مع انطلاق الاجتماعات التحضيرية... ما أهداف أمريكا وإسرائيل من عقد منتدى النقب؟

وسط محاولات أمريكية للحفاظ على ما تبقى من سلام ما بين الدول العربية وإسرائيل، تسعى واشنطن إلى عقد "منتدى النقب" في المغرب خلال الأشهر المقبلة، فيما شهدت العاصمة الإماراتية أبو ظبي، أمس الاثنين، انطلاق المؤتمر التوجيهي للمنتدى.
Sputnik
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية أن الاجتماع يهدف إلى دراسة المشاريع المشتركة والتحضير لقمة وزراء خارجية منتدى النقب، والتي من المتوقع أن تنعقد في المغرب في الأشهر المقبلة.
وبحسب الإعلام الإسرائيلي، شارك في الاجتماع وفود رفيعة المستوى من الدول الأعضاء الست؛ الإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر والمغرب والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل.
وقال مراقبون إن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى لتثبيت هذه القمة بشكل دوري للحفاظ على الحد الأدنى من العملية السلمية في المنطقة، مؤكدين أن الكثير من العقبات تقف حائلا أمام عقد المنتدى بنفس زخم اللقاء الأول، وفي مقدمتها الحكومة الإسرائيلية الجديدة المتطرفة وسياساتها الاستفزازية.
وفد إسرائيلي يزور عددا من الدول العربية لتنسيق عقد "منتدى النقب" في المغرب

عقبات إسرائيلية

اعتبر الدكتور أحمد فؤاد أنور، الأكاديمي المصري والخبير المتخصص في الشؤون الإسرائيلية، أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى بكل قوتها لتثبيت اجتماعات النقب بشكل سنوي، وذلك بعد عقده لأول مرة في صحراء النقب بالعام 2022، وكذلك تضغط لإضافة دولة إفريقية لا ترتبط بعلاقات دبلوماسية مع إسرائيل إلى الدول الأعضاء.
وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، يبدو أن الاجتماعات التحضيرية التي عقدت في أبو ظبي على مدار أيام هذا الأسبوع كشفت عن الكثير من الصعوبات في تحقيق هذه الرغبة، لا سيما مع غياب المتابعة الإعلامية العربية والإسرائيلية ذات الثقل، بعكس اللقاء الأول، ما يدل على وجود بعض الفتور والتوجس تجاه السياسات الإسرائيلية لحكومة بنيامين نتنياهو.
ويرى أن سياسات الحكومة الإسرائيلية الجديدة وسياساتها على الأرض ستكون عقبة كبيرة أمام الإدارة الأمريكية في رعاية هذا المنتدى، وسيكون هناك صعوبة بعقده في المغرب بنفس الزخم الذي تم في العام الماضي، وقد يتمثل ذلك في ضعف مستوى التمثيل لبعض الدول المشاركة أو غياب كامل للبعض الآخر.
ولفت إلى أن هذه العقبات ستزداد إذا ما استمرت السياسات التصعيدية للحكومة الإسرائيلية الحالية والضغط على الشارع الفلسطيني وصانع القرار، لا سيما ما حدث في الأيام الماضية من سحب بطاقات الشخصيات الهامة الفلسطينية من بينها وزير الخارجية، وحجب بعض المستحقات المالية للسلطة، واستفزازات الحرم القدسي، ما يشكل ضغوطًا اقتصادية وأمنية على الجانب الفلسطيني.
وأكد أن الإدارة الأمريكية تواجه صعوبة في عقد قمة النقب بالمغرب في الموعد المحدد، بنفس الزخم الذي كان عليه الاجتماع العام الماضي، وذلك بسبب الرأي العام العربي الغاضب والمحتقن تجاه التصعيد الإسرائيلي، والممارسات الاستفزازية التي تقوم بها.
هل تلبي إسرائيل شروط المغرب من أجل علاقات كاملة؟

مشروع أمريكي

بدوره، اعتبر الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية والخبير في الشؤون الإسرائيلية، أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من العملية السلمية في المنطقة بعد ظهور سلوك حكومة نتنياهو.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، فإن عقد قمة النقب في المغرب التي ستضم وزراء خارجية الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل والإمارات والبحرين والمغرب ومصر الشهر المقبل محاولة من البيت الأبيض لإقحام الحكومة الإسرائيلية في عملية التطبيع والاتفاقيات الإبراهيمية.
وتابع: "يحاول البيت الأبيض إقناع إسرائيل بالسماح لمشاركة السلطة الفلسطينية في هذا الاجتماع والذي يعني موافقة الأردن على حضور الاجتماع حيث أن الأردن يضع مشاركة السلطة شرطا لمشاركتها".
وأكد أنه من أجل ذلك سيوفد البيت الأبيض مطلع الشهر المقبل وفدا لدولة الاحتلال والسلطة الفلسطينية ويليها زيارة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن قبل عقد الاجتماع في المغرب.
وعن الأهداف التي تقف وراء هذا الاجتماع، يرى الرقب أنه على الرغم من التركيز على الشق الاقتصادي خلال القمة، إلا أنه سيكون بمثابة الأمل للبيت الأبيض لإنقاذ المشروع الأمريكي في المنطقة.
وفي إطار هذه الاجتماعات، يجري التحضير لمنتدى النقب في المغرب ودراسة المشاريع الملموسة التي ستروج لها الدول الشريكة في المنتدى.
قلق في تل أبيب... لماذا تخشى إسرائيل إلغاء السلطة الفلسطينية التنسيق الأمني؟
في الأسبوع الماضي، أعلن كوهين عن عقد قمة "منتدى النقب"، لوزراء خارجية إسرائيل، ومصر، والإمارات، والمغرب، والبحرين في المغرب في شهر مارس/ آذار المقبل.
حضر وزراء خارجية مصر والإمارات والمغرب والبحرين، في مارس الماضي، في إسرائيل اللقاء الذي دعا إليه نظيرهم الإسرائيلي السابق يائير لابيد، وترأسه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، تحت مسمى "قمة النقب".
ووقتها، انعقد اللقاء الذي وُصف في إسرائيل بالتاريخي في بلدة "سديه بوكير" في النقب حيث أقام ودُفن أول رئيس حكومة لإسرائيل ديفيد بن غوريون.
وقعت إسرائيل في سبتمبر/ أيلول 2020 اتفاقيات لتطبيع العلاقات مع كل من الإمارات والبحرين، تحت اسم "اتفاقيات إبراهيم"، وفي وقت لاحق من العام نفسه انضمت إليها كل من المغرب والسودان.
مناقشة