وقال صالح في اتصال مع "سبوتنيك" اليوم الخميس، أن الجنوبيين تعلموا الدرس جيداً، واستوعبوا حجم ونوع المؤامرات القادمة من خارج حدود الجنوب، والتي استهدفته في الماضي، وعملت على تمزيق نسيجه الاجتماعي، وإضعاف موقفه، حتى وصل إلى ماهو عليه اليوم، ولذلك لن يسمحوا بما يمكن أن يعيدهم إلى مراحل الصراعات الماضية.
وبيّن القيادي الجنوبي، أن الجنوبيين توافقوا في اللقاء التشاوري المنعقد في مطلع مايو/أيار الجاري على ميثاق وطني جنوبي حدد شكل الدولة الجنوبية بالنظام الفيدرالي، الذي يتيح لكل محافظة إدارة شؤونها، والاستفادة من مواردها وثرواتها، وهي رؤية كل القوى الجنوبية وأهمها المجلس الانتقالي وهذا منجز كبير وتاريخي لم يتحقق للجنوبيين منذ تحقيق استقلالهم الأول عن بريطانيا في نوفمبر/ كانون أول 1967م.
ونوّه القيادي في الانتقالي الجنوبي إلى أن شعب الجنوب من المهرة إلى باب المندب وجزيرة سقطرى تواق لاستعادة دولته، ولا توجد أي مشاريع أو نزعات تمزيقية إلا ما يعبر عنه أعداء الجنوب إعلاميا، عن رغبتهم في استهداف الجنوب وإظهاره وكأنه مهدد بالتقسيم، أو عبر تبني أصوات لا وجود ولا تأثير لها على الواقع، للحديث عن مشاريع غير قابلة للنجاح أو الحياة.
وذكر صالح، ما تعاهد عليه الجنوبيون في مشروع التصالح والتسامح الجنوبي الذي توافقوا عليه في العام 2006، والذي تجاوزوا من خلاله مراحل الصراعات الماضية وطي صفحتها، مؤكدا بأن الواقع الجنوبي اليوم يظهر وحدة وتماسك الجنوبيين والتفافهم حول مشروع استعادة الدولة الجنوبية وإنهاء مشروع الوحدة التي فشلت في مهدها وتحولت إلى أبشع أشكال الاضطهاد التي عرفها التاريخ.
وعبر القيادي الجنوبي عن اندهاشه من انشغال أعداء الجنوب عن قضاياهم المصيرية، وتحويل اهتمامهم، وتوظيف قدراتهم وطاقاتهم لاستهداف الجنوب والتشويش على ثورته ونضاله، مشيرا إلى أن كل ذلك عبث لن يؤثر في مشروع استعادة الدولة الجنوبية، ولا على جهد ونضال قيادته السياسية التي تقود شعب الجنوب نحو مستقبل أكثر أمنا واستقرارا.
وعقد المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، يوم الخميس قبل الماضي، لقاء تشاوريا بين القوى الجنوبية في العاصمة عدن، تمهيدا لحوار (جنوبي - جنوبي) خلال الأسابيع المقبلة، تزامنا مع ذكرى تأسيس المجلس.
لكن هناك مخاوف من فشل المشاورات الجديدة كما أخفقت الدعوات السابق، ويسوق الرافضون للمشاركة مبررات أن العقبات التي أفشلت أي توافق جنوبي سابق لا تزال كما هي ولم يتغير شيء منها.
وتسيطر "أنصار الله" اليمنية، منذ سبتمبر/ أيلول 2014، على غالبية المحافظات وسط وشمالي اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 مارس/ آذار 2015، عمليات عسكرية دعما للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.
وأودت الحرب الدائرة في اليمن، بحياة الآلاف، كما ألحقت بالاقتصاد اليمني خسائر تراكمية تقدر بـ 126 مليار دولار، في حين أصبح نحو 80 في المئة من الشعب اليمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية، حسب الأمم المتحدة.