كما أزالت المتاحف الوطنية في اسكتلندا في إدنبرة كلمة "مومياء" من الملصقات الموجودة على رفاتها البشرية، وفقا لشبكة "سي إن إن" الأمريكية.
ويعتبرون أن عدم ذكر الكلمة يأتي من "دافع الاحترام"، مشيرين إلى أن ذلك المصطلح "غير إنساني" لأولئك الذين ماتوا، فضلا عن أنه "استذكار غير مرحب به" لماضي بريطانيا الاستعماري.
واستبدل مدراء المتحف كلمة "مومياء" بـ"شخص محنط" أو "بقايا مومياء"، ويعتبرونها مقبولة سياسيا.
ويقول المتحف البريطاني إنه يستخدم العبارات الأخيرة، للتأكيد لزواره على أنهم ينظر إلى الأشخاص الذين عاشوا ذات يوم.
بينما يشير متحف "جريت نورث: هانكوك في نيوكاسل" إلى أنه تبنى المصطلحات الجديدة لإمرأة محنطة تدعى "إيرتويو"، والتي تعود إلى ما قبل 600 قبل الميلاد، للإشارة إلى تاريخ الاستعمار الاستعماري ومنحها الاحترام الذي تستحقه.
وقالت متحدثة باسم المتاحف الوطنية في اسكتلندا: "عندما نعرف اسم فرد نستخدم "مومياء"، وإلا فإننا نستخدم عبارة "رجل أو امرأة أو ولد أو فتاة أو شخص محنط"، لأننا نشير إلى الناس وليس الأشياء".
وأردفت أن "كلمة "مومياء" ليست صحيحة، لكنها غير إنسانية، بينما استخدام مصطلح" شخص محنط "يشجع زوارنا على التفكير في الفرد".
ويوضح دانيال أنطوان، حارس قسم مصر والسودان في المتحف البريطاني بلندن في تصريحات لشبكة "سي إن إن": "لدينا مومياوات طبيعية من مصر ما قبل الأسرات، لذلك سنشير إليها على أنها مومياوات طبيعية، وأضاف "لأنه لم يتم تحنيطهم بشكل مصطنع".
سبب آخر وراء رفض المتاحف في بريطانيا لمصطلح "مومياء"، وهو أنها تشعر بالقلق من أن الكلمة أصبحت مرتبطة بالوحوش المرعبة، وذلك بفضل عدد لا يحصى من أفلام الرعب من الدرجة الثانية، مثل كلاسيكية الرعب السينمائية "The Mummy" إنتاج عام 1932.
وقال جو أندرسون، من متحف غريت نورث إن "الأساطير حول لعنة المومياء والأفلام التي تصور وحوشا خارقة للطبيعة من الممكن أن تقوّض إنسانيتهم".
واستخدمت كلمة مومياء في اللغة الإنجليزية منذ عام 1615 على الأقل، لكن البعض يقول إن لها ماضيا استعماريا، لأنها مشتقة من الكلمة العربية "موميا"، والتي تعني "البيتومين"، وكانت تستخدم كمواد تحنيط.
ووجدت العديد من المومياوات طريقها إلى بريطانيا في العصر الإمبراطوري، خاصة خلال العصر الفيكتوري، حيث كان هناك اتجاه لفك غلافها.
في المقابل، قوبلت المصطلحات الحديثة والبديلة لكلمة "مومياء" بانتقادات من جانب البعض، إذ يقول جيريمي بلاك، مؤلف كتاب "الموروثات الإمبراطورية: الإمبراطورية البريطانية حول العالم": "عندما تنقطع المتاحف عن الثقافة الشعبية، فإنها تظهر ازدراءا لكيفية فهمنا للكلمات والمعاني والتاريخ".
بينما وصف ديفيد أبو العافية، الأستاذ الفخري لتاريخ البحر الأبيض المتوسط بجامعة كامبريدج، هذه الخطوة بأنها "غريبة"، فيما قال كريس ماكغفرن، رئيس حملة التعليم الحقيقي: "لعنة المومياء تدفع هؤلاء الأكاديميين إلى الجنون!".
وقال متحدث باسم المتحف البريطاني أنه لم يتم حظر استخدام مصطلح "مومياء"، ولا يزال قيد الاستخدام في صالات العرض، إلا أن عروضه الأخيرة تستخدم مصطلح "بقايا مومياء..."، وتتضمن اسم الشخص المتوفي (في حال معرفة ذلك) الشخص الذي تم تحنيطه.