https://sarabic.ae/20230511/تاريخ-العلاقات-المصرية-الإيرانية-هل-تحدث-المصالحة-بينهما-قريبا؟-1076910917.html
تاريخ العلاقات المصرية الإيرانية… هل تحدث المصالحة بينهما قريبا؟
تاريخ العلاقات المصرية الإيرانية… هل تحدث المصالحة بينهما قريبا؟
سبوتنيك عربي
بعد سنوات من المقاطعة بين إيران ومصر، يسعى العراق حاليا للوساطة بين البلدين في محاولة تبدو جادة هذه المرة لتطبيع العلاقات بين القوتين الإقليميتين. 11.05.2023, سبوتنيك عربي
2023-05-11T11:25+0000
2023-05-11T11:25+0000
2023-05-11T11:25+0000
إيران
تقارير سبوتنيك
العالم العربي
مصر
العلاقات الثنائية
https://cdn.img.sarabic.ae/img/101424/84/1014248485_0:0:1024:577_1920x0_80_0_0_1b72f366c061653bb8fa9ab913ec15e4.jpg
منذ عام 1928، شهدت العلاقات المصرية - الإيرانية محطات تاريخية عديدة، حيث تراوحت هذه العلاقة بين التقارب والمصاهرة بين الأسرتين الحاكمتين آنذاك، فاروق الأول ملك مصر والسودان، وشاه إيران محمد رضا بهلوي، الذي تزوج الأميرة فوزية شقيقة الملك فاروق.واستمرت العلاقة الزوجية لست سنوات تقريبا، انتهت بطلاق الأميرة فوزية وتوترت العلاقة بين البلدين.الأزمة مع ثورة يوليووزاد التوتر الحذر بعد قيام ثورة يوليو 1952 في مصر، حيث اتسعت هوة الخلاف بين الشاه والسلطة الجديدة في مصر وقتها، خاصة مع دعم جمال عبد الناصر، قائد الثورة المصرية، لرئيس الوزراء الإيراني محمد مصدق ضد نظام الشاه، وتبنى سياسات معادية للتوجهات والمصالح الإيرانية والتحالفات في المنطقة.وعادت حالة الاستقرار بين البلدين في بداية عهد الرئيس المصري الراحل أنور السادات، حيث ارتبط بعلاقة جيدة مع الشاه خاصة مع مساعدة الأخير لمصر أثناء حرب أكتوبر 1973، إلا أن هذه العلاقة توترت من جديد مع قيام الثورة الإيرانية عام 1979 وإعلان السادات استضافة بهلوي في مصر، ورفض الطلب الإيراني بعدم استقباله، واستقر الشاه في مصر حتى وفاته في مستشفى المعادى العسكري عام 1980، ودفن في مسجد الرفاعي (الذي يضم مقابر الملك فؤاد والملك فاروق وأعضاء بارزين من الأسرة التي كانت تحكم مصر قبل ثورة يوليو.الخلاف الكبير مع الساداتوإلى جانب الغضب من استضافته، رفضت إيران توقيع معاهدة سلام بين مصر وإيران، واعتبرت القاهرة أن موقف طهران تدخل في الشأن المصري، وأعلنت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان شهير لها قطع العلاقات الدبلوماسية مع مصر، وأكدت أن السبب هو المعاهدة المصرية الإسرائيلية.وجاء الرئيس المصري حسني مبارك إلى الحكم بعد رحيل السادات واستمر التوتر بين البلدين، رغم المحاولات لإعادة العلاقات بين البلدين.وفي عام 1987، قررت مصر اعتبار رئيس بعثة رعاية المصالح الإيرانية في القاهرة، محمود مهتدي، شخصا غير مرغوب فيه، وسط اتهامات له بمراقبة حركة الناقلات في قناة السويس المتجهة إلى العراق.وبعد قبول مجلس الأمن لقرار وقف إطلاق النار في عام 1988، أضافت إيران شروطًا لعودة العلاقات مع مصر، بما في ذلك طلب الاعتذار عن دعم العراق خلال الحرب.