تقاطع مصالح وراء عودة العلاقات... هل تلاشت النقاط العالقة بين قطر والبحرين؟

بعد أكثر من عامين على المصالحة الخليجية في 5 يناير/ كانون الثاني 2021، أعلنت وزارة الخارجية القطرية الخطوة المرتقبة مع البحرين.
Sputnik
وتعد البحرين هي آخر الدول من الرباعي العربي التي تعيد تمثيلها الدبلوماسي مع قطر منذ المقاطعة مع قطر والتي امتدت من العام 2017 حتى مطلع عام 2021، إذ كانت تتحفظ المنامة على ضرورة مناقشة العديد من النقاط العالقة (حسب وصف الجانب البحريني)، لكنها لم تعلن بعد ما إن كانت توصلت إلى توافقات بشأن هذه النقاط.
وقال المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية القطرية ماجد بن محمد الأنصاري، إن إعادة التمثيل الدبلوماسي بين البلدين "تأتي تجسيدا لإرادة قيادتي البلدين، وتعزيزا لمسيرة العمل العربي المشترك، بما يحقق تطلعات الشعبين الشقيقين"، وفقا لوكالة الأنباء القطرية.
استئناف الرحلات الجوية المباشرة بين البحرين وقطر بعد انقطاع دام 6 سنوات
وأضاف المسؤول القطري أن "الزيارات بين وفود البلدين مستمرة منذ أشهر، وأن عودة التمثيل الدبلوماسي ستكون دفعة إيجابية للعلاقات السياسية، واستمرار تبادل الزيارات بين المسؤولين سيكون طبيعيا"، لافتا إلى أن لقاءاتهم في الاجتماعات الإقليمية والدولية "ستستمر كما كانت في السابق، ولا يستبعد أن تكون هناك زيارات قريبة بين مسؤولي البلدين".

أرقام وإحصاءات

في أغسطس/ آب 2022، ذكر تقرير غرفة تجارة وصناعة البحرين أن حجم التبادل التجاري بين البحرين ودول مجلس التعاون الخليجين خلال النصف الأول من العام الجاري 3.930 مليار دولار، وبنسبة نمو بلغت 13.8% مقارنة مع الفترة ذاتها من العام 2021 الذي بلغ فيها حجم التبادل التجاري 3.452 مليار دولار، دون ذكر حجم التبادل مع قطر حينها.
وبحسب التقرير فقد سجل بلغ حجم التبادل التجاري مع المملكة العربية السعودية خلال النصف الأول 1.903 مليار دولار بنسبة نمو بلغت 21.1% مقارنة مع 2021، كما ارتفع حجم التبادل التجاري مع سلطنة عمل بنسبة 21.4% ليبلغ 451.420 مليون دولار مقابل 371.733 مليون دولار في النصف الأول من 2021.
وبلغ حجم التبادل التجاري مع دولة الكويت 232.845 مليون دولار بنمو بلغ 17.9% مقارنة مع النصف الأول من العام السابق، كما بلغ حجم التبادل التجاري مع دولة الامارات 1.342 مليار دولار، وبنسبة نمو بلغت 2.4% مقارنة بالفترة ذاتها من 2021، حسب صحيفة الأيام.
نائب رئيس البرلمان الآسيوي: السعودية قامت بدور كبير في إعادة العلاقات بين البحرين وقطر
وفي العام 2011 كان حجم التبادل بين قطر والبحرين، نحو 827 مليون دولار، بينهم 740 مليون دولار صادرات من البحرين إلى قطر، و87.5 مليون دولار واردات البحرين من قطر.

خطوة مهمة

في الإطار قالت رئيس جمعية الصحفيين البحرينية عهدية أحمد، إن "عودة العلاقات البحرينيه القطرية خطوة مهمة في اتجاه عودة الدولتين إلى العلاقات الطبيعية".
وأضافت في حديثها مع "سبوتنيك"، أن ما يربط الدول الخليجية هي علاقات أخوية ما بين الحكام والشعوب، وأنها ليست علاقات سطحية، بل روابط أسرية.
وبشأن النقاط العالقة التي تحدثت عنها البحرين سابقا، قالت"اعتقد أن هذه الخطوة تعني العمل على حل الخلافات ما بينهما ولن يكون هذا صعبا،خاصة أن القيادتين لديهما الاستعداد والإرادة الكاملة لحل الخلافات، وهو ما يصب في مصلحة البلدين".

دور المملكة

وأشارت المتحدثة إلى أهمية الدور الكبير الذي لعبتة المملكة العربية السعودية، منذ قمة العلا لعودة العلاقات البحرينية-القطرية، إلى طبيعتها،إضافة للدور التي لعبته دولة الكويت في المسار.
إيران تعلن قرب انطلاق تحالف بحري يضم دولا خليجية بينها السعودية
واستطردت:"اعتقد أن الجهات المعنية ستضع خطة العمل لعودة العلاقات على جميع المستويات،على أن تعود الأمور إلى أفضل مما كانت عليه، وهذه الخطوة نعتبرها منعطفا هاما في علاقتنا مع دولة شقيقة".
من ناحيته قال الأكاديمي والمحلل السياسي القطري علي الهيل، إن البحرين كانت تحفظت منذ الخامس من يناير/كانون 2021، بعد المصالحة الخليجية.

تقاطع مصالح

وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن البحرين وافقت على استئناف العلاقات بطبيعتها الأولى دون الدخول في تفاصيل الماشي.
وتابع"السياسة لا ترتبط بالماضي، بل تهم بالمستجد ومعطيات الواقع السياسي الراهن، كما أنها لا تقوم على تقاطع العواطف بل المصالح".
ومضى" الآن بدأ تقاطع المصالح، خاصة بعد تصريح قائد البحرية الإيرانية الأدميرال شهرام إيراني، عن تشكيل تحالفات إقليمية ودولية جديدة، والذي يضم البحرين وقطر إلى جانب الدول الأخرى، وهو أحد أهم الأسباب المتعلقة باستعادة العلاقات".
ويرى الهيل أن الجهود التي قامت بها السعودية بين البحرين وقطر دفعت نحو إعادة "اللحمة" لمجلس التعاون الخليجي.
إيران ترد على بيان وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر المتنازع عليها مع الإمارات
وتابع" أن تبادل السفراء يأتي كخطوة دبلوماسية، في حين أن تبادل الزيارات على المستوى الشعبي مستمر منذ فترة طويلة من وإلى البلدين".
وأشار إلى أن التبادل الاقتصادي والتجاري يحتمل عودته تدريجيا عبر خطوات لاحقة.
وشهدت العلاقات بين البلدين أزمة دبلوماسية بعد فرض السعودية والإمارات والبحرين ومصر مقاطعة دبلوماسية واقتصادية على الدوحة عام 2017، حتى الخامس من يناير/ كانون الثاني، حيث أعلن عن المصالح في ما عرف بـ"بيان العلا" حينها.
مناقشة