وأضاف في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك"، أن أمريكا كانت بصدد تنفيذ العدوان واحتلال العراق، وكانت تبحث عن أي ذريعة لذلك، وعندما فشلت في تأمين الأسباب التي تسمح لهم باستصدار قرار مجلس الأمن لتنفيذ الغزو، لجأت إلى الترويج للكذب، ثم دهست ما يسمى بـ "الشرعية الدولية"، تحت مجنزرات دباباتها، ونفذت الغزو العراقي، حيث لم تزل المنطقة برمتها تدفع ثمنه حتى اللحظة، من حروب وقتل وتهجير.
ويرى شندب ضرورة وضع العدوان الأمريكي على العراق، في سياقه الاستراتيجي، حيث وجد الغرب بقيادة الولايات المتحدة وزيله الأوروبي، لا سيما بريطانيا بعد تفكك الاتحاد السوفيتي الظرف مؤاتيًا من أجل ضرب وتفكيك امتداد الاتحاد السابق في البلدان العربية، نظرًا لاختلال توازن القوى، ومن هنا كان غزو العراق وبعده ليبيا وسوريا واليمن، حيث كانت تلك الدول حليفة تاريخيا للاتحاد السوفيتي، واليوم بدأ مباشرة إلى مواجهة روسيا الاتحادية عبر أوكرانيا، فالاستراتيجية الأمريكية والأوروبية عبر القرون تهدف إلى السيطرة على العالم.
وبحسب شندب، الغزو الأمريكي جاء بأسباب واهية، أبرزها وجود أسلحة الدمار الشامل، على الرغم من إثبات لجان التحقيق الدولية التي فتشت الصحاري ونخلت الرمال عكس ذلك، إضافة إلى ذريعة تنظيم القاعدة والجميع يعرف أن هذا التنظيم وغيره من التنظيمات الإرهابية دخلت العراق مع دبابات الغزو الأمريكي، ليحولوا بعدها العرق إلى نهر من الدماء المتدفق منذ عام 2003 وحتى اليوم.
وعن ذكرى الغزو، يقول الإعلامي اللبناني إنه كان من أوائل الصحفيين الذين غطوا الحرب منذ بداية انطلاق صافرات الإنذار في بغداد، "لحظة وقوع الغزو كانت قاسية وعنيفة، المعركة لم تكن متوفقة، لكن المقاومة العراقية انطلقت بعد 3 أيام من سقوط بغداد، وعمت كافة العراق، وحولوا الدبابات الأمريكية إلى خردة، وسطروا ملاحم بطولية في العديد من المواجهات، أبرزها معركة المطار والناصرية والبصرة، حيث وصل معدل عمليات المقاومة العسكرية ضد الاحتلال الأمريكي أكثر من ألف عملية في اليوم الواحد منذ العام 2003 وحتى العام 2006".
ومضى بالقول: "غزو العراق وذرائع باول، تأكيد على الكذب والبلطجة التي مارسته الإدارات الأمريكية المتعاقبة، وسياسة افتعال الحروب وتغيير أنظمة الحكم بالقوة، كما جرى في ليبيا والعراق وغيرها من البلدان، وما يحدث اليوم من تطورات يؤكد أن المنطقة لن تشهد استقرارا إلا بعودة العراق إلى دولة قوية سيدة تحفظ توازنات المنطقة، وهو أمر ليس متاحًا الآن".
وتساءل شندب: الاعترافات الأمريكية التي جاءت على لسان باول وغيره من المسؤولين بأن المعلومات الاستخباراتية في موضوع العراق لم تكن دقيقة، في ماذا يمكن أن تفيد العراق بعد أن تحول إلى أطلال وخرج من كل معادلات القوة في المنطقة؟".
ولفت الإعلامي اللبناني إلى أن السياسات الاستعمارية الغربية والأمريكية لبعض دول شمال أفريقيا ارتدت عليهم، حيث بات من الواضح تحول المزاج الأفريقي ضد الاستعمار الأوروبي والأمريكي، وباتت هناك امتدادات كبيرة في القارة السمراء لصالح الثنائي الروسي الصيني، وكانت بداية هذا الواقع من شرارة الحرب الأمريكية على العراق.