يبحث عن حصة باريس… ما أهداف زيارة ماكرون المرتقبة إلى الجزائر؟

زيارة مرتقبة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الجزائر، من المقرر أن يناقش خلالها العديد من الملفات.
Sputnik
بعث ماكرون رسالة إلى نظيره الجزائري قبل أيام قال فيها: "السيد الرئيس وصديقي العزيز، يسعدني في هذا الخامس من يوليو (تموز) 2022 والجزائر تحيي ذكرى استقلالها الـ60 أن أوجه، باسم فرنسا وأصالة عن نفسي، لكم وللجزائر وشعبها رسالة صداقة وتضامن مشفوعة بأصدق التهاني لبلادكم".
وأضاف ماكرون: "كما أتطلع، تلبية لدعوتكم، إلى زيارة الجزائر قريبا لنطلق سويا الأجندة الثنائية الجديدة على أساس الثقة والاحترام المتبادل لسيادة بلدينا. وأتمنى أن ننطلق في هذا العمل من الآن من أجل دعم هذا المسعى على أسس متينة".
رسائل للتودد… هل تراجع ماكرون عن دعم حل قضية "الأرشيف الجزائري"
وبحسب مصادر جزائرية فإن الرئيس ماكرون يسعى لنقاش العديد من الملفات خلال زيارته المرتقبة. ضمن هذه الملفات ما يرتبط بالطاقة وإمدادات الغاز، فضلا عن ملف الذاكرة، كما يبحث ماكرون عن توسيع عمل شركات التنقيب عن النفط والغاز وتوقيع اتفاقيات تتعلق بزيادة الإمدادات.
تأتي زيارة ماكرون بعد فترة من التوتر بين البلدين في أعقاب تصريحات سابقة لماكرون قال فيها إن الجزائر يحكمها "نظام سياسي عسكري" لا يقوم على الحقيقة بل على على كراهية فرنسا. واستدعت الجزائر حينها في أكتوبر/ تشرين الأول 2012، سفيرها في باريس على خلفية التصريحات التي اعتبرتها غير مسؤولة.
من ناحيته قال إسماعيل خلف الله المحلل السياسي الجزائري، إن العلاقة بين باريس والجزائر لها خصوصية، بحيث لا يمكن لدولة الاستغناء عن الثانية.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن ماكرون وجه رسالة إلى نظيره الجزائري من خلال حضور بنجامين ستورا المؤرخ الفرنسي المكلف بملف الذاكرة، لحفل ذكرى الاستقلال، وهو ما يشير إلى أن العلاقة في اتجاهها للترميم.
ولفت إلى أن زيارة ماكرون للجزائر تهدف إلى بعث علاقات اقتصادية متينة مع الجانب الجزائري، خاصة أن الاقتصاد والشركات الفرنسية في الجزائر تفوق 500 شركة، فضلا عن الأزمة الاقتصادية التي تعيشها أوروبا. ويرى أن ماكرون يسعى للبحث عن بدائل للغاز الروسي وهو يعرف أن الغاز الجزائري هو "البديل الأقرب أمامه في الوقت الراهن".
محارق فرنسا بحق الجزائريين… 60 عاما من نكران جرائمها البشعة
من جهة ملفات المنطقة يشير خلف الله إلى أن الجزائر لديها علاقات قوية خاصة فيما يرتبط بملف الساحل وملف ليبيا، كما أن فرنسا تبحث عن حصتها من الطاقة كما حصلت ألمانيا وإيطاليا على بعض الاتفاقيات المرتبطة بالطاقة.
فيما قال الخبير الأمني الجزائري، أكرم خريف، إن الأمور تبدو في تحسن، في الوقت الراهن، مضيفا أنه "في وقت سابق كان الرئيس الفرنسي معزولا في بلاده، ويعتبر العلاقات الدولية مهمة".
وأضاف خريف في تصريحات لـ"سبوتنيك"، أن هناك إمكانية لتطوير العلاقة وتحرير ملف الأرشيف، خاصة في ظل الدور الذي تلعبه الجزائر، في منطقة الساحل وليبيا.
وفي مارس/ آذار الماضي، اعتبر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، أن "جرائم الاستعمار" الفرنسي في الجزائر لن تسقط بالتقادم، داعيا إلى "معالجة منصفة" لملف الذاكرة.
في ديسمبر/ كانون الأول 2021، أعلنت فرنسا فتح أرشيفها المتعلق بحرب الجزائر، والذي يتضمن القضايا القانونية وتحقيقات الشرطة في الجزائر خلال حربها ضد الاستعمار.
بمناسبة استقلال الجزائر.. ماكرون يعرب لتبون عن رغبة بلاده في تعزيز العلاقات
وفي سياق آخر، صرح وزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب، بأنه ينتظر أن تصل صادرات الغاز الطبيعي المسال خلال السنة الحالية 2022 إلى ما يقارب 22 مليون متر مكعب.
وقال عرقاب في لقاء صحفي للنشرة الشهرية الأخيرة التي تصدرها منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول "أوابك" أن الجزائر "تعمل على ولوج أسواق أخرى، للرفع من صادراتها من الغاز الطبيعي المميع".
وأضاف: "استطاعت سوناطراك في الأشهر الماضية أن تصدر كميات من الغاز الطبيعي المميع في السوق الفورية مستفيدة من ارتفاع الأسعار التعاقدية".
مناقشة