محاولات لإعادة العلاقاتوفي عام 1989، بدأت أول اتصالات دبلوماسية بين مصر وإيران في عواصم أوروبية (جنيف) وعربية (دمشق) بشأن الإفراج عن 100 محتجز مصري في إيران.وفي يناير/كانون الثاني 1990، توجه السفير منير زهران إلى طهران كأول شخصية رسمية مصرية تزور إيران منذ قطع العلاقات لتقديم واجب العزاء في وفاة أحد المراجع الدينية. وفي 30 يوليو/تموز 1990، وصل أول وفد إيراني إلى القاهرة برئاسة محمد علي تسخيري للمشاركة في اجتماعات المجلس الوزاري لمنظمة المؤتمر الإسلامي في القاهرة، وصافح الرئيس مبارك تسخيري خلال استقباله رؤساء الوفود في أول لقاء مباشر لمسئول إيراني برئيس مصر. وفي فبراير/شباط 1991، عُقد أول لقاء مصري-إيراني على المستوى الوزاري بين الدكتور بطرس غالي وزير الدولة للشئون الخارجية وعلي أكبر ولاياتي في بلغراد.وفي مارس/آذار 1991، تم رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي لبعثتي رعاية المصالح في البلدين إلى مستوى سفير، وتم تعيين السفير أحمد نامق رئيساً للبعثة الدبلوماسية المصرية في إيران والسفير علي أصغر محمدي رئيساً للبعثة الإيرانية في القاهرة. وفي أبريل/نيسان 1991، تم إفراج مصر عن الأرصدة الإيرانية في البنوك وتفعيل نشاطات بنك مصر إيران وشركة المنسوجات بالسويس والاستثمارات في بعض الفنادق في القاهرة.وفي سبتمبر/أيلول 1992، أعلن الرئيس حسني مبارك لأول مرة في حديث لمجلة "المصور" المصرية، أن الرئيس رافسنجاني بعث إليه برسائل لرفع مستوى العلاقات، وأن هناك لغتين في إيران حيث يتحدث البعض بهذه اللغة اليوم ثم نفاجأ بلغة أخرى في اليوم التالي، على حد تعبيره وقتها.في أبريل 1996، رفضت مصر المشاركة في تنفيذ قرار الرئيس الأمريكي بيل كلينتون بفرض حظر تجاري على إيران، وأعلنت ذلك وزير الخارجية عمرو موسى خلال مؤتمر صحفي مشترك مع مندوبة الولايات المتحدة في مجلس الأمن مادلين أولبرايت بعد استقبال الرئيس مبارك لها. وقاطع موسى أولبرايت ونفى بحث هذا الموضوع خلال اللقاء.وفي يونيو/حزيران 1996، فشلت محاولة لاستئناف العلاقات الدبلوماسية، وذلك بعد تراجع ولاياتي أمام ضغوط المحافظين وإعلانه قصر الاتصالات على فتح مكتب ثقافي إيراني في مصر وليس سفارة.وهكذا ظلت المحاولات من الجانبين لإعادة العلاقة بين البلدين، إلا أنها كانت تفشل في النهاية، ففي مايو/أيار 1999، تم إجراء أول اتصال هاتفي بين الرئيسين حسني مبارك ومحمد خاتمي لتهنئة إيران بقبول طلب انضمامها إلى مجموعة الـ15، ونشرت وسائل الإعلام صورة تجمع الرئيسين وبدا أن الأمل اقترب من التحقق والعلاقات بين البلدين سوف تعود قريبا، وهو ما لم يحدث.وفي مايو 2000، قامت مجموعة من العناصر المحسوبة على التيار المتشدد في إيران ضد عودة العلاقات الإيرانية-المصرية بالاعتداء على مقر جمعية الصداقة الإيرانية-المصرية في طهران وتخريبه، ورفض رئيس مجلس الشورى ناطق نوري تحسين العلاقات مع مصر ووجه بإقامة جدارية تحمل صورة خالد الإسلامبولي (قاتل السادات) ردًا على توجه بلدية طهران نحو تغيير اسم الشارع الذي يحمل اسم الإسلامبولي.