وأضاف، في اتصال مع "سبوتنيك"، اليوم الثلاثاء: "حسب متابعاتنا فإن الجيش يطلب من أي وسيط تحديد تعريفات واضحة لأطراف النزاع حتى يكون التعامل واضحا والطريق سالكا نحو حل الأزمة، وهذا لم يحدث من قبل الإيغاد".
وتابع مصطفى، قيادة الجيش لديها ملاحظات حول الرئيس الكيني وليم روتو، بأنه لم يكن محايدا، وهو الآن ضمن المفوضين لحل الأزمة، وهذه المعلومات يؤكدها رفض البرهان لمقابلة حميدتي، بمعنى أن المبادرة قد ماتت قبل أن ترى النور.
وقال رئيس الحركة الشعبية: "بكل تأكيد نحن نسعى جاهدين لإخراج بلادنا من هذه المعادلة الصفرية، التي ارتدت بنا إلى عصور قد تجاوزها العالم، حيث أصبحنا نشاهد عمليات النهب والسلب بصورة يومية في عاصمة كانت مضرب للمثل في الأمن والاستقرار والتواصل والتسامح الاجتماعي، حيث تنهب سيارات المواطنين وتستخدم أمام أعينهم، وكذا الأسواق والبنوك يتم حرقها، ومظاهر حمل المواطنين العصي والسكاكين والسيوف لحماية أنفسهم باتت هى السمة الطبيعية".
وحول إخفاق المبادرة الأمريكية السعودية، يقول مصطفى، إن المبادرة السعودية الأمريكية لم تنجح، لأنها لم تستطع توفير آلية مراقبة محايدة ونزيهة تكشف ادعاءات الطرفين، والآن رمت دول إيغاد بكل ثقلها لمعالجة الأزمة، ولكنها في اعتقادي لم تدخل في المدخل السليم الذي قد يؤدي بها إلى آخر الطريق، فهي بدأت بمحاولة جمع قائدي الجيش والدعم السريع قبل أي خطوة تمهيدية.
وأوضح رئيس الحركة الشعبية، أنه "حسب تقديراتنا فإن الخطوة الذكية في الطريق إلى الحل تكمن في اختيار الوسطاء بدقة عالية، وحسب قدرة كل وسيط على التأثير في أطراف النزاع، حتى لو تطلب ذلك اختيار رؤساء من خارج منظومة إيغاد، ففي أفريقيا زعماء مجربين ولديهم قدرة عالية لحل الأزمات، ثم إن الاتحاد الأفريقي الذي يسعى لحل الأزمة لم يستطع حتى الآن تقديم أقل مساعدة إنسانية للشعب السوداني، فكيف لاتحاد يضم 53 دولة يظل عاجزا عن تقديم مساعدات إنسانية في مثل هذه الأزمة العميقة، واليوم نتحدث عن إمكانية التأثير على أطراف النزاع".
وتعهد الرئيس الكيني وليام روتو، "بترتيب لقاء يجمع بين طرفي النزاع في السودان، قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وزعيم قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في مسعى آخر لإنهاء الحرب. وأفادت الرئاسة الكينية، في بيان لها، بأن "روتو قال للصحفيين في جيبوتي، إن كينيا تلتزم بجمع الجنرالين السودانيين في لقاء وجها لوجه لإيجاد حل دائم للأزمة".
وأضاف: "في الأسابيع الثلاثة المقبلة، سنبدأ عملية حوار وطني شامل"، مؤكدًا أنه سيتم إنشاء ممر إنساني في غضون أسبوعين لتسهيل إيصال المساعدات.
وكان الرئيس الكيني قد أعلن، أمس الاثنين، عن "مبادرة هيئة إيغاد بشأن الأزمة السودانية تتضمن لقاء بين رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، وقادة دول جنوب السودان وكينيا وإثيوبيا وجيبوتي".
ودعا نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، مالك عقار، في وقت سابق، أعضاء منظمة "إيغاد" إلى تركيز جهودهم، لحل النزاع في السودان.
وقال مالك عقار، خلال كلمة في قمة الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد): "نريد إنهاء الحرب ووقف القتال ونطالب بإيصال آمن للمساعدات الإنسانية"، مرحبًا بخارطة الطريق التي قدمها رئيس المفوضية الأفريقية، موسى فكي.
وحذر رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فكي، من إمكانية انزلاق السودان إلى حرب أهلية وانهيار الدولة، حال استمرت الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وفي وقت سابق من أمس الاثنين، قال الجيش السوداني إنه قتل المئات من عناصر "الدعم السريع" ودمر العشرات من الآليات العسكرية في عدة أحياء في العاصمة الخرطوم، وهو ما نفته قوات الدعم السريع مؤكدةً أنها أوقعت خسائر فادحة في صفوف الجيش.
وتدور منذ 15 نيسان/ أبريل الماضي، اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق، بين قوات الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع، في مناطق متفرقة من السودان، تركزت معظمها في العاصمة الخرطوم، مخلفةً المئات من القتلى والجرحى بين المدنيين، في حين لا يوجد إحصاء رسمي عن ضحايا العسكريين من طرفي النزاع العسكري.