحراك العربي- العربي، والجولة التي قام بها ولي العهد بعثت برسائل للقوى العظمى بما فيها أمريكا التي يعتزم رئيسها جو بايدن زيارة المملكة في الشهر المقبل لعقد قمتين، إحداهما أمريكية- سعودية، والثانية تشمل إضافة لواشنطن والرياض دول مجلس التعاون الخليجي والأردن والعراق ومصر.
وشددت الغامدي على أن ما يحرك السياسة في الأزمة الحالية هو الاقتصاد بالدرجة الأولى، خاصة في ظل تبعات الصدام العالمي وارتفاع أسعار الطاقة، وهو ما تراعيه السعودية في تحركاتها الحالية بحيث تعمل على زيادة التعاون والاستثمار والتجارة بين الدول العربية لتحقيق النماء والرخاء في المنطقة، وحتى لا تكون عرضة لابتزازات وضغوطات، إذ يمثل الاقتصاد أهم عوامل القرار السيادي للدول في الوقت الراهن.
وأكدت أن الدبلوماسية الاقتصادية التي تعمل من خلالها المملكة في الوقت الراهن لها انعكاسات إيجابية على كافة المستويات خلال الفترة المقبلة، خاصة وأن المملكة تتعامل مع جميع الدول في إطار احترام السيادة والتعاون الإيجابي دون أي تدخل في الشؤون الداخلية.
برؤية دقيقة توضح الغامدي أهمية توقيت الجولة ارتباطا بالأزمة الاقتصادية الراهنة وتبعاتها، والقمة المرتقبة التي تجمع الدول الخليجية بالولايات المتحدة الأمريكية بحضور قادة مصر والأردن والعراق يوم 16 يوليو/تموز المقبل، إذ تشير إلى أن الزيارة تحمل العديد من الدلالات العميقة المرتبطة بمستقبل الأمن والسلام في المنطقة والعالم، خاصة مع قوة رؤية 2030.
وشددت نوف الغامدي على أن تقوية الاقتصاد العربي ورفع مستوى التعاون بين بلدان المنطقة يدعم موقفها في ظل التحولات والأزمات التي يمكن أن تهدد الاستقرار في الوقت الراهن أو المستقبلي.
وطالبت الغامدي بتبني الشركات الناشئة وأفكار الشباب الحديثة وكل ما يساهم في تنمية البلدان العربية التي عانت كثيرا إثر التحولات السياسية التي عصفت بالاقتصاد الوطني في العديد من الدول.
وأجرى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان جولة في المنطقة بدأها بمصر يوم الاثنين، مرورا بالأردن، واختتمها في تركيا يوم الأربعاء.