وفي يناير 2001، شاركت إيران لأول مرة في معرض القاهرة الدولي للكتاب، وفي ديسمبر/كانون الأول 2003، تم إجراء أول لقاء بين مبارك وخاتمي منذ لقاء الرئيس الراحل أنور السادات وشاه إيران في طهران في أكتوبر/تشرين الأول 1977.ثورة يناير وإحياء الأملومع قيام ثورة 25 يناير 2011 في مصر، بدا أن هناك بوادر لإعادة العلاقات بين البلدين، خاصة مع زيارة الرئيس المصري الراحل محمد مرسي لطهران، في 30 أغسطس /آب2012، لحضور فعاليات قمة دول عدم الانحياز، وكانت هذه أول زيارة لرئيس مصري منذ الثورة الإيرانية عام 1979. وفي أبريل 2013، زار الرئيس الإيراني أحمدي نجاد مصر لحضور القمة الإسلامية في القاهرة واستقبله مرسي بحفاوة، إلا أن هذه الزيارات لم ينتج عنها الكثير بشأن العلاقات بين الدولتين، خاصة مع رحيل مرسي عن السلطة في ثورة 30 يونيو 2013.واتسمت السياسية الخارجية لفترة ما بعد يونيو 2013 بالهدوء وعدم التصادم، بل وظهرت إشارات عدة تشير إلى وجود تقارب بين القاهرة وطهران ومحادثات على مستويات مختلفة.وأبرزت وزارة الخارجية الإيرانية لقاءً جمع وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على هامش قمة "بغداد-2" التي استضافها الأردن نهاية 2022، ووصفته بأنه "إيجابي وقصير".إلى أين وصلت المحادثاتقبل أيام نقلت صحيفة "ذا ناشيونال" الإماراتية، عن مسؤولين مصريين وعراقيين، إن "الجولة الأخيرة من المناقشات بدأت في نهاية الأسبوع، على الرغم من أنه ليس من الواضح مدى التقدم الذي تم إحرازه حتى الآن".وبحسب الصحيفة: "تطرقت المحادثات إلى الحد من التوتر في الأماكن التي تمارس فيها إيران نفوذا كبيرا، مثل اليمن ولبنان وسوريا، من خلال دعم الحكومات الحليفة أو الجماعات المسلحة".وأضافت أن "الجانبين يبحثان أيضا إمكانية عقد اجتماع بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي".ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي عراقي تأكيده أن جولتين من المحادثات المنخفضة المستوى بين مسؤولين مصريين وإيرانيين عُقدت في بغداد في مارس وأبريل من هذا العام.وأضاف: "رحب الجانبان بجهود العراق للوساطة"، متابعا: "كلا الجانبين يبثان المشاعر وهما على استعداد للمضي قدما. لا يوجد تقدم حتى الآن".وفي تصريحات سابقة لـ"سبوتنيك"، قال وزير الخارجية المصري السابق نبيل فهمي، إن الانفتاح بين القاهرة وطهران متوقع بعد الانفتاح بين إيران والخليج، "لكنه سيحدث تدريجيا دون تسرع".وكشف الوزير عن محادثات دارت بينه حين كان وزيرا لخارجية مصر 2013-2014، وبين وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، وقال: "التقيت مع وزير الخارجية الإيراني حينها وطلب "غلق الصفحة"، والنظر للأمام في العلاقات بين البلدين، ورددت عليه حينها بأن إغلاق الصفحة وكأنه لم يحدث أي شيء، ليست سياسة.. واقترحت المصارحة بكل شفافية في كل القضايا والنظر للأمام، والاجتهاد في ألا تتكرر مرة أخرى".وأكد الوزير السابق: "الظروف (وقتها) لم تكن مواتية لعقد حوارات وطنية، خاصة أن إيران كانت تركز على الاتفاق النووي "5+1" إضافة للتوترات مع الخليج، فيما كانت مصر في السعي لإرساء الاستقرار الداخلي والإقليمي".
