الجيش العراقي قبل 2003 وبعده… كيف انهار خامس أقوى جيش في العالم؟

في ثمانينيات القرن الماضي، خاض الجيش العراقي حربا طويلة مع إيران استمرت 8 سنوات وتحول إلى قوة عسكرية إقليمية جعلت الولايات المتحدة الأمريكية تخطط لتدميره حتى تمنعه من القيام بدور محوري في المنطقة، حسبما يقول عماد الدين الجبوري، السياسي والأكاديمي العراقي، في تصريحات لـ"سبوتنيك".

وصل العراق إلى ذروة قوته العسكرية عام 1991، بدأت تلك القوة تتراجع تدريجيا حتى تم تسريح الجيش عقب الغزو الأمريكي عام 2003، لتنشئ الولايات المتحدة الأمريكية جيشا جديدا جعل العراق في المرتبة رقم 45 عالميا، متراجعا 40 مرتبة عن تصنيفه في 1990.

شهدت الفترة التي تمتد لنحو 18 عاما (1985 - 2003)، وصول الجيش العراقي إلى أوج قوته ثم تراجعه إلى أدنى مستوياته في 2003 قبل أن يتم حله وإنشاء جيش جديد، حسبما تشير إحصائيات مؤسسة "ماكرو ترندز" البحثية الأمريكية:

وفي ذلك العام 2003، قامت الولايات المتحدة الأمريكية بغزو العراق وتدمير الجيش العراقي، ثم أصدر الحاكم الأمريكي للعراق في ذلك الحين بول بريمر، قرارا بحل الجيش العراقي وتشكيل جيش جديد.

تظهر إحصائيات موقع "غلوبال فاير بور" الأمريكي أن الجيش العراقي يحتل المرتبة رقم 45 عالميا في 2023، رغم أن إنفاقه الدفاعي يتجاوز 5.7 مليار دولار.

وأصبح الجيش العراقي يضم 200 ألف جندي عامل إضافة إلى 130 ألف فرد يمثلون قوات شبه عسكرية، بينما لا يمتلك قوات احتياطية.

وتشير الإحصائيات إلى أن الجيش العراقي يمتلك في الوقت الحالي 361 طائرة حربية، 923 دبابة ونحو 39 ألف مدرعة، و281 مدفعا ذاتيا وألف و426 مدفعا مقطورا و424 راجمة صواريخ، إضافة إلى 63 وحدة بحرية.

عندما وصل عدد جنود الجيش العراقي إلى مليون جندي في 1990، كان الجيش العراقي يواصل نموه حتى أصبح خامس أقوى جيش في العالم، كما ذكر تقرير نشرته صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية في الـ 13 من أغسطس/ آب عام 1990.

ورغم أن الصحيفة أشارت إلى وجود نقاط ضعف في تكوين الجيش العراقي تتعلق بوجود قيادات غير مؤهلة ونسبة كبيرة من الجنود غير المحترفين، إلا أنها أشارت إلى استمرار نمو الجيش الذي يصنف في المرتبة الخامسة عالميا في ذلك الحين.

وكانت بغداد تعمل على تجنيد 75 في المئة من الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و49 عاما وزيادة حجم جيشها بنسبة 50 في المئة، بحسب الصحيفة.

ويؤكد ذلك إحصائيات الجيش العراقي، التي توضح أن تعداد قواته عام 1990 وصل إلى نحو 1.4 مليون جندي.

ولفتت الصحيفة إلى أن ما أثار خوف الأمريكيين من تنامي قدرات العراق العسكرية هو أنه يجمع بين قوة عسكرية متنامية وقوة نفطية، إضافة إلى أنه كان يطور صناعة عسكرية معتبرة رغم أنها لم تكن متطورة بالصورة الكافية مقارنة بالصناعات العسكرية للدول الكبرى.