تستفيد منه مصر وتسعى تركيا للانضمام إليه... ما هو "طريق الحرير العصري" الجديد؟

مثّل إعلان وزير الاستثمار السعودي، خالد الفالح، الأحد الماضي، إطلاق "طريق حرير" عصري جديد بين ‏الصين والعرب نقطة تحول مهمة على مستوى تطورات التغيرات الدولية والإقليمية.
Sputnik
فعلى مدار العامين الماضيين شهدت علاقات الدول العربية تحولات استراتيجية، إذ اتجهت بشكل أكبر نحو دول الشرق، بعد توترات عدة مع الغرب الذي تغذى لعقود على الصراعات في المنطقة واستغلال دولها، وفق خبراء.
الوزير السعودي قال في افتتاح النسخة العاشرة لمؤتمر الأعمال العربي الصيني، في الرياض، إن "طريق الحرير الجديد يكون محركه رؤية المملكة للتعاون والتشارك، بينما وقوده انطلاقه الشباب والابتكارات لتحقيق مصالحنا ومصالح شركائنا في كل أنحاء العالم".
وشدد الفالح على أنه "باعتبارها الاقتصاد الأكبر في الشرق الأوسط، والأسرع نموا في العالم خلال العام الماضي 2022، فإن المملكة العربية السعودية ملتزمة بالعمل كجسر يربط العالم العربي بالصين ويسهم في النمو وتطور علاقتنا".
مسؤول سعودي لـ"سبوتنيك": اقتصاد الدول العربية ينمو بقوة ويثير شهية استثمارات الصين
وأكد وزير الاستثمار السعودي، أن "منتجات الصين أصبحت مساهمة كبيرة في دول العالم العربي والسعودية في مقدمتها، فضلا عن مساهمتها في التنمية القائمة في السعودية، فضلا عن توفير كثير من السلع المصنعة بأسعار منافسة".
وفق خبراء، فإن المشروع يهدف لإشراك بعض الدول العربية بفاعلية أكبر، على أن تكون السعودية الرابط بين الصين والمنطقة العربية عبر هذا الطريق، حيث تعد مصر حلقة أساسية فيه أيضا، وركز بقدر كبير على التنمية في المنطقة، والجوانب التكنولوجية والصناعات، بما يحقق التنمية للمنطقة كافة.
في الإطار، قال الباحث السياسي السعودي وجدي القليطي، في حديثه لـ"سبوتنيك"، إن "إطلاق السعودية هذا المشروع يعود بالنفع بالشكل الكبير على المستوى الثنائي والإقليمي والدولي".
وأوضح القليطي أن "المشروع الجديد يعني أن السعودية ستكون حلقة الوصل بين آسيا وأفريقيا، بما يخلق المزيد من الفرص الواعدة"، لافتا إلى أن الطريق يمر عبر كوبري الملك سلمان الرابط بين مصر والسعودية، بما يحقق استفادة كبيرة لمصر.
السعودية تعلن إطلاق "طريق حرير عصري" بين الصين والدول العربية
ولفت أيضا إلى أن عمليات نمو كبيرة مرتقبة في المنطقة إثر المشروع المرتقب، الذي يمثل تحولا كبيرا، مشيرا أن العديد من الدول منها تركيا وإيران تسعى للدخول في المشروع والاستفادة منه بقدر الإمكان، خاصة بعد إعلان المملكة.
من ناحيته، قال الباحث السياسي اليمني لطفي نعمان، إن "دول الشرق الأوسط تعمل على اختيار ما يناسبها، بما يحقق رؤاها الجديدة ويخدم أهدافها الاستراتيجية".
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن تغيير وجهة التعامل والتعاون لا يتقاطع مع روابط العلاقات الخارجية مع الغرب.
وتابع قائلا: "مهما كانت ردات الفعل على ذهاب أهل الشرق شرقا، فإن معيار الدولة صاحبة القرار في تحديد جدوى ثبات الوجهة أو تغييرها والذهاب في طريق عصري أو عتيق، هو مستوى تحقيق الأهداف والمصلحة من كل علاقة".
البيان الختامي لمؤتمر الأعمال العربي الصيني
وكشف وزير الطاقة السعودي، عبد العزيز بن سلمان، الأحد الماضي، سبب اهتمام بلاده بتطوير العلاقات الثنائية بالصين.
وقال الوزير خلال مؤتمر الأعمال العربي الصيني في الرياض، إن "الأمر بسيط جدا، عندما يتعلق الأمر بالنفط، فالطلب على النفط في الصين ما زال يتزايد، لذلك علينا أن نحصل على جزء من هذا الطلب".
وتابع: "نريد الاستثمار في الصين، إذ أن لدينا برنامجا طموحا لذلك الأمر، وربما الطرف الأكثر أهمية هي الاستثمارات الصينية، نفعل الاثنين، الاستثمار في الصين والاستثمار هنا".
مناقشة