في مصر ومنذ نحو سبع سنوات حرصت بسنت علي ودعاء رمضان على مساعدة مئات الأسر بمنطقة السيدة زينب بالقاهرة، عبر تدشين مبادرة "بنات الخير"، والتي تستهدف الوصول إلى أبواب المنازل دون أن يضطر أحد أفراد الأسرة للوقوف في طابور أو الجلوس على مائدة في الشارع.
في العديد من المناطق تكون لدى الجمعيات الخيرية قوائم بالفقراء أو الذين هم بحاجة للمساعدات، وهو ما دفع بسنت وصديقتها للبحث عن أهالي المنطقة الذين لا يتلقون أي مساعدات من الجمعيات الخيرية أو التي تقدم عبر المساجد، وهم من "الأسر المتعففة"، التي لا تجاهر بحاجتها للمساعدات.
مساعدة الأسر المتعففة
تقول بسنت علي في حديثها لـ"سبوتنيك"، إن الهدف من المبادرة كان مساعدة الأسر المتعففة وتوصيل الوجبات لأبواب المنازل دون معرفة أحد بأن أفراد المبادرة يقدمون مساعدات أو وجبات "خيرية"، للأسر التي تصل إليهم، حيث تصل الوجبات لكل عائلة بشكل فردي بحيث لا يسبب الأمر أي حرج للأسرة بين أهالي المنطقة، (وهي طريقة تشبه طلب الوجبات من المطاعم).
جهود ذاتية
انطلقت المبادرة في البداية بجهود ذاتية بتكاليف الزكاة العائلية والتبرعات الشخصية من الأهل، بحيث تقدم وجبات بمقدار التبرعات أو الوجبات التي أعدت من الأهل والجيران، الذين حرصوا بعد معرفتهم بالمبادرة على إعداد الوجبات والتبرع بها وإرسالها عبر المبادرة إلى الأسر.
لا توجد أعداد محددة للأسر المستهدفة بشكل يومي، إذ توزع المساعدات المتوفرة بشكل يومي في المطبخ، والتي تعد وتغلف بطريقة تراعى فيها الاشتراطات الصحية من أجل وصولها بشكل لائق للأسر.
6 مطابخ في مناطق مختلفة
كانت البداية بمطبخ "عمرو بن العاص" في منطقة مصر القديمة، حيث اقتصرت الوجبات حينها على أهالي المنطقة ممن هم بحاجة ماسة لهذه الوجبات، لكن بعد سنوات من العمل بجهود ذاتية، أصبح لدى المبادرة نحو 6 مطابخ في مناطق مختلفة، منها "فيصل والسيدة زينب وطريق الباجور"، وهي تعمل على مدار شهر رمضان بالتناوب.
تقوم المطابخ حتى اليوم على الجهود الذاتية سواء فيما يتعلق بالمواد الغذائية أو الطهي وإعداد الوجبات، وكذلك عملية توصيل الوجبات للمنازل.
وفق أعضاء المبادرة، تصل الوجبات إلى منطقة السيدة زينب ودار السلام، عمرو بن العاص بالقاهرة، ومنطقة فيصل والكنيسة بالجيزة، ومن المحتمل توسعها خلال السنوات المقبلة، حال زيادة التبرعات.
الوصول إلى أبواب المنازل
توضح بسنت أن المبادرة لا تستهدف توزيع الوجبات على المارة بالشوارع أو عبر موائد رمضانية، لكن عبر الوصول للأسر المتعففة بشكل سري في منازلها، بما يحافظ على تعففهم، بالإضافة لكونهم من المستحقين للمساعدات.
لا تقتصر المساعدة على وجبات الإفطار، بل تقدم مبادرة "بنات الخير" "حقائب رمضان" من المواد الغذائية والزيوت، عبر ترشيح الحالات المستحقة للمتبرعين، أو توصيلها مباشرة للأسر المستحقة.
تحرص المبادرة على عدم تصوير الأسر خلال استلام الوجبات، وكذلك يحظر على أعضاء المبادرة تصوير أنفسهم والمجاهرة بالفعل الذي يقومون به.