ومع يومه الأول، تدشّن المبادرات الخيرية لمساعدة الفقراء، عبر المساعدات المادية أو "موائد الإفطار"، ومبادرات أخرى تهمّ بتوزيع الوجبات على المنازل، وبعضها يقدم "كسوة العيد" نهاية الشهر، وكذلك تقديم مساعدات مالية للفقراء.
وفي السنوات الأخيرة، انتشرت هذه المبادرات بشكل كبير، خاصة مع تزايد الأوضاع المعيشية صعوبة من النواحي الاقتصادية، وبعض هذه المبادرات دشّنها شباب وفتيات بجهود ذاتية لتقديم المساعدات للمستحقين في الأحياء القريبة منهم، وغالبا ما تنشط بشكل أكبر خلال شهر رمضان.
ويعد المغرب أحد البلدان التي تنشط فيها الجمعيات المدنية والخيرية بصورة أكبر من الدول الأخرى، حيث تتعدد المبادرات الخيرية التي تدشنها هذه المؤسسات الأهلية هناك، والتي تهمّ بتقديم وجبات الإفطار للآلاف من الطبقات الفقيرة، على جانب المساعدات الأخرى منها الغذائية والمالية.
50 ألف صائم
تعمل مبادرة "يلا نتعاونو" في المغرب على إفطار نحو 50 ألف صائم على مدار شهر رمضان، في مختلف المناطق القريبة من مدينة طنجة، كما سبقتها العديد من المبادرات الأخرى لتوزيع الملابس الشتوية والمساعدات في عديد المدن.
تقول مؤسسة الجمعية والمبادرة نوال الفيلالي في تصريحات لـ"سبوتنيك"، إن "عدد المتطوعين خلال العام الحالي 2023 ارتفع بشكل ملحوظ عن السنوات الماضية، إذ يشارك أكثر من 50 متطوعا بشكل يومي، في إعداد الوجبات وتوصيلها إلى المنازل".
الوصول إلى الأحياء الفقيرة
توضح الفيلالي أن "آلاف "القفف الغذائية" الرمضانية تصل إلى منازل الأسر في مختلف الأحياء والمدن، وأنها تعتني جيدا بالبحث عن الأسر الفقيرة في الأحياء والمدن المجاورة، إلى جانب القوائم المعتمدة لدى الجمعية، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة، بما يضمن الوصول إلى من هم أكثر احتياجا، والذين لم يطلبون المساعدات نظرا لتعففهم".
"أثّر الوضع الاقتصادي خلال العام الحالي بدرجة أكبر على جميع الشرائح الاجتماعية هذا العام بشكل كبير، لكن الأمر لم يمنع الجمعيات الأهلية من العمل الخيري المعتاد سنويا"، بحسب فيلالي.
وتابعت موضحة أن "التأثر الملاحظ كان في أسعار المواد الغذائية ومواد الطهي وأسعار المواد التي تتضمنها "القفة الرمضانية"، إذ بدت الفوارق في الأسعار كبيرة عن العام الماضي".
فوارق اقتصادية
ولفتت الفيلالي إلى أن "حجم التبرعات في 2023 تراجع عن العام الماضي بصورة ملحوظة، خاصة على المستويات الشعبية التي كانت تتم عبر تقديم المواد الغذائية من الأهالي للجمعية للمشاركة في المبادرة".
الحريرية المغربية
تعد "شوربة الحريرة" من الأطباق الرئيسية في المغرب خلال شهر رمضان، ووفق مؤسسة المبادرة، فإنها تحرص على أن تتضمن وجبات الإفطار "الحريرة"، رغم الوقت والمجهود، لكن ضرورة وجودها على مائدة الإفطار تجعلها من الأساسيات خلال شهر رمضان على المائدة.
تقوم النساء والفتيات المتطوعات بإعداد الوجبات يوميا، داخل أحد الأماكن المجهزة والمعدة والتي يراعى فيها كل الإجراءات الصحية وعمليات التغليف، وصولا لعمليات التوزيع قبل أذان المغرب.
ووفقا لنوال فلالي، فإن "الوجبات التي تقدم للصائمين شاملة تتضمن اللحوم والخضار والعصائر والحلويات، كما أنها تستعين بالسيدات البائعات في الأسواق لإعداد الحلويات أو بعض الخبز، بما يعود بالنفع المالي عليهن".
وتؤكد الفيلالي أن "المبادرة تحرص على عدم تصوير الأسر أو الأفراد الذين تقدم لهم المساعدات، حرصا على مشاعرهم وعدم المجاهرة بالفعل، إذ يسبب التصوير الحرج للأسر أو الأفراد، وأنها تدقق جيدا في وضعية الأسر التي تصل المساعدات لها".