وتحسب الدراسة المنشورة في موقع "Science Advances" الأثر المالي للحرارة الشديدة على البنية التحتية والزراعة والإنتاجية، وكذلك صحة الإنسان ومجالات أخرى.
واستخدم معدو الدراسة بيانات تغطي نحو 66 في المئة من سكان العالم، وفحصوا قياسات درجات الحرارة من فترات الخمسة أيام الأكثر سخونة بين عامي 1992 و2013، وقارنوها بالبيانات الاقتصادية الوطنية من نفس الفترة، مقسمة حسب المناطق.
ووجدت الدراسة أن أغنى مناطق العالم مثل مناطق أوروبا وأمريكا الشمالية، شهدت في المتوسط خسارة 1.5 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للفرد سنويا بسبب الحرارة الشديدة، وبالمقارنة، فقد سجلت المناطق منخفضة الدخل مثل الهند وإندونيسيا خسارة قدرها 6.7 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي للفرد سنويا.
وأشار أستاذ الجغرافيا المساعد في كلية دارتموث وكبير مؤلفي الدراسة، جاستن مانكين، إن "الفاتورة دفعتها بشكل أساسي الدول التي لم تستفد من التصنيع، مما أوجد حلقة مفرغة".
وقال مانكين مبينا: "لقد طُلب من البلدان منخفضة الدخل أن تتطور وتصبح مصنّعة وسط اقتصاد عالمي يضرها استراتيجيا، وهم يفعلون ذلك في الوقت الذي تتأثر فيه أيضا بتأثيرات الاحتباس الحراري التي تولدت عن شمال الكرة الأرضية، إنه نوع من الضربة المزدوجة".
كما لفت مانكين إلى أنه "على الرغم من وجود أقل انبعاثات الكربون، إلا أن المناطق المدارية والجنوب العالمي هما اللذان يتحملان العبء الاقتصادي الكلي للحرارة الشديدة، لكونها أكثر دفئا، وبالتالي يتأثرون أكثر بموجات الحر، كذلك لأنهم أكثر ضعفا اقتصاديا، وبالتالي هم أكثر عرضة للكساد الاقتصادي وتكاليف التكيف مع أزمة المناخ".
بينما حذر الباحث في كلية دارتموث والمؤلف الرئيسي للدراسة، كريستوفر كالاهان، من أن "للحرارة الشديدة مجموعة واسعة من التأثيرات على الناس والاقتصاد، ونحن نعلم أن موجات الحر تقتل المحاصيل وتسبب أمراضا مثل ضربة الشمس، ولكن لها أيضا تأثيرات أخرى، مثل زيادة العدوانية بين الأشخاص، وزيادة معدلات الإصابة في مكان العمل، وانخفاض الأداء العقلي".