رئيس جامعة روسية رائدة يتحدث عن التخصصات التي ستحدد المستقبل

يزداد الطلب اليوم على العلوم الهندسية والطبيعية في جميع أنحاء العالم، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن الجامعات الروسية تعتبر من بين الجامعات الرائدة في هذه المجالات.
Sputnik
تعتبر الجامعة الوطنية للبحوث التكنولوجية (NUST MISIS) "ميسيس" من بين الجامعات الهندسية الأكثر تطوراً في روسيا، وهي مؤسسة تعليمية رائدة في مجال علوم المواد في روسيا، علماً أن 25% من أصل 22 ألف طالب وطالبة هم من الطلبة الأجانب.
في هذا السياق تحدثت رئيسة الجامعة أليفتينا تشيرنيكوفا خلال لقاء مع وكالة "سبوتنيك" عن البلدان التي ترسل طلابها للدراسة في الجامعة وعن الظروف التي يتم توفيرها لإجراء أبحاثهم العلمية، وكذلك عن مجالات العلوم والتكنولوجيا التي يتم تطويرها بشكل مكثف في الجامعة.
وأجابت تشيرنيكوفا عن الطلاب المسجلين لدى الجامعة سواء أكانو روس أو أجانب حيث قالت: "كما يجري عادة يأتي إلينا الطلاب من جميع الأقاليم الروسية من كالينينغراد غربا إلى فلاديفوستوك في أقصى الشرق، أما الطلاب الوافدون من الخارج، فعلى الرغم من سنوات الوباء التي أدت بطبيعة الحال إلى انخفاض عددهم، فإن 25% من الطلاب هم من مواطني 86 دولة أجنبية".
خبراء روس من جامعة "ميسيس" يطورون مجهرا مغناطيسيا

نرى اليوم بأن هناك رغبة بتطوير التعاون في المجالات التعليمية والبحث العلمي من جامعات الصين ودول جنوب شرقي آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط، وفي هذا السياق تم بالفعل إبرام اتفاقيات لتطوير مناهج الماجستير مع جامعات جمهورية الصين الشعبية، ومن المخطط إنشاء مناهج مشتركة مع جامعات في دول أخرى.

وعن نتائج القبول للدراسة في هذا العام والاختصاصات التي شهدت منافسة كبيرة قالت تشيرنيكوفا: "لقد أجرينا حملة قبول تعتبر الأوسع والأكثر فعالية منذ 10 سنوات، حيث تم التأكيد مرة أخرى على التوجه الحالي وهو أن الطلاب المتميزين والمجتهدين والمؤهلين تأهيلاً كبيراً يختارون التخصصات التقنية والهندسية".
واردفت: "حتى أنه بالنسبة لبعض التخصصات تقدم خلال المسابقة هذا العام حوالي 56 طالباً لكل مقعد دراسي، لكن على مدار السنوات الماضية تم التركيز بشكل أساسي على اختصاصات مثل تكنولوجيا المعلومات وعلوم المواد وتقنيات النانو".
مجتمع
رئيسة جامعة "ميسيس" الروسية: اهتمام دولي كبير بالتخصصات التقنية

الاتجاه الثاني لحملة القبول لعام 2022 هو الدور المتنامي للتوجه المهني المبكر، حيث يزداد عام بعد عام عدد تلاميذ المدارس الذين يختارون عن سابق فهم وإدراك مجالات الدراسة في الجامعة.

وتابعت تشيرنيكوفا: "الاتجاه الثالث هو الطلب المتزايد على ما يسمى بالشخصنة في التعليم، إذ يعبر الشباب اليوم عن رغبتهم المشاركة في مشاريع كبيرة وواسعة النطاق لتغيير العالم للأفضل، وبالطبع هذا تحدٍ للجامعة، لكن لدينا كل الامكانات للاستجابة لهذا التحدي من خلال وجود المدرسين الموهوبين والمتحمسين، بالإضافة إلى المختبرات الحديثة وتوفر العديد من الفرص لممارسة أنشطة البحث العلمي".
وأوضحت أن "التعاون المنهجي مع الشركاء الأكاديميين والتجاريين يساعد على حل مشكلة التخصيص بنجاح، حيث نقوم بإنشاء مشاريع علمية وتعليمية مشتركة متعددة التخصصات تتيح لنا الكشف عن الإمكانات الشخصية لكل طالب وتنمية القدرات والمواهب".

سأعطيكم بعض الأمثلة، عمدت جامعة ميسيس على توفير مساحة فريدة للعمل الجماعي لشركاء الأعمال التجارية والجامعات ومؤسسات التنمية بعنوان "الكميونة - نقطة الغليان"، وعلى هذه الأرضية نوفر لتلاميذ المدارس والطلاب والمهنيين الشباب فرصة الغوص في أعمال التصميم والابتكار وبناء مسار التنمية الخاص بهم.