https://sarabic.ae/20230509/صحيفة-مصر-وإيران-تجريان-محادثات-في-بغداد-لبحث-تطبيع-العلاقات-بينهما-1076816403.html
https://sarabic.ae/20230508/إيران-العلاقات-الدبلوماسية-مع-مصر-حاليا-على-مستوى-مكاتب-رعاية-المصالح-ومستعدون-لتعزيز-العلاقات-1076777659.html
https://sarabic.ae/20230328/استئناف-العلاقات-بين-مصر-وإيران-دبلوماسيون-يوضحون-الخطوات-الممكنة-لإعادتها-1075246607.html
إيران
مصر
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
2023
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
الأخبار
ar_EG
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
https://cdn.img.sarabic.ae/img/101424/84/1014248485_0:0:1024:768_1920x0_80_0_0_3021503c3addb09e868bccef82e13594.jpgسبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
إيران, تقارير سبوتنيك, العالم العربي, مصر, العلاقات الثنائية
إيران, تقارير سبوتنيك, العالم العربي, مصر, العلاقات الثنائية
تاريخ العلاقات المصرية الإيرانية… هل تحدث المصالحة بينهما قريبا؟
بعد سنوات من المقاطعة بين إيران ومصر، يسعى العراق حاليا للوساطة بين البلدين في محاولة تبدو جادة هذه المرة لتطبيع العلاقات بين القوتين الإقليميتين.
منذ عام 1928، شهدت العلاقات المصرية - الإيرانية محطات تاريخية عديدة، حيث تراوحت هذه العلاقة بين التقارب والمصاهرة بين الأسرتين الحاكمتين آنذاك، فاروق الأول ملك مصر والسودان، وشاه إيران محمد رضا بهلوي، الذي تزوج الأميرة فوزية شقيقة الملك فاروق.
واستمرت العلاقة الزوجية لست سنوات تقريبا، انتهت بطلاق الأميرة فوزية وتوترت العلاقة بين البلدين.
وزاد التوتر الحذر بعد قيام ثورة يوليو 1952 في مصر، حيث اتسعت هوة الخلاف بين الشاه والسلطة الجديدة في مصر وقتها، خاصة مع دعم جمال عبد الناصر، قائد الثورة المصرية، لرئيس الوزراء الإيراني محمد مصدق ضد نظام الشاه، وتبنى سياسات معادية للتوجهات والمصالح الإيرانية والتحالفات في المنطقة.
وعادت حالة الاستقرار بين البلدين في بداية عهد الرئيس المصري الراحل أنور السادات، حيث ارتبط بعلاقة جيدة مع الشاه خاصة مع مساعدة الأخير لمصر أثناء حرب أكتوبر 1973، إلا أن هذه العلاقة توترت من جديد مع قيام الثورة الإيرانية عام 1979 وإعلان السادات استضافة بهلوي في مصر، ورفض
الطلب الإيراني بعدم استقباله، واستقر الشاه في مصر حتى وفاته في مستشفى المعادى العسكري عام 1980، ودفن في مسجد الرفاعي (الذي يضم مقابر الملك فؤاد والملك فاروق وأعضاء بارزين من الأسرة التي كانت تحكم مصر قبل ثورة يوليو.
وإلى جانب الغضب من استضافته، رفضت إيران توقيع معاهدة سلام بين مصر وإيران، واعتبرت القاهرة أن موقف طهران تدخل في الشأن المصري، وأعلنت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان شهير لها قطع العلاقات الدبلوماسية مع مصر، وأكدت أن السبب هو المعاهدة المصرية الإسرائيلية.
وجاء الرئيس المصري حسني مبارك إلى الحكم بعد رحيل السادات واستمر التوتر بين البلدين، رغم المحاولات لإعادة العلاقات بين البلدين.
وفي عام 1987، قررت مصر اعتبار رئيس بعثة رعاية المصالح الإيرانية في القاهرة، محمود مهتدي، شخصا غير مرغوب فيه، وسط اتهامات له بمراقبة حركة الناقلات في قناة السويس المتجهة إلى العراق.
