وبحسب الخبراء الدول العربية حافظت على حيادها وعدم مساندة موقف على حساب الآخر، وأن قرار رفع الطاقة الإنتاجية مرتبط بعمل "أوبك بلس" وليس بأي قرار سياسي في الأزمة.
ويرى مراقبون أن الدول العربية حققت المكاسب التي كانت تريدها، بينما لم يحصل بايدن سوى على بعض الوعود المرتبطة بتوقيتات غير التي يريدها بايدن.
وحاول الجانب الأمريكي بالأمس تصدير حديث ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عن رفع الطاقة الإنتاجية إلى 13 مليون برميل نفط يوميا، على أنه رفع مباشر لمستوى الإنتاج، لكن المملكة أوضحت أن الأمر مرتبط بتوازن الأسواق وفق قرارات "أوبك" التي تتخذ بشكل جماعي وبعد دراسة الأسواق.
كما فشل بايدن في التوصل مع دول المنطقة لتشكيل "ناتو" عربي يضم إسرائيل لمواجهة إيران.
الحد الأقصى للطاقة
وأخفق الرئيس الأمريكي في الحصول على ضمانات ترتبط ببديل للطاقة الروسية بعد أن أكدت الدول الخليجية على الحد الأقصى لطاقتها الإنتاجية، وهي رسالة فسرها الخبراء بأنها للتأكيد على عدم وجود البديل حتى في حالة رفع المستوى الإنتاجي للحد الأقصى.
وأثار تعبير الرئيس الأمريكي حين تحدث عن أن واشنطن لن تسمح بفراغ تملأه الصين أو روسيا أو إيران حالة من السخط والغضب، إذ اعتبره العديد من المراقبين بمثابة إهانة لمنطقة الشرق الأوسط.
أهمية منطقة الشرق الأوسط
من ناحيته قال الدكتور أحمد الشريف الخبير الاستراتيجي العراقي، إن زيارة بايدن أعادت الاعتبار لمنطقة الشرق الأوسط بوصفها منطقة مهمة وحيوية.
وأضاف في حديثه لــ"سبوتنيك"، أن الزيارة جاءت لتقريب وجهات النظر في إطار الاندماج الإقليمي بين إسرائيل والمنظومة الخليجية، وأن إيران لم تكن بعيدة.
ويرى الشريفي أن قضية حل الدولتين تتعلق بعودة اللاجئين الفلسطينيين، ولم يتم التوصل فيها إلى توافق بشأنها من أجل إتمامها.
منظمة الشرق الأوسط
يتابع الشريف أن بايدن كان يسعى للتأسيس لإيجاد فاعلية لمنظمة "شرق المتوسط" كبديل للطاقة الروسية بعد ما حدث في أوربا تأثرا بالعملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا.
بحسب الشريف فإن الملف العراقي ضمن انعكاسات الزيارة، خاصة فيما يرتبط بالحكومة العراقية المقبلة والتي تفصل على حسب التوازنات الإقليمية بما يعني إعادة اندماج العراق ضمن المنظومة الإقليمية العربية.
ولفت إلى أن الولايات المتحدة ماضية في اتجاه تعزيز شراكتها مع العراق لتحقيق التكافؤ مع الشراكة المتحققة بين روسيا وسوريا، إذ أنها ترى أن علاقتها مع العراق تخلق حالة من التوازن في المنطقة.
زيارة لم تحقق الكثير
ومن ناحيته قال الدكتور عايد المناع الخبير الاستراتيجي الكويتي، إن زيارة بايدن لم تحقق الكثير، خاصة أنه جاء من أجل عدة أهداف منها ما يرتبط بقضية الصحفي السعودي المقتول جمال خاشقجي وإمدادات الطاقة والعلاقات مع روسيا والصين.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، بايدن أكد عودة واشنطن للشرق الأوسط وحاول تقديم الإسرائيليين إلى السعودية من أجل تقدم في العلاقات مستقبلا.
مكاسب السعودية
وأوضح أن السعودية حققت أهم المكاسب بزيارة بايدن، خاصة أنه كان يقول إنها دولة "منبوذة" ومن ثم زارها.
ولفت إلى أن الوعد المرتبط بزيادة الإنتاج يتعلق بترتيبات "أوبك بلس" وليس بجانب سياسي، أي أنه سيحدث إذا تطلبت الأسواق ذلك.
وأشار إلى أن الجانب الخليجي ربح التعهد بعدم حصول إيران على سلاح نووي، وكذلك الحديث عن القضية الفلسطينية وحلها عند حدود 67.
وشدد على أن بايدن لم ينجح في الحصول على أي مواقف عربية إلى جانبه في الأزمة الأوكرانية، وأن جميع الكلمات لم تتضمن أي وعود بانحياز أو تبني مواقف منحازة على الرغم من الإشارة للعلاقات التاريخية بين واشنطن والخليج.
ويرى أن بايدن لم يحصل سوى على وعود مرتبطة بتوقيتات غير التي يريدها الرئيس الأمريكي الذي يواجه عاصفة داخلية، خاصة فيما يرتبط بالانتخابات النصفية للكونجرس الأمريكي.
الهيمنة الأمريكية
في الإطار قال الخبير الاستراتيجي والأمني العراقي اعياد طوفان، إن زيارة بايدن جاءت ضمن الاستراتيجية السياسية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط التي تتلخص في أمن إسرائيل والسيطرة على منابع الطاقة في المنطقة وما يدعونه بتقليل نفوذ إيران.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن بايدن كان يسعى لزيادة إنتاج النفط، في حين أن دول الخليج لا يمكنها ذلك من النواحي الفنية، كما أنها لا تريد إحراج نفسها أمام روسيا.
من نتائج الزيارة التي يراها الخبير ضمن أهداف بايدن تتعلق بربط العراق بالمنظومة الخليجية خاصة فيما يتعلق بالطاقة الكهربائية من الكويت والسعودية.
ويرى الطوفان أن الأجدر من الربط الكهربائي كان إصلاح محطات الكهرباء في العراق التي دمرها الاحتلال الأمريكي، ولم يتم السماح للشركات بإعادة الإعمار.
وأفادت صحيفة "نيوزويك" الأمريكية بأن الرئيس الأمريكي جو بايدن قد يواجه إجراءات عزل إذا فقد الديمقراطيون سيطرتهم على الكونغرس في انتخابات التجديد النصفي لشهر نوفمبر/تشرين الثاني.
وبحسب الصحيفة، إذا فقد حزب بايدن السيطرة على مجلسي النواب والشيوخ، فقد ينتهي الأمر بالمساءلة في ضوء إشارة بعض الجمهوريين إلى أن غالبية أعضاء حزبهم سيتحركون في هذا الاتجاه، مشيرة إلى أن الديمقراطيين يواجهون خسائر كبيرة في انتخابات التجديد النصفي التي سيتنافس فيها السياسيون على مقاعد المجلسين.
وتتطلب إجراءات العزل أصوات أغلبية بسيطة من أعضاء المجلس وثلثي أصوات أعضاء مجلس الشيوخ، في حين تنوه الصحيفة إلى أن: "هذا لم يحدث قط، ومن غير المرجح أن يحصل الجمهوريون على مقاعد كافية في عام 2023".
وكان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، زار السعودية يوم الجمعة الماضية، في زيارة رسمية استغرقت يومين، من أجل حضور قمة جدة للأمن والتنمية، وكان في استقباله بمطار الملك عبد العزيز لدى وصوله المملكة أمير مكة، خالد الفيصل، والذي قام بتوديعه عند مغادرته أمس السبت.