موسكو ودمشق... علاقات وديّة قديمة
وتحولت الأزمة السياسية الداخلية في سوريا، التي بدأت في أعقاب ما يسمى بـ"الربيع العربي" في مارس / آذار عام 2011، إلى مواجهة مسلحة، حيث اتخذت بعض المجموعات المعارضة نهجا إرهابيا متطرفا، وتجاوزت تهديدات بعض الإرهابيين حدود البلاد ووصلت إلى منطقة الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا.
موسكو تدعم دمشق في محاربة الإرهاب
وقدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مقترحا إلى مجلس الاتحاد لاعتماد قرار بشأن الموافقة على استخدام وحدة القوات المسلحة الروسية في الخارج، حيث أيد مجلس الاتحاد المقترح بالإجماع.
وفي الوقت الحالي، تم الانتهاء من الأعمال العسكرية النشطة على نطاق واسع في سوريا، وتم بالفعل سحب معظم وحدات الجيش الروسي من البلاد، لكن جزءًا من القوات لا يزال في البلاد إلى أجل غير مسمى لمحاربة الإرهابيين، حيث شارك في العملية أكثر من 63 ألف عسكري روسي منذ عام 2015، وقتل أكثر من 100 أشخاص.
أول زيارة لبوتين إلى العاصمة دمشق
وفي 7 يناير / كانون الثاني 2020، زار بوتين دمشق لأول مرة، وزار مع الأسد مركز قيادة القوات المسلحة الروسية، حيث استمع الزعيمان إلى تقارير من الجيش. في وقت لاحق، جرت مفاوضات ثنائية، ثم قام الرؤساء بجولة في الجامع الأموي، وزار بوتين كنيسة السيدة مريم العذراء الأرثوذكسية، حيث تحدث مع البطريرك يوحنا العاشر بطريرك أنطاكية وسائر المشرق.
تواصل دائم وتفاعل مستمر
وتعمل روسيا، إلى جانب تركيا وإيران، كضامن للهدنة في سوريا. بدأت الدول بمباحثات "أستانا" وعقدت عدة جولات من المفاوضات، وكنتيجة لها تم إنشاء مناطق خفض التصعيد المؤقت وتعمل لضمان وقف إطلاق النار المستدام، وتحسين الوضع الإنساني، والبدء في استعادة البنية التحتية الاجتماعية والاقتصادية المدمرة.
ومنذ بداية الأزمة في سوريا، زار نائب رئيس مجلس الوزراء الراحل، وزير الخارجية السوري السابق، وليد المعلم، روسيا عدة مرات. وفي نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2020، عين فيصل المقداد وزيرا للخارجية السورية، والذي شغل سابقًا منصب النائب الأول للوزير، وقام بأول زيارة عمل إلى موسكو في ديسمبر / كانون الأول عام 2020 كوزير، و17 ديسمبر / كانون الأول 2020 التقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.