وفي حي البساتين، بمنطقة مصر القديمة الشعبية، يفتح السبع واثنين من أبنائه أبواب متجرهم في تمام الساعة التاسعة صباحًا، في نهار شهر رمضان، ويتسمر عملهم حتى الساعة الثانية بعد منتصف الليل.
السبع (70 عاما) قال لـ "سبوتنيك"، إن سر مهنة العطارة يكمن في تركيبات التوابل التي ينفذها كل عطار وفقًا لوصفته الخاصة، وطبقًا لمقادير معينة، هي التي تميز كل عطار عن الآخر، فيما تبقى "توابل العطار" أفضل بكثير من تلك المغلفة التي تقوم شكرات خاصة بتعبئتها وبيعها في المتاجر، وفق قوله.
يبدأ السبع التحضير لشهر رمضان وبضائعه الرائجة منذ شهر رجب، أي قبل 60 يومًا من بداية شهر رمضان، حيث أكد أنه يبدأ بصناعة كمية كبيرة من التوابل قبل شهر رمضان بفترة كبيرة، ويقوم بطحنها وتركيبها بنفسه داخل المتجر.
وأستطرد قائلًا: "نستكمل التحضير لموسم شهر رمضان بعد ذلك، حيث نبدأ في شراء الياميش والمشروبات الرمضانية لبيعها"، وأَضاف "نشتري ياميش رمضان من منطقة باب البحر بوسط القاهرة، حيث يتجمع تجار الجملة بتلك المنطقة سنويًا، وعلى كل مالك لمتجر عطارة أن يبحث عن أفضل وأجود البضائع".
متطلبات المنزل جميعها رائجة وعليها طلب كبير في شهر رمضان، سواء التوابل أو الياميش، أو الزيوت، ولكن ذلك يختلف من زبون لآخر، تبعا لحالته المادية"، هكذا تحدث السبع عن أكثر لبضائع الرائجة في شهر رمضان.
ومضى بقوله: "نحن نعيش في حي شعبي جدًا، ولذلك فأسعارنا مختلفة تمامًا عن العطارين بالأحياء الراقية مثل المهندسين والزمالك".
وعن تأثير ارتفاع الأسعار أكد السبع أن موسم رمضان للعام الحالي 2023، هو الأغلى من حيث أسعار البضائع، وهو ما أدى إلى أن أغلب العطارين اشتروا من تجار الجملة بضائع وكميات أقل من العام الماضي.
وتابع "سحب البضائع أقل من كل عام، ومن كان يتشرى كيلو كامل من البندق على سبيل المثال اشترى هذا العام نصف كيلو فقط، وهذا ما يسري على الياميش وبقية التوابل الخاصة بشهر رمضان".
واختتم السبع حديثه لـ"سبوتنيك" بتأكيده على أنه ورغم ارتفاع الأسعار إلا أن شهر رمضان "شهر خير"، والجميع "يأكل لقمة عيش جيدة في الشهر المبارك"، وأَضاف "ضمير كل تاجر هو الفيصل في جودة المنتج ورواجه بين الزبائن".