خبير يمني: المشاركة الواسعة في القمة الروسية - الأفريقية كسرت العزلة الدولية المزعومة على موسكو

القمة الروسية الأفريقية في مدينة سان بطرسبورغ
أكد المحلل السياسي اليمني، صادق السالمي، أن المشاركة الواسعة في القمة الروسية - الأفريقية، مثّلت نجاحا منقطع النظير لموسكو في كسر العزلة الدولية المزعومة عليها.
Sputnik
القاهرة - سبوتنيك. وقال السالمي، في حوار لوكالة "سبوتنيك"، إن "حجم المشاركة في القمة الروسية - الأفريقية التي اختتمت أعمالها بمشاركة 49 دولة، فاق أكثر التوقعات تفاؤلاً.. التوقعات الغربية تقول إن عدد المشاركين في القمة لن يتجاوز 19 بلدا في أحسن الأحوال فكانت الصدمة حضور ما يقارب 95 بالمئة من الدول الأفريقية، وتخلفت 5 دول لا غير، ما يعد نجاحا روسيا في كسر العزلة الدولية التي تدعي الدول الغربية أنها حاصرت روسيا بها".
وأشار إلى أن "الدول المشاركة في القمة الروسية - الأفريقية وصل عددها إلى ربع عدد أعضاء الأمم المتحدة".
وأضاف الخبير اليمني أن "الأمر خرج من يد الولايات المتحدة والدول الغربية، وهي تقف حاليا ضد عجلة التاريخ التي أعلنت نهايته في العام 1991".
وذكر أن "الولايات المتحدة حكمت العالم بالحديد والنار وبقوة السلاح رافعة شعار الديمقراطية وحقوق الإنسان، للإطاحة بكل من يعارض المصالح الأمريكية".
وقال السالمي إن "30 عاماً أرهبت فيها الولايات المتحدة كل دول العالم تحت شعار محاربة الإرهاب، ثلاثين عاماً كان شعار الولايات المتحدة الوحيد، والعالم بأكمله عدو لواشنطن (من منظورها)، وإذا لم تكن معي فأنت ضدي وحتى إذا كنت معي فأنا لا أصدقك فأنت في باطنك ضدي وأنت عدوي".

واستطرد أن "الولايات المتحدة وصل بها الاستخفاف بكل دول العالم والاستهتار بها من خلال احتلال بلدان بكذبات.. مثل إحضار وزير الخارجية الأمريكي أنبوبة تحتوي على بودرة كاسترد أو قمح وأعلن أمام كل العالم أن هذا دليل على وجود أسلحة دمار شامل في العراق وتم غزوه واحتلاله في مخالفة لكل الأعراف والقوانين الدولية، في ظل رفض دولي ووجود فيتو روسي معترض عليه، ما ترتب عليه مقتل مليون عراقي، وترتب على ما سبقه من حصار موت 5 ملايين عراقي".

ورأى السالمي أن "الدول الاستعمارية لها ثأر مع العالم بأكمله، وبعيدا عما تسببت به من مجازر مباشرة في الحقبة الاستعمارية فإن آثار جرائم النظام العالمي الأمريكي (نظام ما بعد 1991م) ماثلة أمام العيان".
وأكد المحلل السياسي اليمني أن "روسيا لها قيمها وأخلاقياتها ورسالتها الحضارية ولا تساوم على مبادئها وقيمها حتى في أكثر حالاتها ضعفا".
وأردف: "وقفت روسيا بجانب الدول حتى في أكثر حالاتها ضعفا، بعدما شطبت ديون تصل إلى 130 مليار دولار عن دول العالم النامي، وكان نصيب اليمن منها شطب 15 مليار دولار كانت مترتبة على دولة الجنوب [قبل الوحدة] وتم شطب ما يصل إلى 60 مليار دولار عن العراق و15 مليارا عن مصر".
مسؤول القسم الاقتصادي بسفارة الجزائر في موسكو
المسؤول الاقتصادي في سفارة الجزائر لدى روسيا: التبادل التجاري بين البلدين "مبشر"
وبشأن العملية العسكرية الخاصة لروسيا في أوكرانيا، أكد المحلل السياسي اليمني أن "ما تقوم به روسيا الآن هو أنها تخوض حربا نيابة عن كل دول العالم لتشكيل نظام عالمي عادل تتساوى فيه كل الدول أمام قرارات الشرعية الدولية وتضمن فيه الدول الضعيفة عدم البطش بها من قبل أي دولة لمجرد أنها دافعت عن مصالح شعبها".

وأضاف أنه "رغم أن ميزانية الجيش الروسي لا تساوي عشر ميزانية الجيش الأمريكي، ولا ربع ميزانية الجيش الصيني، إلا أن الجيش الروسي وحده يخوض الآن حربا أمام أعتى حلف عسكري امبريالي على مر التاريخ".

وعلّق السالمي على محاولة الولايات المتحدة تضليل العالم بشأن انسحاب روسيا من صفقة الحبوب، بأنه "نظام الدجل العالمي الذي تقوم روسيا بتقويضه اليوم يمارس الكذب والتضليل العلني الممجوج وينتحل الأعذار والحجج ويتذرع أنه هو من يحول دون أن يتعرض العالم لمجاعات بسبب روسيا ويدعي أن اتفاق الحبوب الملغي من روسيا سيضر أفريقيا والدول النامية وأنه يسعى لإحياء هذا الاتفاق من أجل الدول الفقيرة".
وأكد السالمي أن الأرقام أثبتت أن ما حصلت عليه الدول النامية من اتفاق الحبوب لا يتجاوز ثلاثة بالمئة، مقابل 97 بالمئة يذهب للدول الاستعمارية.
وأشار إلى أن روسيا أعلنت منحها القمح مجانا للدول الفقيرة، مؤكدا أنه في ظل توقيع أكبر عقوبات على موسكو إلا أنها لم تبخل على العالم بشيء.
مناقشة