وأضاف نتنياهو خلال مؤتمر "هارتوغ" للأمن القومي في تل أبيب أمس الثلاثاء، أن "التهديد النووي الإيراني لن يتراجع إلا بعمل عسكري موثوق وذي مصداقية والعقوبات الاقتصادية ليست كافية"، متابعا: "الشيء الوحيد الذي منع بشكل موثوق الدول المارقة من تطوير أسلحة نووية هو تهديد عسكري موثوق به أو عمل عسكري ذو مصداقية".
ضربة عسكرية محتملة
وأردف نتنياهو "تاريخيا، تم إحباط طموحات العراق وسوريا النووية من قبل القوة العسكرية الإسرائيلية"، حيث أشار إلى الضربة الإسرائيلية عام 1981 ضد مفاعل أوزيراك النووي وضربة عام 2007 ضد مفاعل نووي مشتبه به في سوريا.
وأوضح أن "ليبيا تخلت عن سعيها لامتلاك أسلحة نووية خوفا من ضربة أمريكية، بينما سعت كوريا الشمالية بلا هوادة إلى تحقيق طموحاتها النووية".
وختم نتنياهو، بالقول إن "طهران علقت برنامجها النووي بعد حرب الخليج خوفا من أن تغزو الولايات المتحدة بلادها عندما دخلت العراق. في تلك المرحلة تحول إلى برنامج سري"، مؤكدا أن "إسرائيل انتظرت أكثر مما ينبغي لتنفيذ عمل عسكري ضد إيران".
وفي السياق، ذكرت القناة "12" العبرية، أن "نتنياهو عقد جلسات سرية مع قادة المستوى الأمني وقرر في ختام هذه المناقشات رفع مستوى الاستعداد الإسرائيلي بشكل كبير لشن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية".
في المقابل، نقلت تقارير عن مساعد للمرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، في وقت سابق، قوله إن إيران سترد على أي هجوم على منشآتها النووية "بحرق" تل أبيب والأصول الأمريكية في الخليج.
فيما يلي نظرة عامة على التكتيكات التي قد يستخدمها الجيش الإسرائيلي في أي صراع مستقبلي مع إيران.
الجو
تمتلك إسرائيل مئات الطائرات الحربية الجاهزة للقتال، بما في ذلك طائرات أمريكية متطورة من طراز "إف-35"، "إف-15" و"إف-16" قادرة على الوصول إلى غرب إيران للقيام بعملية قصف، إذا كان التزود بالوقود الجوي خيارًا.
يمكن أن تسمح معدات التخفي والتشويش على الرادار للطائرات الحربية بالتسلل عبر أراض عربية "معادية" وهي في طريقها إلى إيران، ومقاومة النيران الأرضية.
يمكن للطائرات الإسرائيلية المسلحة بقنابل "خارقة للتحصينات" تخترق الأرض أن تلحق ضررا كبيرا بالمواقع النووية الرئيسية.
ستسمح أنظمة التوجيه عبر الأقمار الصناعية والبصرية بإطلاق القنابل من ارتفاعات عالية ومسافات كبيرة، ربما مع بقاء بعض الطائرات خارج المجال الجوي الإيراني.
يمكن لسلاح الجو الإسرائيلي استخدام الصواريخ الباليستية، وهي قدرة يكتنفها السرية. ومن المفترض أن تمتلك إسرائيل العشرات من صواريخ "أريحا" طويلة المدى المصممة لحمل رؤوس حربية نووية حتى الخليج.
يمكن أن تدمر صواريخ أريحا التقليدية أهدافًا في إيران، لكنها ستفتقر إلى عنصر المفاجأة نظرًا لاحتمال رصد عمليات الإطلاق والإبلاغ عنها على الفور.
يُعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل تمتلك الترسانة الذرية الوحيدة في المنطقة، لكن المسؤولين الإسرائيليين ألمحوا إلى أن مثل هذه القدرة لن تستخدم إلا في الدفاع الوطني الأخير.
البر
لا تقع إسرائيل على حدود إيران، مما يجعل معظم القوات البرية غير ذات صلة بأي حرب مستقبلية.
إذا كانت هناك غارات جوية إسرائيلية على إيران، فيمكن إدراج قوات كوماندوز لتحديد الأهداف ومراقبة الأضرار التي لحقت بها.
يمكن أيضًا نشر القوات الخاصة لتعقب بطاريات الصواريخ الإيرانية وتدميرها قبل أن تتمكن من إطلاق النار على إسرائيل ردًا على ذلك.
البحر
تمتلك إسرائيل غواصات ألمانية الصنع تعمل بالديزل من طراز "دولفين" ترسو في ميناء حيفا وهي قادرة نظريًا على الوصول إلى شواطئ إيران، على الرغم من أن هذا قد يستلزم الإبحار حول أفريقيا - رحلة تستغرق حوالي شهر تتطلب التوقف للوقود والصيانة.
كل غواصة لديها 10 أنابيب طوربيد، 4 منها تم توسيع محيطها بناءً على طلب إسرائيل. يعتقد بعض المحللين أن هذا كان لاستيعاب صواريخ كروز القادرة على الوصول إلى إيران من البحر الأبيض المتوسط ، أو بمحركات أسرع من الصوت تسمح لها بهزيمة الدفاعات الجوية للعدو.
ومع ذلك، لا تعتبر صواريخ كروز قوية بما يكفي لإحداث أضرار جسيمة للمنشآت المحصنة.
حرب إقليمية
وأثارت التصريحات مخاوف عالمية بشأن احتمال نشوب حرب إقليمية نتيجة أي ضربات استباقية من جانب إسرائيل التي تعهدت بحرمان عدوها اللدود من إمكانية صنع قنبلة نووية.
وعلى الرغم من أنه يُفترض على نطاق واسع أن الجيش الإسرائيلي التقليدي لن يكون بمقدوره أن يدمر البرنامج النووي الإيراني تمامًا، إلا أن أي هجوم ناجح لا يزال من الممكن أن يؤخر سعي طهران لتطوير تقنيات ذات إمكانات لصنع القنابل بسنوات.