وكان انهيار الدولة أحد أبرز نتائج الغزو الأمريكي للعراق، الذي تحول إلى حاضنة لأخطر التنظيمات الإرهابية، التي تسببت في تدمير حياة ملايين البشر خلال السنوات الماضية.
ولا تزال الآثار المدمرة التي تسبب فيها غزو الولايات المتحدة الأمريكية للعراق قائمة حتى الآن في منطقة الشرق الأوسط وخارجها، حسبما جاء في تقرير لمجلة "نيوزويك" الأمريكية.
وتقول المجلة إن الفوضى والعنف الذي خلفه غزو العراق لا تزال آثاره قائمة رغم مرور عقدين من الزمان.
ولفتت إلى أن غزو العراق جاء بعد نحو عام ونصف من اجتياح أفغانستان.
وتابعت: "كانت تلك الحروب بداية مرحلة جديدة لحروب أمريكا في الخارج، التي وصفها لاحقا بـ "الحروب الأبدية" وهو المصطلح الذي أصبح مستخدما لدى الديمقراطيين والجمهوريين الأمريكيين في الوقت الحالي.
وكان غزو العراق أحد فصول الحروب المرهقة التي خاضها الجيش الأمريكي في الخارج وأصبحت مصدرا للانتقادات من غالبية الأمريكيين بعدما كانت تلاقي دعما كبيرا وقت انطلاقها.
ولفتت إلى أن ظهور تنظيم "داعش" الإرهابي (المحظور في روسيا وعدد من الدول)، كان أحد النتائج المباشرة للغزو الأمريكي للعراق، مشيرا إلى أن آثاره المميتة شملت المنطقة وامتدت إلى العديد من الدول وخاصة في أفريقيا.
كيف انهار العراق وظهر "داعش"؟
قامت الولايات المتحدة الأمريكية بتفكيك الحكومة العراقية وأثرت الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، الذي تم إعدامه في 2006.
وكانت تلك الخطوة ضمن توجه أمريكي طموح لاحتلال العراق وبناء مشروع استعماري طويل الأمد، وهي المحاولة التي يعتبر البعض أنها كانت ناجحة.
وتقول المجلة إن الولايات المتحدة أسست نظام حكم فاشل عقب غزو العراق قاد لانتشار المجموعات المسلحة في العديد من مناطق الدولة على مدى سنوات.
وكان تنظيمي "القاعدة" و"داعش" الإرهابيين من بين أكثر تلك المجموعات وحشية.
واستمرت تلك التنظيمات في نموها حتى أعلنت تنظيم "داعش" الإرهابي سيطرته على أجزاء واسعة من العراق عام 2014، كجزء من نتائج الاحتلال الأمريكي للبلاد، إضافة إلى سيطرته على أجزاء من سوريا أيضا.
كيف صنع غز العراق كارثة عالمية؟
أدى الغزو الأمريكي للعراق إلى كارثة لم تتوقف آثارها عند حدود العراق كما لم تنته تلك الآثار مع انتهاء الحرب، وأبرز نتائجها:
نزوح ملايين البشر من مناطقهم وتحولهم إلى لاجئين.
أعداد هائلة من القتلى.
ازدهار التنظيمات الإرهابية في العراق ودول أخرى خاصة سوريا.
تدمير حياة ملايين البشر في المناطق التي يعاني بعضها من آثار غزو العراق حتى الآن.
وتقول المجلة إن الغزو الأمريكي للعراق ساهم في نثر بذور الإرهاب وحوله إلى حاضنة لأخطر التنظيمات الإرهابية التي ظهرت في القرن الحادي والعشرين.
وتابعت: "لولا الغزو الأمريكي للعراق لما ظهرت "القاعدة" ولما انجر العراق نحو حرب أهلية أصبح كل طرف يحاول الانتقام من الآخر ليدخل العراق في دوامة من الأزمات التي ليس لها نهاية.
ولفتت المجلة إلى قول أحد الباحثين الأمريكيين إن حرب العراق قوضت أسس النظام العالمي وسمعة الولايات المتحدة العالمية وعلاقاتها مع القوى العالمية الأخرى.
الغزو الأمريكي للعراق وبدء حرب العراق
© Sputnik