شكلت عمليات نقل السلاح الغربي إلى أوكرانيا فرصة ذهبية لتجار الأسلحة، خصوصا مع تفلت الوضع الداخلي الأوكراني وانتشار الفوضى والجماعات المتطرفة المسلحة وضعف السلطة المركزية. ساهم كل ذلك بظهور وانتشار عروض وإعلانات لبيع الأسلحة على الشبكات الإلكترونية غير القانونية والأسواق السوداء.
عروض على شبكة "دارك نت" لبيع الأسلحة التي تلقتها أوكرانيا من دول حلف "الناتو"
© Sputnik screenshot
وكشف موقع إلكتروني عالمي متخصص ببيع الأسلحة بشكل غير قانوني والذي بات منصة رائجة مشابهة لأسواق الأسلحة السوداء العالمية عن أسلحة أمريكية ذاع صيتها في الأشهر الأخيرة تم إرسالها إلى أوكرانيا لمواجهة روسيا وهي قاذفات "جافلين" المضادة للدبابات.
يتضح من خلال العروض المقدمة أنه بإمكان أي شخص الدخول واختيار السلاح الذي يناسبه حيث بلغ سعر قاذف "جافلين" الأمريكي مع قذيفته نحو 30 ألف دولار أمريكي، بالإضافة إلى عروض وحسومات كثيرة على أسلحة أوروبية وأمريكية باتت منتجات للبيع في المجال الإلكتروني العالمي.
وكشفت بعض الصور التي تمكنت وكالة "سبوتنيك" من الحصول عليها عن دردشات حية تحصل بين التجار والبائعين وبشكل مباشر.
عروض على شبكة "دارك نت" لبيع الأسلحة التي تلقتها أوكرانيا من دول حلف "الناتو"
© Photo / Sputnik screenshot
ومن أبرز الأمثلة، زبون يعرب عن استيائه وعدم رضاه بسبب عطل في السلاح الذي اشتراه ويتوجه إلى التاجر باللغة البولندية قائلا: "قاذف "جافلين" لا يعمل ولا يحتوي على البطارية أطالب بحل المشكلة أو استرداد المبلغ".
ويضيف الزبون قائلا: "تلقينا قاذف "جافلين" بعد انتظار 16 يومًا حيث وجدناه في الغابة بالقرب من الحدود البولندية ويبدو أن حرس الحدود البولندي غض النظر عن ذلك بعدما تم إكرامهم بمبلغ من المال، لكن اتضح أن كبسولة الإطلاق لا تعمل! عندما قمنا بقياس مخزون البطارية اتضح أنه لم يكن موجودًا ببساطة، حيث لم يتم استخدام "جافلين" لسنوات عديدة، حيث كان مخزنا على ما يبدو.. رجاءً حلو مشكلتي أو أعيدوا أموالي".
وعلى نفس الموقع، يمكنك العثور على خدمات مختلفة لكل منها سعرها وبينها خدمة عبور الحدود الأوكرانية البولندية بشكل غير قانوني حيث يتوجب عليك دفع 15000 دولار.
عروض على شبكة "دارك نت" لبيع الأسلحة التي تلقتها أوكرانيا من دول حلف "الناتو"
© Sputnik screenshot
و كتب أحد الأشخاص في التعليقات أنه يشعر بخيبة أمل إزاء ما يحدث في أوكرانيا، وخاصة حالة الفساد والوضع التي آلت إليه البلاد وحقيقة أنه لا يستطيع التحدث باللغة التي يريدها، مشيرا إلى أن "النازيين والمتطرفين يفعلون أشياء فظيعة في أوكرانيا".
ويتابع متسائلا: "هل يستحق الموت من أجل هذا البلد؟".
وفي تعليق لمشارك آخر، يقول إنه لا يرى أي سبب يدعو إلى القتال في أوكرانيا جنبًا إلى جنب النازيين ولا يريد القتال إلى جانب الناتو، ولهذا السبب قرر مغادرة البلاد.
كما لوحظ أنه لا يمكن للمستخدم تقييم أو كتابة مراجعة على الموقع إذا لم يكن قد أجرى عملية شراء من خلال موقع الويب المظلم باستخدام العملة المشفرة.
وفي غضون ساعات، وصلت تفاصيل ومعلومات هذه الشبكات ومنصات أسواق الأسلحة إلى المسؤولين الأوروبيين، حيث علق ممثل خدمة الشرطة في الاتحاد الأوروبي، جان أوب جين أورتا، على الموضوع قائلا إن "محققي الشرطة لديهم معلومات حول تجارة الأسلحة الصغيرة والثقيلة التي تم توفيرها لأوكرانيا".
وأضاف قائلا إن "الكثير من المخابئ تم صنعها بالقرب من حدود أوكرانيا، حيث يتم تخزين الأسلحة للتهريبها في وقت لاحق".
وفقًا للمتحدث، يتم بالفعل تداول وبيع صواريخ "جافلين" المضادة للدبابات من خلال الإعلانات على شبكة الإنترنت والأسواق السوداء. وأعرب عن أمله في أن تكون مثل هذه الإعلانات "دعاية روسية" تهدف إلى قلب المجتمع الأوروبي ضد توريد الأسلحة إلى أوكرانيا.
في سياق متصل، وجهت أوكرانيا طلبا إلى الشرطة الأوروبية لتقديم أدلة دامغة على بيع أسلحة غربية في السوق السوداء.
وقال وزير الدفاع الوطني ومجلس الأمن الأوكراني، أليكسي دانيلوف، إن الحكومة الأوكرانية تنتظر أدلة من "اليوروبول" تؤكد تهريب أسلحة إلى دول أوروبية.
وتابع قائلا: "نتوقع إجراء محادثة جوهرية مع مسؤولي اليوروبول بشأن الحقائق والأدلة المتعلقة بالتصريحات حول الحالات المزعومة لتجارة الأسلحة والسلع العسكرية في السوق السوداء من أوكرانيا ونحن مهتمون جدا بتبادل السريع للمعلومات والاستجابة الفورية.