مجتمع
اختبارات سريعة لجامعة "ميسيس" لتشخيص النوبة القلبية خلال 10 دقائق
وتابعت تشيرنيكوفا: "كما إنه بالتعاون مع شركة "سبير" نقوم بإنشاء نظام حديث لإعداد الكوادر في مجال الذكاء الاصطناعي والروبوتات، إذ تتيح البرامج التعليمية عند تقاطع العلوم الأساسية وتكنولوجيا المعلومات وممارسات الأعمال التجارية للطلاب، صياغة الكفاءات اللازمة لاقتصاد المستقبل".
وعند سؤالها عن الظروف التي يتم تهيئتها في الجامعة للطلاب الراغبين في ممارسة البحث العلمي قالت تشيرنيكوفا: "تعمل جامعة ميسيس على خلق بيئة إبداعية ومناخ من البحث العلمي وتطور الكفاءات العالمية للطلاب وتقدم لهم مسارات التنمية الشخصية، نحن في الجامعة نولي اهتماماً كبيراً ليتمكن الطلاب في ممارسة أنشطة البحث والتصاميم".
يمكن ممارسة البحث العلمي ليس فقط أثناء دراسة الماجستير والدكتوراة، حيث يعد النشاط العلمي جزءاً لا يتجزأ من العملية التعليمية، ولكن أيضاً أثناء السنوات الأولى من الدراسة الجامعية والتخصصية.
وأضافت تشيرنيكوفا: "الحديث يدور عن توفير مجتمع علمي طلابي في الجامعة، يقوم جنباً إلى جنب مع مركز المبادرات الإستراتيجية، بتنفيذ مشاريع مثل "أيام العلوم" و "علوم لا نهاية لها" و "مدرسة الباحث الشاب" ومسابقة "جائزة الشباب في العلوم والابتكار" وسلسلة "محاضرات عيد الميلاد" وغيرها الكثير.
وحددت تشيرنيكوفا مجالات البحث العلمي التي تشكل أولويات جامعة ميسيس: "في عام 2021 حققت جامعة ميسيس الفوز في مسابقة برنامج الأولوية 2030 ودخلت ضمن المجموعة الأولى في التخصص الريادة في البحث العلمي وفي إطار هذا البرنامج، ركزنا الاهتمام على خمسة مشاريع استراتيجية".

نرى بأن مشروع الإنترنت الكمومي سيمنح دفعة جديدة للكفاءات الحالية لجامعة ميسيس في مجال الحوسبة الكمومية والاتصالات، هذا الاتجاه مهم استراتيجياً للدولة، في إشارة إلى إن العالم بأسره يركز اهتمامه الآن لاستخدام تقنيات الكمومية على نطاق واسع.

جامعة روسية تطور سبائك ألومنيوم ضوئية أقوى بـ20%
وأصافت تشيرنيكوفا: "تتمثل إحدى المهام الرئيسية للجامعة في إعداد المهندسين في مجال تقنيات الكم، والخبراء في العديد من التخصصات الذين يدمجون المعرفة في فيزياء الكم والإلكترونيات والبرمجة، ومن الجدير بالذكر بأن مشروع المواد الطبية الحيوية والهندسة الحيوية يهدف إلى تحسين جودة حياة الناس من خلال إنشاء مواد حديثة تستخدم للأغراض الطبية".

"وباعتبارها رائدة في مجال علوم المواد في روسيا، تضع ميسيس لنفسها مهمة طموحة تهدف لتقليل الفترة الزمنية اللازمة من أجل تصميم مواد جديدة بدءاً من أعمال التصميم وانتهاءً بالتنفيذ، بمعنى تقليص المدة من 20 سنة إلى 5 سنوات، وفي بعض الحالات إلى عامين، وفي هذا السياق يعمل العلماء على ذلك في إطار المشروع الاستراتيجي مواد المستقبل".

وأردفت تشيرنيكوفا: "في مشروع الحلول الهندسية الجديدة، تركز الجامعة على تقنيات التنمية المستدامة من خلال الحد من العبء التكنولوجي وتدريب الكوادر الهندسية على الاقتصاد الجديد".
وبينت أن "المشروع الاستراتيجي البزنس الرقمي يهدف إلى حل مسائل قطاع الاقتصاد الحقيقي. حيث تم تشكيل فرق البحث العلمي الخاصة في مجال الذكاء الاصطناعي في الجامعة، كما إنه تم إنشاء مركز دراسات للبيانات الضخمة".
وزارة التعليم والعلوم الروسية: منفتحون على التعاون مع الدول الصديقة في مجال التعليم
يحتوي كل مشروع استراتيجي على مكون علمي وتعليمي، وفي هذا الاطار نخطط لوضع برامج لشهادات الماجستير والدكتوراة الجديدة بمشاركة الأكاديميين والشركاء التجاريين للجامعة، بما في ذلك المؤسسات العالمية مثل روسآتوم وميتال إنفيستو "أو إم كي" وسبيربنكو سيفرستال ومعاهد أكاديمية العلوم الروسية، وغيرها من المؤسسات الأخرى.
ولفتت تشيرنيكوفا إلى أن "كل ذلك يتيح للطلاب تلقي دراستهم من قبل أفضل الخبراء ضمن مجال اختصاصهم، وبعد أن يصبح الطلاب مؤهلين تأهيلاً عالياً سوف يقررون مستقبل بلدانهم ويعززون مواقعهم في مجال العلوم والتكنولوجيا على المستوى العالمي".
وحول أهمية إعداد الكوادر في مجال تكنولوجيا المعلومات وعلوم الحاسوب بالنسبة لجامعة ميسيس كشفت تشيرنيكوفا أن "الجامعة تقوم بإعداد وتدريس التخصصات الأكثر طلباً في مجال تكنولوجيا المعلومات. ويقوم الطلاب بدراسة البيانات الضخمة والتعلم الآلي والذكاء الاصطناعي وهندسة البرمجيات وأنظمة التحكم في منظومة النقل المستقلة.
وختمت: "وأما فيما يتعلق بشركاء الجامعة، الذين أنشأنا معهم برامج تعليمية مشتركة، فهناك العديد من رواد صناعة تكنولوجيا المعلومات العالمية مثل شركة هواوي و"في كونتاكتي" وسبيربنك، علماً أنه هناك طلبا على خريجي الجامعات من قبل الشركات الرائدة في الصناعات المبتكرة والرقمية، مع الإشارة إلى أن بأن معظم الطلاب في السنة الرابعة من دراستهم يعرفون بالفعل أين سيعملون بعد التخرج".
مناقشة