وعلى الرغم من هذا التدفق غير المسبوق للدعم بعد تسعة أشهر من بداية العملية العسكرية، استمرت الحرب ولم يكن هناك تدقيق عام كبير على أولئك الذين يقتاتون على جماجم الشعوب، ألاو هم أرباب صناعة الأسلحة.
ويكشف بحث جديد من منظمة "ستوب ويبونهاندل" المطالبة بوقف العسكرة، و
المعهد الوطني في هولنداعن تعهد القادة الأوروبيين منذ بداية العملية العسكرية بزيادات غير مسبوقة في ميزانيتهم العسكرية.
وذكر البحث أنه "بحلول منتصف مايو/ أيار 2022، أعلن أعضاء الكتلة عن زيادات تقارب 20 مليار يورو مع اعتبار المفوضية الأوروبية على سبيل الاستعجال "الحاجة قصيرة الأجل لتجديد وتوسيع مخزونات الدفاع بما في ذلك تعويض المساعدة العسكرية لأوكرانيا".
وبالمثل، خصص الاتحاد الأوروبي نصف مليار يورو لشراء الأسلحة المشتركة وأعلن عن زيادات مستقبلية لصندوق الدفاع الأوروبي الذي يمول البحث والتطوير في مجال الأسلحة حسب ما كشفته الورقة البحثية.
وكانت التغييرات الهيكلية تحدث في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي ليس فقط لتسريع نقل الأسلحة إلى أوكرانيا، ولكن أيضًا لإتاحة مجموعات كبيرة من التمويل العام لصناعة الأسلحة المربحة للغاية.
وشدد القائمون على البحث على أن "صناعة الأسلحة قد استخدمت مشاعر الخوف لتبييض صورتها ووضع نفسها كشريك أساسي يمكنه توفير الأدوات اللازمة لضمان الأمن".
وكان الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء متجاوبين للغاية، حيث نظروا منذ فترة طويلة إلى شركات الأسلحة على أنها حلفاء وشركاء رئيسيون، وليس كيانات تجارية مدفوعة بالربح.
وفي يوم الابتكار الدفاعي الأوروبي، قال الرئيس التنفيذي لوكالة الدفاع الأوروبية، جيري ديديفو إن “العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا تُظهر بوضوح سبب حاجتنا إلى تعزيز الدفاع الأوروبي بشكل عاجل''.
وعلى الرغم من أن هذا الخطاب كان متأصلاً بالفعل في السياسات الأوروبية قبل فترة طويلة من العملية العسكرية، إلا أن الصراع على أعتاب الاتحاد الأوروبي قد برر تحولًا في نقاط الهدف فيما يتعلق بشركات الأسلحة التي تصل إلى مصادر دائمة التوسع للتمويل العام والخاص.
وفي قمة الناتو في يونيو/ حزيران 2022 في مدريد، تم إطلاق صندوق ابتكار يستثمر مليار يورو من المال العام على مدى السنوات الـ15 المقبلة في "الشركات الناشئة في المراحل المبكرة وصناديق رأس المال الاستثماري الأخرى".
وذكر البحث أنه "إذا علمتنا الحرب في أوكرانيا أي شيء فهو أن العسكرة لم تردع روسيا بدء العملية العسكرية في أوكرانيا، ولن تقلل من احتمالية الحرب النووية المرعبة، وفقط من خلال نزع السلاح النووي يمكن مواجهة هذا التهديد، وليس عن طريق المزيد من العسكرة.
وأضاف البحث أنه "بدلاً من ذلك، يتم تحويل المبالغ الضخمة التي يمكن استثمارها في الصحة والتعليم والخدمات الاجتماعية الأساسية الأخرى، أو لتعويض الاحتباس الحراري المفرط لكوكبنا وارتفاع تكلفة الطاقة، للاستثمار في البحث والتطوير وشراء الأسلحة في عالم مسلح بالفعل".
وخلصت الورقة البحثية إلى أن "بناء أمن أوروبا على أساس الأحلام القائمة على الربح لشركات
الأسلحة ومالكي أسهمها لن يؤدي إلا إلى تأجيج الحروب المستقبلية وتفاقم المعاناة الإنسانية".