جاء ذلك في مقابلة أجراها مهدي شوشتري، مساعد الوزير والمدير العام لغرب آسيا في وزارة الخارجية الإيرانية، مع صحيفة "خراسان" المحلية، الخميس.
وقال شوشتري: "بصفتنا جهة دبلوماسية، ليس لدينا أي قيود عندما يتعلق الأمر في إقامة علاقات مع جميع الدول الإسلامية. بالطبع هذا يتطلب رغبة وإرادة جادة من الجانب الآخر، علماً أننا في الآونة الأخيرة لم نجر أي محادثات تتعلق بتحسين العلاقات مع مصر".
يأتي ذلك على الرغم من تقارير أفادت بأن البلدين يجريان محادثات في العاصمة العراقية، بغداد، لبحث تطبيع العلاقات بينهما، حيث عُقدَت جولتان من المحادثات المنخفضة المستوى في مارس/ آذار وأبريل/ نيسان من هذا العام.
ونقلت التقارير عن مسؤولين مصريين وعراقيين أن المحادثات تطرقت إلى تقليل التوتر في أماكن تقع في دائرة نفوذ إيران مثل اليمن ولبنان وسوريا، كما بحثت أيضا إمكانية عقد اجتماع بين رئيسي البلدين عبد الفتاح السيسي وإبراهيم رئيسي.
لكن شوشتري يقول "لم يكن هناك دور لدول ثالثة ووسطاء في مناقشة العلاقات الإيرانية-المصرية، وإذا كانت هناك رسالة فسننقلها مباشرة".
وأضاف أنه رغم انقطاع العلاقات السياسية بين إيران ومصر منذ عام 1979، فإن الممثلين السياسيين للبلدين نشطوا عبر مكاتب رعاية المصالح في كلا البلدين، وعلى نقيض مكاتب رعاية المصالح الأخرى، فإنه لا يوجد بلد ثالث معني، بل للبلدين وجود مباشر في العواصم.
واعتبر المسؤول أن "من الصواب تقليص الخلافات بين طهران والقاهرة إلى اسم شارع أو جدارية لشخص ما، وقال إنه إذا كانت هناك محادثات لإعادة العلاقات، فستكون هناك قضايا مختلفة على الطاولة ينبغي مناقشتها"، وذلك ردًا على وجود خلافات من قبيل تعليق صورة خالد الإسلامبولي قاتل الرئيس المصري الراحل أنور السادات في شوارع طهران.
وأضاف شوشتري: "لدى إيران ومصر تاريخ حافل في التعاون في عدة مجالات، منها التبادلات في ساحة المؤسسات الدولية ووجهات النظر المشتركة التي كانت ولا زالت بين طهران والقاهرة، وقد بذلت الكثير من الجهود في أوقات مختلفة لتحسين العلاقات، لكن لم يحقق أي منها النتيجة المرجوة".
حتى قرار مصر الأخير بإصدار تأشيرات لمواطنين إيرانيين، قال إن "تصريح الحكومة المصرية للسائحين الإيرانيين بدخول هذا البلد كان في الإطار الأكبر الذي وفرته وزارة السياحة المصرية بتسهيلات دخول رعايا دول مختلفة، بما في ذلك إيران، (...) لكن هذه الخطوة تتطلب اتفاقًا بين وكالات السياحة في البلدين، وحتى الآن لم نتلق إخطارًا بشأن آلية تنفيذ هذا القرار من الحكومة المصرية".
وعن تأثير العلاقات المصرية الإسرائيلية على مفاوضات طهران والقاهرة، قال "في إطار سياستنا الرسمية والمعلنة، نعتبر وجود النظام الصهيوني في المنطقة التهديد الرئيسي للسلام والاستقرار في المنطقة. فتطبيع العلاقات مع هذا النظام عامل هدام ومعطّل لسبل السلام والاستقرار في المنطقة".
كان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، قد قال في إفادة صحفية إن "تبادل الرسائل والتواصل بين القاهرة وطهران يتم من خلال مكاتب رعاية المصالح ولم يكن لدينا أي عوائق أو قيود على هذه المحادثات".
وأضاف: "أعلنت إيران سابقا أنه ليس لديها أي قيود على توسيع علاقاتها مع الدول العربية والإسلامية، وهذا المسير من أولويات سياساتها الخارجية، وإرادة القاهرة في زيادة مستوى التعاون بين مصر وإيران يمكن أن تسهل هذا المسير".
وأكد كنعاني استعداد طهران لتقوية وتعزيز علاقاتها مع القاهرة، داعيا الأخيرة إلى السعي نحو تعزيز العلاقات بين البلدين.