وبعد قبول مجلس الأمن لقرار وقف إطلاق النار في عام 1988، أضافت إيران شروطًا لعودة العلاقات مع مصر، بما في ذلك طلب الاعتذار عن دعم العراق خلال الحرب.
وفي عام 1989، بدأت أول اتصالات دبلوماسية بين مصر وإيران في عواصم أوروبية (جنيف) وعربية (دمشق) بشأن الإفراج عن 100 محتجز مصري في إيران.
وفي يناير/كانون الثاني 1990، توجه السفير منير زهران إلى طهران كأول شخصية رسمية مصرية تزور إيران منذ قطع العلاقات لتقديم واجب العزاء في وفاة أحد المراجع الدينية. وفي 30 يوليو/تموز 1990، وصل أول وفد إيراني إلى القاهرة برئاسة محمد علي تسخيري للمشاركة في اجتماعات المجلس الوزاري لمنظمة المؤتمر الإسلامي في القاهرة، وصافح الرئيس مبارك تسخيري خلال استقباله رؤساء الوفود في أول لقاء مباشر لمسئول إيراني برئيس مصر. وفي فبراير/شباط 1991، عُقد أول لقاء مصري-إيراني على المستوى الوزاري بين الدكتور بطرس غالي وزير الدولة للشئون الخارجية وعلي أكبر ولاياتي في بلغراد.
وفي مارس/آذار 1991، تم رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي لبعثتي رعاية المصالح في البلدين إلى مستوى سفير، وتم تعيين السفير أحمد نامق رئيساً للبعثة الدبلوماسية المصرية في إيران والسفير علي أصغر محمدي رئيساً للبعثة الإيرانية في القاهرة. وفي أبريل/نيسان 1991، تم إفراج مصر عن
الأرصدة الإيرانية في البنوك وتفعيل نشاطات بنك مصر إيران وشركة المنسوجات بالسويس والاستثمارات في بعض الفنادق في القاهرة.
وفي سبتمبر/أيلول 1992، أعلن الرئيس حسني مبارك لأول مرة في حديث لمجلة "المصور" المصرية، أن الرئيس رافسنجاني بعث إليه برسائل لرفع مستوى العلاقات، وأن هناك لغتين في إيران حيث يتحدث البعض بهذه اللغة اليوم ثم نفاجأ بلغة أخرى في اليوم التالي، على حد تعبيره وقتها.
في أبريل 1996، رفضت مصر المشاركة في تنفيذ قرار الرئيس الأمريكي بيل كلينتون بفرض حظر تجاري على إيران، وأعلنت ذلك وزير الخارجية عمرو موسى خلال مؤتمر صحفي مشترك مع مندوبة الولايات المتحدة في مجلس الأمن مادلين أولبرايت بعد استقبال الرئيس مبارك لها. وقاطع موسى أولبرايت ونفى بحث هذا الموضوع خلال اللقاء.
وفي يونيو/حزيران 1996، فشلت محاولة لاستئناف
العلاقات الدبلوماسية، وذلك بعد تراجع ولاياتي أمام ضغوط المحافظين وإعلانه قصر الاتصالات على فتح مكتب ثقافي إيراني في مصر وليس سفارة.
وهكذا ظلت المحاولات من الجانبين لإعادة العلاقة بين البلدين، إلا أنها كانت تفشل في النهاية، ففي مايو/أيار 1999، تم إجراء أول اتصال هاتفي بين الرئيسين حسني مبارك ومحمد خاتمي لتهنئة إيران بقبول طلب انضمامها إلى مجموعة الـ15، ونشرت وسائل الإعلام صورة تجمع الرئيسين وبدا أن الأمل اقترب من التحقق والعلاقات بين البلدين سوف تعود قريبا، وهو ما لم يحدث.
وفي مايو 2000، قامت مجموعة من العناصر المحسوبة على التيار المتشدد في إيران ضد عودة العلاقات الإيرانية-المصرية بالاعتداء على مقر جمعية الصداقة الإيرانية-المصرية في طهران وتخريبه، ورفض رئيس مجلس الشورى ناطق نوري تحسين العلاقات مع مصر ووجه بإقامة جدارية تحمل صورة خالد الإسلامبولي (قاتل السادات) ردًا على توجه بلدية طهران نحو تغيير اسم الشارع الذي يحمل اسم الإسلامبولي.
