الخرطوم – سبوتنيك. واعتبر بشير أن ذلك من شأنه أن يسهم في الحفاظ على أمن التجارة البحرية بين المحيط الهندي والبحر المتوسط، ويساعد على تحسين الأوضاع الاقتصادية في إرتيريا التي تعاني أزمات نقص حبوب الغذاء جراء الجفاف الذي يضرب منطقة القرن الأفريقي.
وقال بشير لوكالة "سبوتنيك": "أتوقع قيام روسيا بإنشاء قاعدة عسكرية في إريتريا، وهو مشروع مهم من أجل الحفاظ على المصالح الروسية والأفريقية معاً، في منطقة البحر الأحمر وأيضاً، هي جيدة جداً بالنسبة لتجارة روسيا و البضائع التي تجوب المحيطات والتي تخرج من الشرق إلى الغرب".
وأضاف: "كما أن الذي يميز روسيا عن بقية الدول الكبرى أنها لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأقل نمواً والفقيرة"، لذلك أقول إن "التواجد الروسي في المنطقة هام جداً ويحدث عملية توازن استراتيجي ويمكن أن يخدم شعوب المنطقة الأفريقية، لأن روسيا ليست دولة استعمارية مثل الدول الغربية التي اجتاحت البلاد الأفريقية في أزمان غابرة، أخذت مواردها واستغلت شعوبها حتى الموارد البشرية تم نهبها عبر رقيق خدموا بالسخرة بالمجان في كل الدول الغربية. روسيا لم تكن دولة استعمارية بل ساندت الدول الأفريقية في الاستقلال".
وأوضح بشير أن "المشروعات الاقتصادية أو العسكرية، مثل إنشاء قاعدة بحرية روسية تخدم المصالح الاستراتيجية لدول القرن الأفريقي، بما فيها إرتيريا"، لذلك أقول إن "مشروعا مثل القاعدة الروسية في إرتيريا يسهم في جلب الاستقرار إضافة إلى محاربة أنشطة قرصنة السفن التجارية والعديد من الأنشطة السلبية في البحر الأحمر، كما يساعد في الحد من التفرد الغربي بمنطقة الشرق الأفريقي".
وتطرق إلى التقارب الإيراني السعودي، وقال: "هذا أيضاً، يسهم في تأمين منطقة البحر الأحمر وإيقاف الحرب في اليمن بجانب العديد من المزايا التي تفيد إرتيريا من الناحية التجارية، لأنها في حاجة لكثير من الحبوب الغذائية والتكنولوجيا والصناعات الروسية والمصانع والسلاح الروسي، وبحاجة لإعادة تأهيل الدولة الإريترية التي عانت من الإهمال والتهميش العالمي، بعد حربها في تسعينات القرن الماضي مع أثيوبيا".
وبيّن بشير أن "إريتريا تمتلك ساحلاً ضخماً يمتد على طول 800 كيلومتر بحري، به جزر كبيرة وجزر محاذية لليمن، وكان بها نزاع إبان الرئيس الأسبق لليمن، علي عبد الله صالح، أضف إلى أن منطقة البحر الأحمر تعتبر هي المنطقة السامية في العالم من حيث احتياطات الغاز الطبيعي، في ظل حرب الطاقة التي نشاهدها بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية الجارية الآن"، منوها إلى أن "الشركات الروسية متميزة في مجال الغاز وتستطيع أن تطور الدول الفقيرة مثل إريتريا التي تحتاج إلى موارد الغاز لتبيعه عبر أنابيب تمر عبر منطقة القرن الأفريقي".
وواصل بشير حديثه، مؤكداً على أن "سواحل إريتريا تعتبر منطقة تجارة عالمية، حيث خط التجارة العالمية عبر البحر الأحمر إلى المحيط الهندي ثم إلى البحر المتوسط ومنه إلى المحيط الأطلسي، وهذا ما يؤكد على أن كل طرق التجارة العالمية تمر عبر إريتريا، وهي منطقة قريبة من باب المندب، وهو أضيق منطقة في ساحل البحر الأحمر".
وشدد على أن "أهمية البحر الأحمر بأن كل موارد الطاقة في العالم، حوالي 40 بالمئة أو أكثر، توجد في المنطقة المحاذية لإريتريا وهي منطقة الجزيرة العربية، وكذلك وجود المقدسات الإسلامية التي لها أهمية رمزية للإسلام".
الجدير بالذكر أن وزير خارجية روسيا، سيرغي لافروف، قد زار إرتيريا في أواخر كانون الثاني/ يناير الماضي، ضمن جولة لدول أفريقية، حيث تناولت الزيارة حسب تصريحات وزيري خارجية البلدين، تعزيز العلاقات بين البلدين، خصوصاً في المجالين، الاقتصادي والعسكري.