تم تهجير معظم النازحين - حوالي 775000 - هذا العام حيث تكافح الدولة التي يبلغ عدد سكانها 16 مليون نسمة مع الجفاف الذي بدأ في يناير/كانون الثاني 2021.
ويدور الحديث عن أسوأ جفاف في الصومال منذ عقود، ما أجبر الناس من المناطق الريفية على الفرار إلى المدن بحثا عن الطعام والماء، وفق تقرير لمجلة "تايم" الأمريكية.
وبالنسبة لبلد يعاني بالفعل من حرب أهلية دامت ثلاثة عقود وعدم استقرار سياسي، كان للكارثة البيئية عواقب وخيمة.
تتدهور المحاصيل في الصومال بينما تموت الملايين من الماشية، حيث يشل الجفاف المصدر الرئيسي للدخل بالنسبة لـ 80% من السكان، ويترك 5 ملايين شخص معرضين لخطر المجاعة.
قال منسق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في الصومال، آدم عبد المولى، في يونيو/حزيران إن آلاف الصوماليين لقوا حتفهم.
ولكن مع اقتراب المجاعة وسط تحذيرات من فشل موسم الأمطار الخامس في الأشهر المقبلة، ينظر العالم في الغالب إلى الاتجاه الآخر، تاركا الشعب الأفريقي لمصيره.
يقول الخبراء لمجلة "تايم" إنه بدلا من النظر إلى الجفاف على أنه قضية محلية، يجب على المجتمع الدولي أن ينظر إليه على أنه نذير سوء وأن حالة الطوارئ المناخية ستستمر في إحداث تأثيرات غير متناسبة على الجنوب العالمي وتهدد الأمن العالمي.
يقول محمد عبدي، مدير المجلس النرويجي للاجئين في الصومال: "لدينا الآن نمط طقس [في الصومال] يتسم بالتذبذب بشكل متزايد، مع انخفاض هطول الأمطار في العقد الماضي، والفيضانات عند هطول الأمطار. وتغير المناخ يعني أن الوضع سيزداد سوءا".
من المتوقع أن يرتفع عدد الأشخاص الذين يواجهون مستويات الجوع المتأزمة إلى أكثر من 7 ملايين بحلول سبتمبر/أيلول، وفقا لمنظمة "Relief Web International".
وفقا لكلير ماكونيل، مستشارة سياسة دبلوماسية المناخ في مركز الأبحاث "E3G" ومقره لندن، فإن الجفاف في الصومال يوضح كيف تعمل أزمة المناخ مثل "التهديد المضاعف"، مع آثار جانبية على حياة الإنسان وسبل العيش والزراعة والصناعة وحتى الأمن القومي.
في غضون ذلك، يستغل المتشددون الجفاف لتعزيز قبضتهم على الدولة الواقعة في شرق أفريقيا.
تسيطر حركة "الشباب" الإرهابية (المحظورة في روسيا) المتحالفة مع "القاعدة" على مساحات شاسعة من الريف في وسط وجنوب الصومال، ما يجعل ما يقرب من 900 ألف صومالي ممن هم بحاجة إلى المساعدة بعيدا عن المنظمات الدولية.