في أواخر الستينيات، أصبح واضحًا لقيادة قوات الصواريخ الاستراتيجية السوفيتية أن الصاروخ الباليستي الثقيل "إر 36" الذي تم ابتكاره عام 1967 لم يعد يلبي تمامًا متطلبات الجيش، حيث يمكن للصواريخ الباليستية العابرة للقارات أن تحمل ثلاثة رؤوس حربية فقط ولم تكن دقيقة للغاية.
وفي عام 1969، بدأ مكتب تصميم "يوجنوي" بتطوير صاروخ مختلف تمامًا يتفوق بثلاث مرات عن الصاروخ الباليستي السابق من حيث الدقة والاستعداد القتالي. كما أنه من الناحية الهيكلية، فإن الصاروخ الباليستي "إر 36" عبارة عن جزئين وفقًا للمخطط "الترادفي" مع ترتيب متسلسل للمراحل.
ويحتوي الرأس الحربي على ثلاثة خيارات: كتلة أحادية خفيفة بشحنة ثمانية ميغا طن ومدى يصل إلى 16000 كيلومتر، كتلة أحادية ثقيلة 20 ميغا طن وقابل للفصل ويحمل عشرة رؤوس حربية كل منها تزن 400 كيلو طن. وبالتالي، فإن صاروخا واحدا يضاهي 250 قنبلة من التي ضربت هيروشيما.
وتمكن الاتحاد السوفيتي من بناء 190 صاروخًا من هذه الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، وفي عام 1980، تم اعتماد نسخة محسنة من الصواريخ وكانت ناجحة وتتميز بدقتها أكثر بمرتين أو ثلاث مرات وتم ضمان ذلك من خلال نظام جديد لنشر الرؤوس الحربية على فترات زمنية مثالية.
وبحسب الخبراء، فإن الرأس الحربي قابل للفصل، ولكل منها عشرة رؤوس حربية تزن 750 كيلوطن، حيث أن صاروخا واحدا قادرا على ضرب أنواع مختلفة من الأهداف على مساحة تصل إلى 300000 كيلومتر مربع. مع الأخذ في الاعتبار حقيقة وجود 308 وحدات في قوات الصواريخ الاستراتيجية السوفيتية، كما تم ضمان إطلاق رشاش مع كامل الترسانة لتدمير المدن الرئيسية ومنشآت البنية التحتية لعدو محتمل.
وحاول المصممون بشكل أساسي تحسين الإجراءات المضادة لأنظمة الدفاع الصاروخي وجعل الصاروخ أكثر مقاومة للعوامل الضارة للانفجار النووي وهذا هو أقوى نظام صاروخي قتالي في العالم، والذي لا يزال في الخدمة مع قوات الصواريخ الاستراتيجية الروسية حتى اليوم.