وبحسب الخبراء فإن بايدن مطالب بالوضع الراهن في الشرق الأوسط دون إحداث أي تغيير في المنطقة، وأنه عليه القبول بالشكل الذي تبديه دول الشرق الأوسط في التفاعل والتعاطي مع الأزمة العالمية.
ويرى الخبراء أن دول الشرق الأوسط لن تتفاعل مع مطالب بايدن، وأنها لن تسمح بأي تغييرات في المنطقة كما حدث في 2011، وأن الولايات المتحدة مطالبة بالتعامل باستراتيجية جديدة تتوافق مع رؤية قادة المنطقة، وألا تغامر واشنطن بسيناريوهات أخرى يمكن أن تحدث تغييرات كبيرة.
من ناحيته قال الدكتور أحمد الشريفي، الخبير الاستراتيجي العراقي، إن زيارة بايدن للسعودية هي بمثابة تغيير في السياسة الأمريكية الديمقراطية.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن بايدن كان يمثل سياسة الظل لأوباما، لكن بايدن غير سياسته من استمراره على نهج الأول، واتبع سياسة ترامب بإعادة النظر مع الشرق الأوسط وتوسيع العلاقة مع دول الخليج.
وأوضح أن تعثر إبرام اتفاق جديد مع إيران وتعثر الحوار، وما تركه ترامب صعب الوصول إلى تسوية والوصول إلى اتفاق جديد مع إيران.
وأشار إلى أن "العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا" دفع واشنطن نحو تفعيل منظمة "شرق المتوسط" من أجل بدائل النفط والغاز.
وأوضح أن بايدن يتجه إلى منطقة الشرق الأوسط بسياسة جديدة وتوازنات جديدة، وأن ما يترتب على الزيارة يؤسس لمعادلة تغيير شامل في المنطقة، خاصة بشأن نفوذ إيران، بما يجري لصالح أهداف واشنطن المرتبطة بالنفط والغاز من المنطقة.
في الإطار قال العميد متقاعد عبدالله العسيري، إن زيارة بايدن للمنطقة لا يعول عليها بأنها ستسهم في تطوير أو تحسين علاقات الولايات المتحدة الأمريكية مع دول المنطقة.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن السياسة الأمريكية القائمة بقيادة بايدن تمر الآن بأسوء وأضعف مرحلة خلال العشرين سنة الماضية، وأن 56% من الأمريكيين غير راضين بالأداء الوظيفي للرئيس جو بايدن مع دخول عامه الثاني في المنصب.
ولفت إلى أن الخبرة السياسية للرئيس بايدن لم تسعفه أو أن فريق المستشارين لديه لم يساعدوه في تحقيق وعوده بإعادة الهيبة للولايات المتحدة واحترامها مرة أخرى بين دول العالم.
وأشار إلى أن ما جرى في الفترة الأخيرة من تحركات سياسية عربية قبل زيارة بايدن توضح أن العالم يدرك مكانة الولايات المتحدة الأمريكية كقوة عالمية، وأنها دولة مؤثرة.
ويرى أن البعض يعول على أن يصلح بايدن من مخطط سياساته السابقة، وأن يسعى بحرص على تقارب وجهات النظر مع قيادات العالم العربي، وأن لا ينظر في تحقيق مصالح بلاده دون أن يكترث للمصالح المشتركة مع دول المنطقة.
وشدد على أنه حال أراد بايدن تحقيق التوازن فعليه القبول بالأوضاع الحالية، تماشيا مع البيئة العالمية، وأن لا يسعى لإحداث أي تغييرات غير منطقية تؤدي الى أحداث النزاعات والفوضى والخلافات السياسية، كالذي شهدته المنطقة العربية بعد 2011.
وتابع بأنه على بايدن تبنى استراتيجيته عدم المساس من أمن واستقرار المنطقة، وأنه يمكن أن يكتب لهذه الزيارة النجاح، إذا ما سار بايدن على المسار السياسي للرؤساء السابقين الذين عرفوا بالحكمة السياسية وعملوا على تعزيز العلاقات مع دول المنطقة دون التدخل في شؤونهم.