لكن الآن التسريبات باتت بوتيرة أعلى وبشكل علني وتدل على قرب عقد مصالحة بين سوريا وتركيا.
وأضاف رحمون:
هذه اللهجة التركية المتصالحة تأتي ضمن سياقها الطبيعي على اعتبار أن سوريا وتركيا دولتان جارتان بينهما حدود طولها نحو 900 كم، فالشكل الطبيعي لهذه العلاقة وجود اجتماعات ولقاءات مشتركة وطاولة حوار واحدة، فهذه الحدود تفرض وجود علاقات سياسية وعسكرية واقتصادية واجتماعية، ولا يمكن حل هذه المسائل بلقاء بسيط أو تصريح عابر بل يجب أن يكون هنالك تنسيق مباشر بين الطرفين ودون وسيط.
واستدرك عضو لجنة المصالحة السورية، قائلا: "لكن المشكلة تكمن في أن الرئيس التركي هو من قادة سياسة تركيا في المرحلة السابقة، وكان قد زج نفسه بالحرب السورية متناسيا العلاقة السورية التركية وفتح صفحة أبواب الحرب على مصراعيها ضد الدولة السورية".
وبيّن رحمون أن "أردوغان حاليا في وضع لا يحسد عليه، خاصة أنه مقبل على انتخابات تتطلب منه التواصل بشكل مباشر لحل عدة مشكلات داخلية وخارجية، وسوريا جزء أساسي مما يعانيه من مشاكل، ومن المعروف أنه في الداخل التركي يوجد شريحة واسعة تقف ضد سياسة أرودغان وضد انخراط تركيا في الحرب السورية ووقوفها إلى صف بعض التنظيمات المتطرفة".
وحول دول الوساطة بين البلدين، قال عضو لحنة المصالحة السورية:
لا يمكن نكران الدور الروسي في التقارب التركي السوري، حيث يسعى أردوغان إلى رد الجميل للجانب الروسي الذي منح تركيا ميزات اقتصادية كبيرة في عدة مجالات وتم توقيع عدة اتفاقات تجارية تسهم في إنقاذ الاقتصاد التركي من التهلكة التي كان يسير إليها.
ورأى رحمون بأن "عبء اللاجئين السوريين اليوم في تركيا، يشكل أيضا ورقة ضغط على أردوغان شخصيا، وهو يسعى بكل ما أوتي لحل هذا الملف بشكل سريع قبيل الانتخابات التركية القادمة بالإضافة إلى سعي أردوغان إلى إيجاد حل لملف (قوات سوريا الديمقراطية/ "قسد") التي تسيطر على قسم كبير من الحدود السورية التركية شرق الفرات، وما يعنيه ذلك من تهديد مستمر للمصالح التركية...".
وتوصل رحمون في حديثه إلى أن "هذه العوامل جميعها، أدت إلى تغيير اللهجة التركية في التعاطي مع الملف السوري وتصاعد الرغبة لدى أنقرة في إحداث تقارب حقيقي مع الدولة السورية".
وحول الأخبار المتناقلة عن قرب اتصال أو لقاء بين الرئيس السوري بشار الأسد والتركي رجب طيب أردوغان، قال عضو لجنة المصالحة بأن "هذا الأمر يحتاج على الأرض إلى تقديم أوراق متبادلة، وبمعنى آخر يوجد مطالب لدى كلا الدولتين، لكن حتى اللحظة لم تبادر تركيا بأي خطوة تمهد لمثل هذا اللقاء، فهناك على سبيل المثال الملف الأمني المتعلق بوجود تنظيمي "جبهة النصرة" و"داعش" وجماعات متطرفة أخرى حليفة لهما في إدلب، إلى جانب الوجود التركي في الشمال السوري، وهذا أمر يتطلب اتخاذ خطوات حقيقية لحل هذا الملف بالدرجة الأولى قبيل الحديث عن أي لقاء بين الرئيسين".
وعلّق رحمون على موقف المعارضة والفصائل المسلحة من التصريحات التركية الأخيرة، معتبرا أنهم "يعملون مرتزقة لدى تركيا وليس بيدهم سوى الخروج بمظاهرات والتعبير عن الرفض على وسائل التواصل الاجتماعي، فالقرار الأول والأخير يصدره أردوغان وهناك أمثلة على المصالحة التركية السعودية والتركية المصرية، التي ضحى فيها بالمعارضة المصرية والسعودية وتم طردهم من الأراضي التركية..".
وختم عضو لجنة المصالحة السورية: "وهذا المصير تنتظره مرتزقة ما يسمى المعارضة السورية".