وفي يناير 2001، شاركت إيران لأول مرة في معرض القاهرة الدولي للكتاب، وفي ديسمبر/كانون الأول 2003، تم إجراء أول لقاء بين مبارك وخاتمي منذ لقاء الرئيس الراحل أنور السادات وشاه إيران في طهران في أكتوبر/تشرين الأول 1977.
ومع قيام ثورة 25 يناير 2011 في مصر، بدا أن هناك بوادر لإعادة العلاقات بين البلدين، خاصة مع زيارة الرئيس المصري الراحل محمد مرسي لطهران، في 30 أغسطس /آب2012، لحضور فعاليات قمة دول عدم الانحياز، وكانت هذه أول زيارة لرئيس مصري منذ الثورة الإيرانية عام 1979. وفي أبريل 2013، زار الرئيس الإيراني أحمدي نجاد مصر لحضور
القمة الإسلامية في القاهرة واستقبله مرسي بحفاوة، إلا أن هذه الزيارات لم ينتج عنها الكثير بشأن العلاقات بين الدولتين، خاصة مع رحيل مرسي عن السلطة في ثورة 30 يونيو 2013.
واتسمت السياسية الخارجية لفترة ما بعد يونيو 2013 بالهدوء وعدم التصادم، بل وظهرت إشارات عدة تشير إلى وجود تقارب بين القاهرة وطهران ومحادثات على مستويات مختلفة.
وأبرزت وزارة الخارجية الإيرانية لقاءً جمع وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على هامش قمة "بغداد-2" التي استضافها الأردن نهاية 2022، ووصفته بأنه "إيجابي وقصير".
قبل أيام نقلت
صحيفة "ذا ناشيونال" الإماراتية، عن مسؤولين مصريين وعراقيين، إن "الجولة الأخيرة من المناقشات بدأت في نهاية الأسبوع، على الرغم من أنه ليس من الواضح مدى التقدم الذي تم إحرازه حتى الآن".
وبحسب الصحيفة: "تطرقت المحادثات إلى الحد من التوتر في الأماكن التي تمارس فيها إيران نفوذا كبيرا، مثل اليمن ولبنان وسوريا، من خلال دعم الحكومات الحليفة أو الجماعات المسلحة".
وأضافت أن "الجانبين يبحثان أيضا إمكانية عقد اجتماع بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي".
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي عراقي تأكيده أن جولتين من
المحادثات المنخفضة المستوى بين مسؤولين مصريين وإيرانيين عُقدت في بغداد في مارس وأبريل من هذا العام.
وأضاف: "رحب الجانبان بجهود العراق للوساطة"، متابعا: "كلا الجانبين يبثان المشاعر وهما على استعداد للمضي قدما. لا يوجد تقدم حتى الآن".
وفي تصريحات سابقة لـ"سبوتنيك"، قال وزير الخارجية المصري السابق نبيل فهمي، إن الانفتاح بين القاهرة وطهران متوقع بعد الانفتاح بين إيران والخليج، "لكنه سيحدث تدريجيا دون تسرع".
وكشف الوزير عن محادثات دارت بينه حين كان وزيرا لخارجية مصر 2013-2014، وبين وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، وقال: "التقيت مع وزير الخارجية الإيراني حينها وطلب "غلق الصفحة"، والنظر للأمام في العلاقات بين البلدين، ورددت عليه حينها بأن إغلاق الصفحة وكأنه لم يحدث أي شيء، ليست سياسة.. واقترحت المصارحة بكل شفافية في كل القضايا والنظر للأمام، والاجتهاد في ألا تتكرر مرة أخرى".
وأكد الوزير السابق: "الظروف (وقتها) لم تكن مواتية لعقد حوارات وطنية، خاصة أن إيران كانت تركز على الاتفاق النووي "5+1" إضافة للتوترات مع الخليج، فيما كانت مصر في السعي لإرساء الاستقرار الداخلي والإقليمي".