كاتب سوري يوضح لـ"سبوتنيك" سر اتهام الغرب لسوريا باستخدام أسلحة كيماوية

تتهم الدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، القوات السورية بتنفيذ هجمات بغاز الكلور في مدينة دوما عام 2018، ما أدى إلى مقتل 43 شخصا.
Sputnik
ويزعم الغرب أن الهجوم جزء من محاولات إبعاد المسلحين عن ضواحي العاصمة دمشق في الحرب التي استمرت عقدا من الزمن.
لكن الحكومة السورية نفت مرارا تلك المزاعم، مشددة أنها لم تستخدم أسلحة كيماوية.
وحول ذلك يقول الكاتب الصحفي خالد أسكيف، في حديث مع وكالة "سبوتنيك"، إنه لا توجد صورة واضحة حول هذه القضية، سوى سعي الغرب وعلى رأسهم واشنطن، لاستخدام هذه الملفات لتنفيذ أجندات خاصة للضغط على الحكومة السورية وابتزازها.
وأضاف أن التحقيقات أثبتت أنه يتم استخدام مجموعات مسلحة لتنفيذ هذه المجازر، ومن ثم اتهام الدولة السورية والبناء عليها إعلاميا لقلب الحقائق وتحقيق بعض الأهداف السياسية من قبل الدول الراعية والداعمة للإرهاب.
العملية العسكرية الروسية لحماية دونباس
خبير: ما تفعله أوكرانيا والنازيون في بوتشا تكرار لما ارتكبته الخوذ البيضاء في سوريا
وأوضح أسكيف أن هذه المجموعات هم مرتزقة كانوا يحصلون على أموال يعملون في إطار أجندة الدول الراعية لها، وحصل عليها بشكل خاص ما يسمى بـ"الخوذ البيضاء".
وأشار الكاتب الصحفي إلى أن واشنطن تحاول، منذ 12 عاما على اندلاع الأزمة السورية، تشويه سمعة دمشق لتحجيمها دوليا وإضعافها سياسيا، لافتا إلى أن التصعيد العسكري الإسرائيلي ضد سوريا ما هو إلا رسالة لإكمال ما بدأت فيه الولايات المتحدة من إدخال المسلحين ونشر الفوضى والهجوم على مواقع معينة بحجة وجود إرهاب.
وذكر أن واشنطن حاولت استخدام البند السابع في ميثاق الأمم المتحدة للتدخل في سوريا، بعدما ظهرت فجأة عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي (المحظور في روسيا ودول أخرى)، في سوريا في عام 2013، بحجة الحرب على الإرهاب، ولكن "الفيتو" الروسي كان حاضرا وقتها ومنعها من ذلك.
وأردف أن هذا الأسلوب دائما ما تستخدمه الولايات المتحدة، وخير مثال على ذلك العراق وأفغانستان.
واشنطن قد تستخدم استفزازات بالأسلحة الكيماوية للحفاظ على وجودها في سوريا
وعن وجود منظمات غير حكومية تخدم مصالح الغرب تعمل في سوريا، أجاب أسكيف بأن منظمة "الخوذ البيضاء" نموذج واضح على ذلك، مؤكدا أنها ليست مستقلة وتتلقى الدعم المستمر من الولايات المتحدة وبريطانيا بأموال ضخمة، حيث حصلت تقريبا على 200 إلى 300 مليون دولار خلال سنوات الحرب، حسب تعبيره.
ولفت إلى أن هناك علامات استفهام كثيرة على معايير عمل منظمة الخوذ البيضاء، حيث أنها لا تعمل على كامل الجغرافيا السورية، ولكنها تعمل فقط في المناطق التي تخضع لسيطرة المسلحين والمنظمات الإرهابية، متسائلا ما هي علاقتها بجبهة النصرة وتنظيم "داعش" ولماذا تنشط فقط في أماكن تواجدهم؟ ولماذا لا توثق جرائمهما؟ إذا كانت تدّعي الحياد.
روسيا تستخدم "الفيتو" ضد مشروع قرار أمريكي بشأن الأسلحة الكيماوية في سوريا
وحول إمكانية إجراء تحقيق شفاف ودقيق، يرى الكاتب الصحفي أنه إلى الآن لا يوجد سياسة واضحة بشأن تصنيف ودور هذه المنظمات حول ما إذا كان دورها بشكل عام إنساني أم لا، في سوريا تحديدا يختلف الوضع لأن هذه المنظمات تعمل في مناطق خارج سيطرة الدولة، وأي منظمة تعمل خارج سيطرة الدولة تعتبرها دمشق منظمة "غير مشروعة".
وبالنسبة لإجراء تحقيق حول استخدام الأسلحة الكيماوية، فإن سوريا وفقا للكاتب، تعاني من شفافية تحقيق هذه المنظمة لأنه غير واضح من يقف وراء التحقيق، لأنه غالبا ما تكون هذه المنظمات مسيّسة وهو ما يعارض مدى مصداقية التحقيقات، ولكن إذا تحدثنا عن جهات ليست محسوبة على أطراف الحرب وتحترم القوانين الدولية بعيدا عن الضغوط الدولية، وقتها سيكون هناك تحقيق شفاف يظهر الحقيقة للعالم بشأن ما حدث بشكل عام، سواء كان في سوريا أو في مناطق أخرى.
مناقشة